15-04-2014 03:23 PM
بقلم : ديما الرجبي
من صناديق الإنتخابات إلى الترشح وإلى الدعم الشعبي وحتى اعتلاء المنصة والمباركة بالكرسي . ومن هنا أصبح الرجل مسؤول، رئيس جمهورية ولي أمر .
من أسس ديمومة المال السياسي ، الكيفية على المحافظة عليه أي الإبقاء على الكرسي وضمان الرجوع إلى دائرة " المنتخب " من قِبل الشعب قبل نفاذ مدة الحكم المعرفة في التشريعات والدستور الكروي ، وتبدأ الوعود الحالمة وبناء المدينة الفاضلة واستمالة الحلم الوطني لصالح اصحاب المنابر، وتُعصب الأعين عن الحقيقة فإذ بذلك الرجل يتقدم فترة الرئاسة ويحتلها من جديد قبل نهايتها بتصويتهم له ؟!
حتى يصبه اليقين الأعمى بأنه أحكم قبضته عليهم ولا مجال للشك بإنتخابه حتى بالدورة الألف ضوئية !!
ويتجرد من كونه سيد الحلم ويصبح الشخص الذي يملك بيده سوط لقمة العيش، وبقدمه يستحكم وبقوة على الأسلحة الطائرة أو المائلة أو النفاثة أو الحارقة !!
ماذا بعد ؟ أليس الأمر كان طواعية منهم " الشعب " ؟ نعم .
واليوم فقد القدرة على ارتداء ملاءة الإصلاح وخلع الحقيقة بالثلاث ليري الجميع بأنه هنا وسيبقى كما هو. فمن تذوق عسل المال السياسي لن يقبل بالمساومة على مبارحة مكانه .
وهو لسان حال هذه الثورات قد تكون سياسات كبرى نحن ندركها ولكنا لا نعي كيف نتخلص منها لأننا تورطنا إلى آذاننا بوحولها ، وقد تكون سموم فوضى أنجبتها ذات الثورات المسمومة ، ويصح القول بأنها سياسات تهجير وتطهير ، تتبع لذات الجهة " الفوضى " .
ولكن والأهم هو المال السياسي والكراسي اللامعة والصفقات الحالمة والأرصدة التي تزدهم تجبراً وتزدنا تقزماَ ؟!!
باب الصراع العربي والاقتتالات الداخلية والصفعات الجوارية والإختناق الدولي "الأخوي" ما كان يوماً إلا نتيجة المال السياسي ومتذوقيه .
فإن كان هناك رعب يملء فضاءات الدول بالبورصة أو بالعلاقات التجارية المتبادلة ، حينها نعلم بأن تدخل عسكري يهدد أمن منطقة ما ؟! أليس من ضمن "المال السياسي" . لتجد العالم على قدم وساق مستعدون للتخلي عن حروبهم وتدخلاتهم مقابل استمرار الضخ المالي المشترك بين أي من الأطراف المتنازعة!!
وهذا سبب استمرار الثورات المشروخة ، ليس من أي منهم أن يتخلى عن الضخ المالي وليس لأيٍ كان أن يستعرض بعضلاته أمام الآخر مادام متابعاً لمؤشر البورصة المشترك بينهم ...
وبين كل ما يحدث يقع السؤال متقهقراً . أهي ثورة حقيقية أم ثورة مادية بحتة ؟!
والله المستعان