16-04-2014 09:36 AM
بقلم : امجد الشهوان
بعد ما يقارب الثلاث سنوات من العصف و الهرج و المرج في حرب اِستنزاف عاشتها البلاد و مارافقها من فوضى و ضجيج حيث تداعت النفسية حتى وصلت الى الحضيض آخذة بالسير على مسار العشوائية المحفوف بلوحات اِرشادية تأخذنا الى التخبط و من ثم الى المجهول نعم فهي مساحة من الفراغ الذي يجعل من الحياة دائرة مفرغة تستنزف الجهد والمجهود ليضيع الغالي و النفيس ويبقى البالي الرخيص و الدولاب يدور والبلاد بأسرها هرمت و اصبحت لاتقوى على المرض و أصوات تصدح بالاِصلاح و تنادي بمحاربة الفساد . نعم مسلسل الفساد فما هو الفساد ؟ و تعريف الفساد كما أراه هو التغول على المال العام و هدره و ترسيخ المنصب لجني المنافع الشخصية و تنفيع الأقرباء و الأصدقاء . أما السؤال الآخر من هم الذين في المناصب ؟ و الجواب بسيط أنت وأنا و هو وهي . وسيرد على هذا كثيرون بأن المناصب وراثية فالرئيس ابنه أو حفيده رئيس و لو بعد حين و الوزير و الأمين و المدير كذلك .. وأنا أقول نعم صحيح ما تقولون ولكن من هم الذين يتولون التشريع و من اين جاءوا ؟ نعم من صناديق الاِنتخاب و من أين هم ؟ هم من بيننا مواطنين تبدأ مسيرتهم بالشعارات و محاربة الفساد ثم يُجرون الى دوامة المحسوبيات فيقومون بالتوسط الى أقرب الأقربين فيصنعون من الجاهل قائداً وصاحب قرار مستغلين النفوذ و المكان الذي هم فيه كيف ولا , فهم يتكلمون بصوت الشعب و من أصبح قائداً يرد الجميل جميلا فيستغل و ظيفته ليقوم بتعيين الجاهلين تارة ويستثمرها تارة أخرى لحصد المكاسب والفائدة على حساب الصالح العام فيصبح المال العام فريسة لكل من له يدان الا من رحم ربي اذا فالفساد منا وفينا ...... واسطة محسوبية شللية و حينها يتم تشييع جثامين الأخوات نزاهة و عدالة وشفافية و كفاءة و مصلحة عامة الى مثواهن الأخير ......
أما آن الآوان لأن تهدأ النفوس ؟ وأن تتخلص من بعض العادات السيئة و التي أصبحت تخيم على المكان ومنها النقد غير البناء فنحن أناس نبرع بالانتقاد و لكن عند تقديم الحلول والبدائل يتوقف التفكير و ينعقد اللسان و خير مثال ما كان يجري مع دولة الرئيس فكان من أكثر النواب حجبا للثقة و معارضة للقرار و عندما دخل مطبخ صنع القرار لم يكن امامه من الحلول الا جيب المواطن في الوقت الذي تعيش فيه مؤسساتنا ترهلاً اِداريا مخيفاً لم يستجب أصحاب المناصب فيها لكورسات الترشيد والحد من الاِنفاق بالرغم من أننا دولة فقيرة الا أن المغالاة في امتيازات ورفاهية المسؤولين تدل على عكس ذلك وما نود قوله ماذا قدم قادة الاِصلاح والمطالبين به سوى الاِنتقادات والشعارات و لكن لو دخلنا دائرة الضوء والقرار ماذا سيحدث ؟ مما لا شك فيه ان البعض مما يتظللون بمظلة الحرب على الفساد هم من يتوقون لركوب الموجة و اِعتلاء المناصب أو الوصول للسلطة و لاشك انهم يسبحون في الفراغ بدون تقديم برامج و حلول فلا وجهة لهم حيث فشلوا في اِقناع السواد الأعظم و المغلوب على أمره فأصبح الجو مناخاً خصباً للجريمة و التسيب و الاِستهتار بالقوانين فأصبح المواطن البسيط يسيربهستيريا واضحة للعيان قد توصله لحد الجنون وعلى الوجه الآخر فهو عملا مضنياً لكل الأجهزة الامنية من كظم للغيض او مواجهات ليس لها داعٍ وبدلاً من جعل هذه الاجهزة تتفرغ لدورها الاساسي في الحماية من داخلية الأخطار و خارجيتها تضطر للتجهيز في مواجهات مع أقربائهم او أصدقائهم و بهذا تتبدد الجهود و الامر كله يكون معرضاً للضياع . اما حرية الرأي والتعبير فقد كفلها الدستور و لم تكن الديموقراطية في يومٍ من الايام هي كيل المسبات و الشتائم أو اِطالة اللسان , وليست من الخلق والأداب التي حثت عليها الأديان والأعراف فمن المجحف ايضا ان يتم اعتقال وسجن من تفوه بكلمة او سُمع عنه انه قال و مال فمن المفترض بأننا في فترة التصويب فيجب الترفع عن هذه و تلك فاستخدام السلطة و النفوذ يجب ان يكون بمعيار القانون و قبله التسامح و الهدوء ,فلربما وقع عليه ظلم في بيته أو من مسؤوله في العمل او من أستاذته بالجامعة فلا تغلضوا عليهم وتضيقوا فاجعلوا لهم باب العودة مفتوحاً ولاتصنعوا منه عدوا و خصماً فدائرة الخصوم آخذةً في الاِتساع .
نعم فحرية الرأي والتعبير عنه بالطرق السلمية مكفولة ولكن ليس من اللائق أن تكون الاِعتصامات والمطالبات أمام أجهزة حساسة لها أهميتها و مهامها البالغة الخطورة والدقة فنرجوا منكم ان ندعهم يقومون بواجباتهم فان الخطر الكبير و خصوصاً في هذه المرحلة فانه يتسلل في كل لحظة ليعيث في أرجاء هذا الوطن تخريباً وتدميراً ونشكر لكم وعيكم و عدولكم عن هذا الامر الذي يعكس درجة الاِحساس بالوطنية لديكم كما نتوجه للاخوة في الجهة المقابلة و نقول لهم كلنا أردنيين و كلنا موالين و منتميين و نحب الاردن و ان التحذيرات والتهديدات اذا خرجت منكم فهذا يعني انه ليس هنالك قانون وليس هنالك دولة فهذا عمل الدولة واذا تم الامر على هذا النحو فهي مدعاة للفتنة و الاِنقسام _لا قدر الله _ ونعلم ان ردة فعلكم هذه هي من غيرتكم على بلدنا الحبيب و لكن ليس هكذا تورد الاِبل . فليكن سلاحنا هو الكلمة الطيبة نعم الكلمة الطيبة و الحوار ذو الدوافع الوطنية . و لنبدأ من حيث نحن واقفون و ليحاسب كل مسؤول نفسه ويحترم منصبه و ان يعمل من أجل نهضة البلاد و رفعتها ولا يكرس كل مجهوده لاستغلال موقعه من اجل هدر المال العام . و أن لا تكون الواسطة و المحسوبية هي سبيلنا لاِقتناص التعيين و الترقية او لتخفيض مخالفة أو التملص من دفعها . فهذا هو الفساد الذي ندور بدائرته منذ امد بعيد فكيف نطالب بالاِصلاح ونحن مستمرين بهذه الممارسات ؟ فاِذا سارت الأمور على مبدأ النزاهة والمنافسة الشريفة و العدالة نكون قد خرجنا من عنق الزجاجة ويجب ان نعلم جميعاً بأننا بلد لا تملك الكثير من الخيارات فموقعنا الجغرافي و شح مواردنا يجعلنا في هكذا معادلة .
كلنا معاً في خندق واحد شعب و قيادة و اجهزة أمنية فاِذا ساءت الاحوال _ لاقدرالله _ و ضاع هذا التحالف و اِندثر فسنصبح على شبه وطن , ممزق متناحر ضائع . فالمشكلة بسيطة و حلها أبسط وهي تكمن بسيادة القانون وبهذا نصل الى بر الامان ,,,,,,,,,