17-04-2014 12:26 AM
سرايا - سرايا - ضمن سلسلة كتاب الشهر، التي تصدر عن وزارة الثقافة كتاب رقم "174"، للعام 2014، أصدرت وزارة الثقافة كتابا بعنوان "الزرقاء النشأة والتطور (1903-1935)- الملامح الاقتصادية والاجتماعية من خلال مقررات أول سجل لبلدية الزرقاء" للدكتورة هند ابو الشعر والدكتور عبدالله العساف، ويتناول الكتاب نشأة قرية الزرقاء في العام 1903، وتحولها إلى بلدة بنشوء أول مجلس بلدي فيها.
ويضم الكتاب الذي جاء في "773" صفحة دراسة لنشوء قرية الزرقاء، ويضم مقررات أول مجلس بلدي فيها، ونماذج من الأختام المستخدمة، ونماذج من السجل الأصلي، وملحق الصور، وملحق صور الزرقاء القديمة "مجموعة ياسمين أرسلان الشيشاني".
كتب مقدمة الكتاب المحققان د. هند أبو الشعر، د. عبدالله العساف، بيّنا فيها ان "الدراسات التي تناولت تاريخنا المحلي في العقدين الماضيين، انفتحت على مصادر محلية جديدة، غيرت من الرؤية التقليدية لكتابة تاريخ الأردن، فبعد أن كانت الوثائق الغربية وعلى رأسها البريطانية، هي مصدر رؤيتنا لأنفسنا، وجدنا أمامنا الكم المعتبر من الوثائق المحلية التي لم يكن لها الحضور الذي تلاقيه المصادر المحلية لدى الشعوب الاخرى".
وبين المحققان ان المراكز البحثية ساعدتهما على دراسة هذه المصادر، وعلى رأسها مركز الوثائق والمخطوطات بالجامعة الأردنية، الذي يزخر بكنوز تمثل المرحلة العثمانية، وتمكن الباحثون من المزاوجة بين المصادر المتعددة ودراستها بعمق ومنهجية، التي تعرفوا من خلالها على مصادر جديدة ساعدت على تقديم الرؤية المحلية المباشرة التي كانت تغيبها دراسات التاريخ التي تعتمد الوثائق الغربية فقط.
وأضافا أن الأعوام الماضية فتحت أمامهما باب السجلات، وعلى رأسها سجلات المحاكم الشرعية والأراضي والوقفيات والكنائس والأديرة والمدارس والمالية، وقد وجدا مصدرا لا يقل عنها في الأهمية وهو سجلات البلديات التي تقدم مقررات المجالس البلدية، وهي صفحة لها أهميتها في دراسة تاريخنا الحديث والمعاصر، لأنها مباشرة وتفتح باب الحكم المحلي وأسلوب ممارسته، وتحفظ اليوميات والجزئيات، وتؤرخ للناس والمرافق والمحلات والبيوت، وتقدم علاقة الناس بالسلطة، وأسلوب إدارتهم للمكان والإمكانات، وتعلمهم مع الانتخابات، وظهور النخب الدراية، وتحولها إلى نخب سياسية، ولا يخفى الدور الذي تلعبه البلديات في ممارسة الحكم المحلي.
وأشارا إلى أن تجربة البلديات قديمة تعود إلى العهد العثماني، وتجذرت وترسخت مع الدولة الحديثة ومع ظهور قانون البلديات مع عهد الإمارة، مشيرين إلى حرصهما على قراءة هذه التجربة بالبحث عن البدايات، ومحاولة الحصول على السجلات القديمة لبلديات القصبات في العهد العثماني، ليكتشفا أن أقدم تجربة في تأسيس المجالس البلدية كانت في "قصبة إربد"، حيث تفتقر إلى السجلات العثمانية التي يبدو أنها أتلفت، وكانت سجلات بلديات السلط والكرك وعمان ومعان ومادبا من اغنى المصادر التي تناولوها في دراسات سابقة، وقدمت من خلالها الحياة اليومية والإدارية والتطور الذي عايشته مؤسسات الحكم المحلي لدينا، ضمن تطور الحياة السياسية، وهو ما يعطي الباحث مدى من الرؤية المحلية لمتابعة الفعاليات المحلية عن قرب.
ورأى المحققان أن هذا الكتاب هو الكتاب الثاني الذي قاما بتحقيقه لمجلس بلدية الزرقاء بعد سجل مجلس بلدية مادبا، والذي صدر عن مطبوعات مادبا مدينة الثقافة للعام 2012، بدعم من وزارة الثقافة، وقد حرص البحث على تقديم سجلات للمجالس البلدية لتحقيقها ودراستها ومن ثم نشرها فكان سجل مقررات مادبا هو الأقدم، كذلك سجل الزرقاء الذي هو اول سجل للمقررات عند تأسيس البلدية.