17-04-2014 02:12 PM
بقلم : منور أحمد الدباس
كان يوم الأحد في 30/3/2014 يوماً تاريخياً في الجمهوريه التركيه ، حيث حقق حزب رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان حزب العداله والتنميه فوزاً ساحقا في الإنتخابات البلديه في الجمهوريه التركيه ، وذلك رغم كل الإنتقادات والحملات الإعلامية المسمومه والموجهه ، واتهام اردوغان وجماعته المقربين بالفساد والفضائح ، لكن اردوغان توعد خصومه الذين استعملوا ضده وحزبه الأساليب القذره للنيل منه ومن حزبه توعدهم بالعقاب والرد القوي من خلال الإنتخابات البلديه التي جرت في الجمهوريه التركيه في 30/3/2014 ، وفعلا وليس تنظيرا وتصريحات اعلاميه ، فاز حزب العداله والتنميه بنسبة 45.5% في كل انحاء الجمهوريه التركيه ، مقابل 27.9 % لحزب الشعب الجمهوري المعارض الرئيسي ، معززاً بهذه النتائج رصيده الذي حققه في الإنتخابات السابقه 39% من الأصوات ، وكانت هذه النتائج الكاسحه هي الرد البليغ الذي اهداه اردوغان لخصومه العلمانيين واليساريين في الدوله التركيه ، ويكون رجب اردوغان قد فاز بستة انتخابات وطنيه متتاليه .
إن اكبر دليل على انتصار الرئيس اردوغان وحزبه الحاكم هو فوز حزبه برئاسة بلدية المدن الكبرى في تركيا والتي لها اهميه كبرى وفي مقدمتها انقره واستنبول وازمير التي منحت غالبية سكانها اصواتهم لصالح حزب العداله والتنميه ، وهزمت فيها المعارضه التركيه هزيمه قاسيه ، ارادها الشعب التركي درساً سياسياً قاسياً لتلقين المعارضه التركيه التي استعملت كل الأساليب غير النظيفه وذلك لإسقاط اردوغان وحزبه الإسلامي المعتدل ، والذي قاد تركيا منذ عام 2002 وسيستمر الى ان تحين الإنتخابات التشريعيه والرئاسيه في شهر آب 2014 ، هذا وقد اعطت نتائج الإنتخابات البلديه مؤشراً قويا واضحاً لما سيحصل عليه اردوغان وحزبه في الإنتخابات التشريعيه ورئاسة الجمهوريه التركيه القادمه والتي من المتوقع أن يحقق اردوغان وحزبه فيها نجاحاً مميزاً مثل ما احرزه حزبه في انتخابات البلديات .
هاجم اردوغان بعد ان حقق حزبه هذا النصر الكبير معارضيه ، وكذلك من اسماهم بالخونه ، ويشير بذلك الى حركة الداعيه الإسلامي (الإمام فتح الله غولن ) والذين يتهمهم بالتآمر على نظام الحكم ، وذلك بخلق دوله موازيه داخل الدوله التركيه حيث قال: ( لن تكون هناك دوله داخل الدوله ، وقد جاء الوقت المناسب للقضاء على هذا النفوذ في كل انحاء تركيا) كذلك خاطب اردوغان جماهيره التي احتشدت بالملايين للإحتفال بهذا النصر وهتفوا امامه ( تفخر بكم تركيا يااردوغان، والله اكبر ..الله اكبر.. ولله الحمد ..) .
ومن الجدير ذكره ان حزب العداله والتنميه والذي يرتدي حله اسلاميه قوامها الإعتدال منذ عام 2002 لم يخسر أي انتخابات ، رغم كل المحاولات الدنيئه للنيل من شعبية هذا الحزب الذي يقود تركيا منذ 12عام ، وقد ازدهر الإقتصاد التركي وارتفع دخل المواطن التركي ،ويعتبر الإقتصاد التركي واحداً من اقوى 16 اقتصاداً في العالم ويثبت ذلك الحضور التركي في قمة مجموعة 20 ، والدور الأقليمي الكبير الذي يلعبه العامل القتصادي الذي يحرك تركيا بجداره ، ناهيك عن توطيد الأمن والأمان في كل انحاء الجمهوريه التركيه ، وذلك بعد ان عقد اتفاقية المصالحه مع حزب العمال الكردي التركي ، وتم وقف ملاحقة عناصره ، ووضعت الحرب اوزارها بين الطرفين ، الأمر الذي لم يعجب المعارضه االمتعاونه مع اعداء اردوغان في الداخل والخارج وفي مقدمتها اسرائيل التي لم تألوا جهداً في سبيل خلق المشاكل في تركيا لإسقاط الرئيس الذي وضع الجمهوريه التركيه في مقدمة الدول التي يحسب لها الف حساب سياسيا واقتصاديا ، وكذلك تبوأت تركيا مكانها الصحيح في منطقة الشرق الأوسط والعالم الإسلامي ، وهي في طريقها للإنضمام الى الإتحاد الأروبي الذي يلاقي بعض العراقيل .
لم ننسى موقف اسرائيل عدوة العرب والمسلمين من تركيا حيث وقفت تركيا مع العرب وناصرت قضاياهم وفي مقدمتها قضية فلسطين العربيه ، حيث وقفت مع الشعب الفلسطيني وفي محنة قطاع غزه ، ووقفت مع الشعب المصري والشرعيه في مصر ضد الإنقلاب العسكري وسحبت سفيرها من القاهره احتجاجاً على الإنقلاب وقتل المصريين ، وهي تقف مع الشعب السوري الذي جار عليه حكامه وتفجرت ثوره شعبيه وطنيه قويه على النظام لكن النظام السوري سمح لجماعات ارهابيه كانت تحت إمرته سبق وأن استعملها بالقيام بعمليات قذره في العراق وقتلت ودمرت في العراق ، حتى ان رئيس وزراء العراق المالكي قد اتهم نظام الأسد بالقيام بمثل هذه العمليات وهدد وهاجم سوريا اكثر من مره عبر الإعلام المكتوب والفضائيات ، وبعد ان اقترب النظام السوري من السقوط امام الجيش الحر وجه هذه المجموعات الإرهابيه لقتل وارهاب الشعب السوري الذي اختار الملايين منهم ان يترك وطنه وبنزح الى الدول المجاوره حفاظا على ارواحهم واعراضهم .
بدون ادنى شك فالرئيس اردوغان شخصيه سياسيه شجاعه وناجحه لن تتكرر في تركيا من قبل الاّ في عهد السلطان عبد الحميد ، وقد اظهر اردوغان في مواقفه المشرفه تجاه الشعب الفلسطيني الذي يرزح تحت نيرالإحتلال ، ولا يمكن ان ننسى موقفه الشجاع الذي ابداه حين هاجم رئيس الكيان الصهيوني شمعون بيريز في ملتقى دافوس الإقتصادي الذي عقد بتاريخ عام 2009 حين دافع بيريز عن هجوم اسرئيل على قطاع غزه ، حيث برر الهجوم على قطاع غزه قائلاً: ان هذا الهجوم للدفاع عن اطفال اسرائيل وشعب اسرائيل ، وطلب رجب طيب اردوغان من رئيس الملتقى أن يرد على اكاذيبه فرفض لكن اردوغان لم ينصاع لرئيس الملتقى وردعلى بيريز رداً قاسياً وشتمه واتهمه بالكذب والتضليل بقتل اطفال فلسطين في غزه وحرقهم ، وفضح اسرائيل من على المنصه ، وشتم بيريز وانسحب من المؤتمر ، وإتهم القائمين عليه بالتعتيم على قتل اسرائيل للفلسطينين فكيف سمح لبيريز 25 دقيقه للتحدث بينما الرئيس التركي 12 دقيقه ؟! والمحزن المبكي في الأمر أنه كان يجلس بجانب الصهيوني شمعون بيريز امين عام الجامعه العربيه عمرو موسى الذي وضع يده على خده وبقي جالساً في مقعده ، ولم ينبس ببنت شفه امام هذا الموقف المشرف لأردوغان البطل ، هذا القائد الشهم الشجاع الذي ضرب مثلاً عاليا في الدفاع عن الشعب الفلسطيني في المحافل الدوليه والذي يستحق التحيه العربيه والإسلاميه ويستحق كذلك ان يقول له كل مواطن تركي : نعم ..نعم ..رجب طيب اردوغان .. القائد العظيم الذي سجل لنفسه ولشعبه وللجمهوريه التركيه مواقف جريئه ومشرفه ادخلته التاريخ من اوسع ابوبه وخطّت اسمه فيه بأحرف من ذهب .
dabbasmnwer@yahoo.com