19-04-2014 08:29 PM
سرايا - سرايا - أثبت مواطن سعودي يعمل ميكانيكياً معتمداً على يد واحدة لأن الأخرى مبتورة؛ أن الإعاقة الحقيقية ليست في الجسد وإنما في التفكير والإرادة.
واستطاع ذلك المواطن الذي يدعى جمال الريحاني "45 عاماً" افتتاح ورشة ميكانيكية لإصلاح السيارات بمركز بني يزيد على مسافة مائة كيلومتر شرق محافظة الليث، حيث يعمل بمفرده.
وتمكن "جمال" من دحض المثل الشعبي الذي يقول: "يد واحدة لا تصفق"، حيث تمكن من أن يعيش بين ركام الحديد وأصوات المعدات الخفيفة لأنه أراد الحياة الكريمة على الرغم من إعاقته، ورفض أن يمدّ يده بالسؤال.
وفقد "جمال" يده عندما كان في الثامنة من عمره بسبب كسر مضاعف أصابها حيث كانت قريته بعيدة عن الخدمات الصحية، فأصيب بالتسمم، وبترت يده.
وقال في تصريحات لـ"سبق": "قررت أن أعمل في "الميكانيكا" بسبب ظروفي المادية الصعبة وعدم حصولي على شهادة علمية، حيث إنني لم ألتحق بالمدرسة ولم أتعلم مثل قرنائي، فتولدت لدي رغبة جامحة في العمل بهذا المجال".
وأضاف: "قدمت طلباً للجمعية الخيرية في مركز بني يزيد وأبلغت المسؤولين فيها برغبتي في افتتاح ورشة صغيرة لصيانة السيارات فدعموني من خلال التعاون مع بنك الجزيرة، ثم أصبح أبناء المجتمع المحيط بي يثقون في مهارتي ويحترمونني كثيراً نظراً لمصداقيتي معهم وإجادتي لعملي".
وأردف: "بدأت العمل في تلك الورشة وأصلحت جميع أنواع السيارات واستطعت توضيب المكائن والجربكسات والفك والتربيط بالإضافة إلى قدرتي على إصلاح المعدات الثقيلة، لكن المشكلة أن العائد المادي من هذا العمل لا يغطي نفقات أسرتي المكونة من تسعة أفراد، علماً بأن أحد أبنائي مصاب بمرض السكري بينما يعاني ابن آخر من ضعف البصر".
وتابع "جمال": "الضمان الاجتماعي يقدم لي مساعدة شهرية قيمتها 3700 ريال وأحصل من مركز التأهيل الشامل على مساعدة قدرها 850 ريالاً".
وعما إذا كان أحد من أفراد أسرته قد يميل إلى العمل في مهنة الميكانيكا، قال المواطن المكافح: "أحد أبنائي "12 عاماً" يعمل معي في المحل في أغلب الأحيان، وقد لاحظت أنه يحب تلك المهنة، خاصة أنها صنعة والده".
وقال "جمال": "أتمنى أن أمتلك سيارة عائلية حديثة ذات دفع رباعي لأستطيع التنقل بأسرتي حيث إنني لا أملك سوى سيارة من نوع جيب كبسولة قديم موديل 85 وهي لا تكاد توصلني إلى محافظة الطائف التي أذهب إليها لعلاج أحد أبنائي".
وأضاف: "ورشتي تحتاج إلى معدات مهمة وضرورية جداً للعمل الميكانيكي، مثل رافعة السيارات وبعض قطع الغيار التي لا أستطيع توفيرها، لذلك فإنني أتمنى من أهل الخير مساعدتي في توفير هذه المتطلبات لأتمكن من مواصلة عملي".
وقال رئيس لجنة المنح بجمعية بني يزيد الخيرية، نايف اليزيدي لـ"سبق": "تعاملت مع جمال الريحاني ومنذ أن عرفته وجدت فيه الصدق والوفاء بالوعد والهمة والرغبة في التغلب على الإعاقة وتحمل الظروف المادية الصعبة".
وأضاف: "وجدت في هذا الإنسان الإبداع وإتقان المهارة في العمل وقد نال ثقة وحب المجتمع المحيط به".