حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
السبت ,28 ديسمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 32146

أهلا” وسهلا” بزملائي الجدد !!!

أهلا” وسهلا” بزملائي الجدد !!!

أهلا” وسهلا” بزملائي الجدد !!!

20-04-2014 11:28 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : أيمن موسى الشبول

بدأ التراجع الكبير في منظومتنا التعليمية والأخلاقية والإجتماعية قبل نهاية القرن الماضي ، وكان لظهور الجامعات الخاصة ولظهور التعليم الموازي الأثر السيء على التعليم الأردني ، فقد اعتقد كثير من طلابنا بأن تحصيل الشهادات الجامعية هو سهل وفي يد الجميع ، ولكن ما هو مطلوب فقط : تجميع الأقساط الجامعثة بعد اجتياز عقبة التوجيهي الكئود بأية وسيلة„ وأي ثمن ! ومع شيوع هذا الاعتقاد والفكر لدى الطلاب ومع تقنين نسب الرسوب في الصفوف الدراسية : عم الكسل وسيطر الاستهتار على عقول الكثيرين ، ودخل أغلب الطلاب في بياتهم الشتوي الدائم لحين حلول الثانوية العامة ! وعندها : يستيقظ الطالب الراقد من نومه الطويل ليلملم أوراقه وليعد العدة وليعقد الصفقات وليرسل التوصيات وليفعل كل شيء„ بغية تحقيق نجاحه الباهر في الإمتحان الوزاري !
انقلبت المقاييس والمعايير في زماننا ، وتحكمت المادة في نفوس وعقول الكثيرين ؛ وبشكل عام : فقد توطدت العلاقة بين المال وبين كل شيء في حياتنا ؛ وبرز الدور القوي للثراء والمال في صناعة القادة وفي بلوغ النيابة وفي تحقيق الريادة وحتى في تحصيل العلم والشهادة !!!
في إحدى المدارس الأساسية ومع بداية الإنهيار التعليمي والمجتمعي والأخلاقي في أوآخر القرن الماضي ، أطلق مجموعة من الطلاب الخائبين والمستهترين القابا” مختلفة على مدرسيهم فقالوا : هذا المدرس كذا ، وذاك المدرس كذا وكذا ... إلخ
ووقف المعلمين مع هذه التصرفات والتعليقات وهم أمام خيارين صعبين هما ; ابداء الغضب والضجر من سوء تصرف الطلاب ومعاقبة المسيئين منهم ، وعندها سوف يتمادى هؤلاء أكثر وأكثر وقد يتضم اليهم طلاب آخرون وأخرون ، وسيجدونها لعبة مشوقة أثناء سعيهم لإستفزاز وإثارة المعلمين في داخل المدرسة وفي خارجها ! أما الخيار الثاني فهو : عدم الإكتراث لهذه التعليقات إلى يخرس ويصمت مرددوها مع الزمن ...
وكان للاستاذ سالم ـ مدرس العلوم العامة في إحدى المدارس الأساسية ـ نصيب من هذه الألقاب عندما نعته بعض الطلاب الخائبين : ( بالهيكل العظمي ) ، والحقيقة بأن الأستاذ سالم لم يستطع أن يحدد سبب نعته بهذا اللقب الغريب من قبل هؤلاء الخائبون ؛ أهو ضعف بنيته الجسمية ! أم أن السبب يكمن في ذلك الهيكل العظمي الذي حمله الأستاذ لمرات عديدة„ أثناء حصصه الدراسية !
ورغم شعور الاستاذ بالغضب والضجر فقد تحامل على نفسه وأبدى هدوءه التام وعدم اكتراثه لكل ما يقولون ويرددون ؛ وكان يواسي نفسه بين الفينة والفينة بالقول : إنها ضريبة الإنحدار التربوي والأخلاقي والتي يجب علينا دفعها قبل كل الناس !
وبقي الطلاب الخائبون على محاولاتهم الحثيثة لاستفزاز الأستاذ سالم واثارته ولكنهم لم يفلحوا ، فقد حافظ الاستاذ سالم على حلمه وصبره ، ومع مرور الوقت انحسرت الكثير من هذه التعليقات وخبت كثير من هذه الأصوات ولكنها لم تنتهي ! وقد فرح الاستاذ سالم عندما تعاقد للعمل في دولة خليجية مجاورة وقال في نفسه : هي فرصة لتحسين الوضع المعيشي ولتجاوز الواقع المر ، وكان يراهن على عامل الوقت بقوله : إن البعد والهجران سيولدان النسيان لا محالة ، ولكن بعض من هذه الأصوات والتعليقات بقيت تلاحق الأستاذ سالم أثناء زيارته لبلده وخلال اجازته الصيفية !
كان الاستاذ سالم يردد بحسرة : متى ستخرس هذه الأصوات اللعينة والقذرة ؟ لقد مرت سنوات طويلة ولا زالت تصر على طرق مسامعي بهذه الألفاظ في الطرقات وفي الأسواق ! صحيح بأن أغلب تلك الأصوات قد هدأت ؛ ولكن مجموعة صغيرة„ بقيت تردد تعليقاتها كلما شاهدته ، ولم يوقفها عن التعليق سوى التحاقها باحدى الجامعات الأردنية بعد إجتيازها التانوية العامة !
وبعد عدة سنوات عاد الاستاذ سالم من غربته ليواصل تدريسه في بلده ، وبعد مرور ثلاث سنوات„ على عمله ، تفاجأ الاستاذ بقدوم مجموعة من التعينيات الجديدة لمدرسته ؛ أتدرون من يكون هؤلاء المعلمون الجدد ؟ إنهم المرابطون لسنوات طويلة على جوانب الطرقات ! إنهم من أسمع الأستاذ سالم وغيره من المعلمين التعليقات والألقاب لسنوات طويلة !
نظر الأستاذ سالم بتجهم„ للقادمين الجدد وقال في نفسه : ها هو الهيكل العظمي يرحب بكم في وزارة التربية والتعليم الأردنية ! ثم خلا قليلا” إلل نفسه قائلا” : آآآآآآآخ لو بلغت مدة التقاعد المطلوبة لتقاعدت من هذه الساعة ، ولكن ليس أمامي من خيار„ سوى الترحيب بهذه الزمرة الجديدة والقادمة من المعلمين ، ثم ذهب الى أولئك المعلمين الجدد وسلم عليهم قائلا” لهم : أهلا” وسهلا” بزملائي الجدد !!!








طباعة
  • المشاهدات: 32146
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم