20-04-2014 11:34 AM
بقلم : المحامي معتصم احمد بن طريف
لماذا لم يتاثر الاردن بما حوله من احداث عمت معظم ارجاء الوطن العربي والشرق الاوسط فاذا نظرنا الى شمال الاردن نرى الاحداث الفضيعة التي تضرب الجمهورية السورية واذا نظرنا شرقا نرى العراق وما يحدث بالعراق من احداث مؤلمة وتمزيق طائفي وتفجيرات على الهوية واذا اتجهنا غربا نرى فلسطين وما يقوم به الصهيانة من تنكل بالفلسطنين وعدم احترامهم للمعاهدات او المواثيق وتماطل في مفوضات السلام وغيرها من انتهكات. انا وجود الاردن ضمن هذه الدائرة الملتهبة كيف استطاع ان يحافظ على نفسه من عدم التأثر بتلك الاحداث ؟ هذا السؤال سوئلتًه من احد المسؤولين الاوروبين في بعثة الاتحاد الاوروبي العاملة في ليبيا عندما كنت اعمل معهم كانت اجابتي هي اجابة كل مواطن اردني بسيط يؤمن بوطنه ووطنيته وهويته الاردنية واجابة الاردني الغير دبلوماسية واجابة صريحة وواضحة : قلت (وعي الشعب الاردني ) هذه اجابة مختصرة واليك بعض التفصيل اخي العزيز ان عدم تأثر الاردن بهذه الاحداث لعدة اسباب منها 1. وعي الشعب الاردني لهذه اللعبة القذرة التي لم تؤتي نتائجها الا بالخرب على جميع الدول التي ضربتها فالشعب الاردني شعب واعي لما يجري وشعب مثقف ويطالب بالتغير والاصلاح لكن بالطرق السلمية وبدون املاءات خارجية .2. فسيفساء مكونات الشعب الاردني الجميلة فمنذوا قيام الدولة الاردنية الحديثة وهومنفتح على الثقافات الاخرى بكل صدر رحب والشعب الاردني تقبل الاخرين من الشعوب العريبة والاسلامية عندما كان الاردن موئلاَ لكل الاحرار من العرب والمسلمين والتي ادت الى هذه الفسيفساء الى وجود ثقافات مختلفة جعلت من افراد الشعب الاردني شعب مثقف واعي ولا ادل على ذلك من ان اول رئيسا لوزراء لاردن لم يكن من اصول اردنية ولا يحمل رقما وطنيا اردنيا ولم يكن مولده على ارض اردنية ومع ذلك قبله الاردنيون بفسيفسائهم الجميلة وحتى الجيش العربي لم يكن جيش لدفاع عن الاردن فقط وانما وهب نفسه لدفاع عن كل البلاد العربية ودرعا لها ومن هنا بقي محافظ على هويته العربية وهكذا فان جيش الاردن الجيش الوحيد الذي يحمل شعار الجيش العربي فهو جيش يحمل البندقية بيد وبالاخرى غصن زيتون ولا ادل على ذلك من ما يشاهده العالم من استقبال هذا الجيش واجهزته الامنية للمهجرين السوريون ومن قبلهم العراقيون والفلسطنيون . فقلت له كيف بهذا الوطن الذي لديه جيش واجهزة الامنية بهذه المواصفات وشعب واعي وقيادة حكيمة ممتد من سلالة خير البشر هاشمية هي صمام الامان ان يحدث فيه ثورات بالوان وفصول ومسميات مختلفة طبعا لا . الا انه احرجني بسؤال اخر وقال لي ولكن يكثر في بلادكم الفساد والفاسدين وهذا الشيئ لا يمكنك ان تنكره وقال لي حتى بعض نوابكم يصلون الى المجلس من خلال شراء الاصوات والذمم فكيف يحصل ذلك في بلد تقول لي انه يتمتع بالوعي ؟ فاجبته نعم لا انكر ما قلت ولكن ايظا (بالوعي لشعبي الاردني ) واستطردتُ قائلاً اخي الفساد موجود بكل بلاد العالم ومن ظمنها دولكم ولكن بنسب مختلفة في كل دولة نعم نسبة الفساد عاليا في بلادي لكن لايعني ذلك نهاية الامرنعم ويعلم الشعب الاردني ان بعض مسؤولينه يتجاهلون مطالب الاصلاح لان الاصلاح لدى بعض المسؤولين يعني نهايتهم فالذلك يعارض هؤلاء المسؤولين هذا الاصلاح فان الشعب الاردني الواعي اصبح الان يدق مضاجع الفاسدين ومقراتهم ان الفاسدين عندنا متماسكين ولديهم دعمات قوية ويوجد في المجالس المنتخبة من يدافع عنهم الا ان الشعب الاردني شعب صبور ويراهن على هذا الصبر وان الفاسدين سايتمزقون وينتهون والوطن باقي وحرب الخلاص منهم بالطرق السلمية اهون بكثير من خراب الوطن لان الاردن وابنائه الشرفاء الواعين اكبر بكثير من هؤلاء الفاسدين وابنائهم ورثة الفساد ونواب الدفاع عنهم وهذا رأي (الشعب الاردني الواعي ). وبعد هذه الاجابة نظر اليا هذا المسؤول الاوروبي بنظرة لا اعرف معناها وبمجاملة دبلوماسية قال بالانجليزية (good job) . والان انا اسئل الحكومة الى متى يبقى الموطن الاردني الواعي يراهن على وعي الشعب الاردني ؟ هل يا ياترى الحكومة ومجلس النواب واعين لواعي الشعب الاردني ؟ وتاكدوا ان الشعب سايبقى صابر وينتظر منكم ان تفهموه وفعلا تقاوموا الفساد والفاسدين الذين لايزلون يجثمون على صدورنا حتى نبقى امام العالم الشعب الواعي المحافظ على امن وطنه ومواطنيه وان الامن عنده خط احمر وجمر ارجوكم افهمونا وكونوا على قدر وعي اغلبية الشعب الاردني الصابر .