20-04-2014 11:41 AM
بقلم : د. فاضل الزعبي
انعم رئيس الجامعة على اساتذتها برحله مجانيه تقديرا لجهودهم...
و بعد ان اخذ الاساتذة مقاعدهم في الطائره, خاطبهم رئيس الجامعه فرحا بان هذه الرحله مكافئه لهم لان هذه الطائره هي من صنع و نتاج تلاميذهم...
هرع الاساتذه جميعا الى باب الخروج للقفز خارجها الا واحدا ... نعم استاذ واحد بقي جالسا لم يحرك ساكنا...
جزع رئيس الجامعه من انعدام ثقة الاساتذه في تلاميذهم ...
خاطبهم: لهذه الدرجه ثقتكم معدومه بطلابكم و اسفاه … فقط استذ واحدبقي جالسا واثقا في انتاج طلابه و احب ان اسمع منه ما سبب ثقته ...
اجابه الاستاذ... انا لم اتحرك لاني على ثقه بان الطائره التي صنعها تلاميذي لن تطير و لن تقوى على الاقلاع. لذا لا داعي للخوف. ...
اه و كم اه. طرفي المعادله التعليميه على حافتي النقيض. .. الثقه معدومه بالكامل بينهم... الى اين سنصل في جو انعدام الثقه بين اللاعبين الاساسين في هذا القطاع المهم... انعدام تام للثقه بين المرسل/المعطي و المتلقي/المستفيد. و هذا يقودنا الى جيل جاهل بمسمى جامعي. يفتح الله. و لا ننسى ما نتكبده من اموال نجرها من فم الجوعى لهذا القطاع...
المريض و الطبيب - اساس قطاع الصحه - انعدام الثقه بينهم اضرت بقطاع الصحه و جعلت المرسل/المعطي/الطبيب. عاجز عن ايصال الخدمه للمتلقي/المستفيد/المريض.... ويقودنا هذا الى مجتمع مريض عليل. يفتح الله. و ايضا لا ننسى ما ننفقه من اموال و ثروات نسحبها من افواه الجوعى و ندفع بهم الى قاع المرض.
البائع و المشتري. واية ثقه بينهم. يفتح الله. كل منهم يتربص بالاخر. نقص في السوق و تنفتح شهية التاجر لسلخ المشتري/المواطن/المستهلك و يهرب المستهلك الى ارخص الموجود. و يهرول التاجر الى اردأ الانواع و اقلها جودة وهكذا - يا حبيبي - لعبة القط و الفار. و اموال و ثروات القريه تهدر على اردأ الانواع...
المزارع/المنتج/المكافح ضد عوامل الطقس و الجفاف و الانجماد و ارتفاع اسعار البذور و السماد و العمال و الوقود و النقل و و علب التغليف و غيرها .. يقع تحت مطرقة التاجر و أنيابه التى لاترحم. أنيابه - المنشار - تقطع بالطلوع من المزارع و بالنزول من المستهلك. يفتح الله. و مين يدفع الثمن. هذه القرية المسكينه. ...
اما عضو مجلس القري/المنتخب –بفتح الحاء - و ابن القريه /المنتخب – بكسر الخاء - .. طرفي معادلة صندوق الأقتراع .. يفتح الله. اخر ما يمكن ان تتحدث عنه .. الثقه بينهم....
هدر في التعليم. في الصحه في التجاره في الزراعه ... و لن اشير الى الصناعه فهي حاضره غائبة و لا نعرف راسها من رجليها.... و السياحه يا عيني. ما ان تطل براسها و ينبت لها اجنحه استعدادا للطيران الا و ياتيها اعصار من خارج القريه ينتف ريشها و تحط الرحال على الارض غير قادرة على التحليق.... و قلي مين بيدفع كل هالمصاري اللي انحطت في السياحه. .... يفتح الله....
شو بدك تعد لما تعد. طيب ليش. شو نسوي. نسكر كل شي و نقعد.....
غيرنا ليش ماشيه معاه .. ليش عندهم طيارة التلاميذ بتطير و اول ما بيركبها فرحا الاساتذه.
ببساطه غاب الانتماء ضعف الانتماء.... اصبح أعرجا يتوكأ على عصى متاكله. .... الانتماء للقريه لاهلها لابنائها لاسمها لتاريخها. ....
تحول الانتماء للانا .. للذات. كل رفع نفسه فوق القريه. و يفتح الله.....