حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,25 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 61298

بالصور .. مجسم أردني ضخم لقبة الصخرة يجسد الشوق للقدس

بالصور .. مجسم أردني ضخم لقبة الصخرة يجسد الشوق للقدس

بالصور  ..  مجسم أردني ضخم لقبة الصخرة يجسد الشوق للقدس

21-04-2014 11:54 PM

تعديل حجم الخط:

سرايا - سرايا - ما إن تطأ قدماك شارع الأمير محمد العتيق حتى تحتل حنايا نفسك روحانيات رسمتها بعمق تلك الخيوط الذهبية الممزوجة بأشعة الشمس يبثها نموذج "قبة الصخرة" التي تقبع كثقة راسخة بقلب المؤمن، على سطح أحد المنازل القديمة في هذا الحي.

إنها قبة الصخرة "هنا" من عمّان وسط البلدة القديمة، ترسل تحيّة حنين الى المسجد الأقصى الجريح والى القدس وفلسطين، عبر هذا النصب الضخم الذي أبدعته أنامل النحات الأردني نظام نبيل نعمة.

النصب التذكاري يقبع فوق سطح أحد المنازل العمّانية القديمة، وبمحاذاته شجرة زيتون امتد عمرها لأكثر من نصف قرن، تمد فروعها بشموخ، لأن الحظ حالفها اليوم لتكون سعيدة وهي تحتضن قبة الصخرة "نموذجا" بين أغصانها وظلالها.. المشهد برمته يأخذك بسحره الجماليّ وتبهرك تفاصيله الكبيرة والصغيرة، إلى قبلة المسلمين الأولى ومسرى النبي عليه السلام، حتى جلوس الفنان نعمة بجانب النصب متكئا على مقعد بلاستيكي، وهو ينظر بشغف لعمله المنجز والمشغول بحرفية عالية جزء من هذا المشهد البديع.

قبة الصخرة التي تعد رمزاً دينياً قوميّاً على مستوى العالم جسدها الفنان نعمة بنصب تذكاري اهداء منه لعمّان وأهلها، تكاد تنسجم مع السماء في مكانها وتحلق فوقها أسراب الطيور حتى إنك تشكك للحظة، هل أنت في باحة المسجد الأقصى في القدس عاصمة فلسطين أم أنك في عمّان؟!
(عمان والقدس) روح لجسد واحد، وهو الامر الذي يجعلك بالفعل قادرا على الاحساس بذلك الشعور لمجرد رؤيتك نصبا مشغولا بحرفية واتقان بأبهى صورة.

الأبواب ومداخلها، وآيات القرآن والزخرفة في أعلى أقواس المضلع من القبة جميعها مشغولة بدقة متناهية مع حقيقتها بالأصل، وهو ما أراده الفنان وأبدع في تصميمه.

ولا شك أن المدخل المؤدي الى النصب التذكاري لرؤيته أمر ليس سهلا بسبب وجود رافعات بسيطة في (بيت درج) متآكل حدد مساحة المرور وجعلها ضيقة بعض الشيء صعودا الى قبة الصخرة "النموذج".

وكان نعمة قد استخدم تلك الرافعات البسيطة في نقل المواد التي صنع منها النصب ليكون على ما هو عليه.

ربما شاءت الصدف أن يكون النظر والوصول الى النصب هو بالحقيقة أمر يتماهى مع الوصول الى المسجد الأقصى بالحقيقة ورؤيته عن قرب وتخطي عقبات كثيرة في كليهما.

لم تغيب عن نعمة أدق التفاصيل في النصب فحتى لوحات الفسيفساء هي عبارة عن نسخة "كربونية" عن القبة المتواجد في المسجد الاقصى.

نعمة يعتبر أن ما صنعه تحية من الاردن لفلسطين والقدس والاقصى، وكل من ناضل في كل بقاع الارض من أجل فلسطين الوطن العربي القومي.

ويبين أنه كان يحلم بتنفيذ هذا النصب منذ زمن، وسبق أن نفذ لوحة مضيئة تحتل ركنا في محله لتصميم الديكور، الا ان حجم المجسم الذي بلغ 6 طن ومساحة 5×5 متر وارتفاع 380 سم هو ما طمح اليه وانجزه بعد حوالي ثمانية عشر شهرا.

تكلفة المواد بلغت أكثر من 20 ألف دولار على حساب نعمة الشخصي، لأنه يريد نصبا يستحق ان يجسد صورة رمزية ومعنوية لقبة الصخرة، مؤكدا أن المواد المستعملة هي (رخام، فسيفساء، نحاس خالص للقبة).

نعمة يؤكد ان قبة الصخرة تحوي فنا معماريا اسلاميا غير عادي، وهو ما يجعله ينفذ النصب بعد أن درس الصور المتعلقة بالمسجد الاقصى لتبدو نسخة طبق الأصل عما هي عليه بالحقيقة.

ما وصل اليه نعمة من نتيجة يجعله يوميا يجلس على سطح منزله متأملا عمله، الى جانب استقباله يوميا زوارا وسياحا يلحظون المجسم ويودون رؤيته، وهو أمر يستمتع نعمة بالقيام به من خلال التعريف عن قبة الصخرة "النموذج" وآلية تنفيذها. ويضيف نعمة أنه لا يستطيع أن يحدد مكانا لنصب التذكار الا بعد رد الجهات الرسمية، مبينا أن نقلها يحتاج الى ثلاثة أسابيع كأقل تقدير وبعناية تامة عبر رافعات ضخمة.

ويؤكد أنه يسعى لان يكون النصب متاحا لجميع الأردنيين والسياح وغيرهم من خلال تقديمه طلب نقل التذكار لمكان أكبر مساحة يتسنى للجميع رؤيته.

المشاهد للنصب سيبادر لذهنه أن العمل صنع من قبل فنان أو رسام تشكيلي ممارس، الا انه بالمحصلة لا يملك سوى موهبة الديكور ولم يمارس مهنة الرسم أو الفنون بل استطاع تنفيذ عمله، معتمدا على موهبته ومحله لتصميم الديكور والنحت.

وصمم نعمة النصب بحيث يكون مقاوما لعوامل الزمن الطبيعية من امطار وثلوج وحرارة.
وتعد قبة الصخرة من أقدم المُنشآت العربية الإسلامية ويمتاز بناؤها بالطابع المعماري الفريد.

وهي آية معمارية خارقة، وهي أحد أهم معالم المسجد الأقصى المُبارك في مدينة القدس الفلسطينية، إذ تُعد قبّته من أهم وأبرز المعالم المعمارية الإسلامية، كما ويُعد أقدم بناء إسلامي بقي مُحافظا على شكله وزخرفته، بنى هذه القبّة الخليفة عبد الملك بن مروان، حيث بدأ في بنائها العام 66 هـ الموافق 685م، وانتهى منها العام 72 هـ الموافق 691م، وأشرف على بنائها المهندسان رجاء بن حيوة الكندي، وهو من التابعين المعروفين، ويزيد بن سلام مولى عبد الملك بن مروان.

وقبّة الصخرة عبارة عن بناء مثمن الأضلاع له أربعة أبواب، وفي داخله تثمينة أخرى تقوم على دعامات وأعمدة أسطوانية، في داخلها دائرة تتوسطها "الصخرة المُشرفة" التي عرج منها النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) إلى السماء في رحلة الإسراء والمعراج. وترتفع هذه الصخرة نحو 1,5 متر عن أرضية البناء، وهي غير منتظمة الشكل يتراوح قطرها بين 13 و18 مترًا، وتعلو الصخرة في الوسط قبّة دائرية بقطر حوالي 20 مترًا، مطلية من الخارج بألواح الذهب، ارتفاعها 35م، يعلوها هلال بارتفاع 5م.

وغطت معظم أروقة وجدران المصلى من الداخل بالفسيفساء وهي تظهر الفن الإسلامي في الزخرفة كي تشكل وحدة فنية منسجمة في التكوين ومتحدة في الأسلوب، حيث إنّ حجارة الفسيفساء كانت مصنوعة محلياً. أجمل ما في الزخرفة الآيات القرآنية في أعلى أقواس المضلع المثمن الأوسط تعتبر أقدم ما كتب من الخط العربي الجميل، أطلق عليه اسم الخط الجليل.

ومجموعة الألواح البرونزية المذهبة التي تغطي بعضها أجزاء من الأبواب الأربعة أو الأفاريز الواصلة بين تيجان أعمدة أرواق هي أجزاء فريدة في العالم لأصالتها ولجمالها وغناها الزخرفي، وتسيطر عليها أوراق العنب والعناقيد المعالجة بمهارة متجددة.(الغد)








طباعة
  • المشاهدات: 61298

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم