22-04-2014 06:59 PM
سرايا - سرايا - تسعى الحكومة الإسرائيلية ممثلة بوزارة الخارجية إلى نقل السيادة على جزء من "مقام النبي داوود" في القدس المحتلة إلى إدارة الفاتيكان، وذلك خلال زيارة بابا الفاتيكان إلى الأراضي المقدسة في نهاية مايو المقبل، وفق ما ذكرت منظمة يهودية تدعى "مقر إنقاذ قبر داود".
ووفقًا للمنظمة فإن "نتنياهو وحكومته ينويان اتخاذ قرار سري، والآن بدا الصراع لإبقاء قبر داود تحت السيادة الصهيونية، فلا يمكن أن يتم التنازل عن قبر داود كهدية تقدم للكنيسة المسيحية".
وتحذر شخصيات مقدسية من المساس بمقام النبي داوود وانتهاك حرمته، باعتباره وقف إسلامي خالص، وكذلك من محاولة زرع الفتنة بين المسلمين والمسيحيين أو التفريق بينهم.
ويعتبر المقام من الأماكن الإسلامية الأثرية التاريخية، وهو عبارة عن مجمع معماري كبير فيه عدة أبنية وقاعات، ويضم ثلاثة مساجد يعود تاريخها للفترة الأموية ثم المملوكية والعثمانية، يقع في موقع استراتيجي غاية بالأهمية، وعلى تلة مرتفعة بالقدس، تُحيطه مباني كثيرة يقيم فيها أفراد من عائلة الدجاني المقدسية قبل عام 1948،
ويتعرض لاعتداءات إسرائيلية متواصلة في محاولة لتعمد استهدافه، وطمس جميع معالمه الإسلامية التاريخية، وقد حول الاحتلال المسجد الأول منه، والذي يقع في الطابق الأرضي إلى كنيس يهودي.
وإطلاق اسم النبي داوود على المجمع لا يعني أن اليهود لهم علاقة بالمقام، حيث أن التسمية هي تسمية إسلامية، لأن "اليهود أصلًا لا يؤمنون بأن سيدنا داود هو نبي إنما يطلقون عليه لفظ ملك فقط".
وقف إسلامي
وتجري نقاشات متقدمة لإبرام صفقة ما بين الاحتلال والفاتيكان لنقل جزء من السيادة على المجمع إلى المسيحيين، وخاصة الطابق الثاني منه، والمسمى قاعة "العشاء الأخير"، خاصة أن جزء من المسيحيين يعتبرونه كنيسة، وهذا ادعاء غير صحيح، وفق ما يقول مدير الإعلام في مؤسسة الأقصى للوقف والتراث محمود أبو العطا.
وسيطر الاحتلال على المجمع على مرحلتين، الأولى عام 1948، والثانية عام 1967، وقد حول جزءً منه لكنيس يهودي، ويضم كتابات إسلامية، مما يدلل على أنه وقف إسلامي عريق.
ويوضح أبو العطا أنه وفق مصادر إسرائيلية فإن من ضمن شروط البابا لزيارة البلاد التوقيع على هذه الاتفاقية، وخاصة نقل "العشاء الأخير" إلى إدارة الفاتيكان، مبينًا أن منظمات يهودية تحدثت عن الموضوع فهي تريد تكريس الموقع ككنيس يهودي متعدد الأهداف والمرافق.
ويشير إلى أن موضوع تحويل المقام إلى طرف مسيحي بمقابل نقل بعض الكنس اليهودية في أوروبا إلى الجانب الإسرائيلي طرح عدة مرات، وذلك من أجل تسهيل بعض نقاط التعاون فيما بينهم، ولكن "إسرائيل" والفاتيكان كانت تنفيان ذلك.
ويحذر من أي صفقة تنتهك حرمة مسجد النبي داوود أو أي وقف إسلامي آخر، مؤكدًا أن المسيحيين من أهل القدس والداخل المحتل لن يكون لهم نصيب في أي اتفاق يمكن أن ينتهك حرمة المسجد.
ويشدد على أن المسجد بكافة مرافقه هو حق ووقف إسلامي لا يمكن المساس به، ولا القبول بذلك لا من قريب ولا بعيد، محذرًا في الوقت ذاته أي جهة مسيحية من التعاطي مع الاحتلال في أي قضية تستهدف المقدسات سواء الإسلامية أو المسيحية.
تقارب وتعاون
ويوضح المختص في شؤون القدس جمال عمرو أن حكومة الاحتلال تهدف من خلال نقل السيادة على "مقام النبي داوود" إلى خلق تواصل جغرافي دائم لليهود ما بين غربي المدينة والحي اليهودي، وما بين حائط البراق والمسجد الأقصى.
ويقول إن الحكومة تسعى لوجود مزيد من التقارب بين الفاتيكان، والتفريق ما بين المسيحيين العرب والغربيين، وكذلك المسلمين، ولإحكام السيطرة على أعلى تلة بالمدينة المقدسة، مبينًا في ذات الوقت أن زيارة البابا للأماكن المقدسة دائمًا تحل وبالًا وكارثة على فلسطين.
ويشير إلى أن الاحتلال سيطر على مسجد النبي داوود وحول جزءً منه إلى كنيس، ومقرًا للحركة الصهيونية رغم أنه وقف إسلامي خالص، منبهًا إلى مخاطر نقل السيادة على المقام للمسيحيين.
وينتقد الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات حنا عيسى المحاولات الإسرائيلية لنقل السيادة على المقام للمسيحيين، وكذلك استهداف الأماكن الدينية سواء الإسلامية أو المسيحية.
ويؤكد أن سلطات الاحتلال تقوم مؤخرًا باستهداف المقدسات الدينية بالقدس بشكل ممنهج، وتحاول الاستيلاء على كافة المقابر ووضعها تحت سيادتها، مبينًا أن "إسرائيل" تستولي على المقام، وهي تسعى لاستحداث طابع جديد بالمدينة.
ويلفت إلى أن "إسرائيل" لا تميز بين أماكن دينية إسلامية أو مسيحية، فهي تستهدف الجميع، وتريد تهويد المدينة بشكل كامل، وإفراغها من سكانها.