24-04-2014 01:17 PM
بقلم : أحمد محمود سعيد
قبل ايام دُعيت لحفل إشهاراوبريت قدر وهو عمل فني من انتاج مؤسسة فجرنا وإداء الفنّانة الملتزمة المبدعة عايدة الاميركاني وكان ذلك في فندق ابراج زمزم .
وابرز ما في انجاز ذاك العمل انّه شبابي بامتياز تمثيلا وغناء وإخراجا ومونتاجا وإدارة وبالرغم من أنّ المدينة المقدّسة تتربّع في قلوب الجميع من كبار السن والشباب وحتّى الاطفال في المدارس كيف لا وقد اصبحت اغنية على كل لسان وامتدّ جسر العودة ليربط الاحزان بضياع القدس على كل السِنة المؤمنون بالله ربا واحدا وبالقدس مركزا للانطلاق للسماء وقد كان الشباب كتلة من الغضب والبركان على الصهاينة الاوغاد .
وقدرنا نحن الجيل الذي شهد سقوط القدس شرقيّها وغربيّها بيد الصهاينة في حربين شاركت فيها اكثر من دولة عربيّة لم تستطع ردع العدوان لأننا لم نحارب بقلب واحد ولم نعطي القدسيّة الكافية لمسرى رسولنا محمد عليه الصلاة والسلام ولم ننتخي وننتصر لمكان عمّاد سيدنا عيسى عليه سلام الله فانتصر الباطل على الحق لأنّهم شعروا بإخلاص انّ فلسطين هي ارض الميعاد بالنسبة لهم وانّ هذا القرن هو الوقت المناسب ليثأروا لما حلّ بهم على يد الملك البابلي نبوخذ نصّر قبل حوالي الفين وخمسمائة عام .
والفلسطينيّون بشكل عام لا ينتخون لمواطنيهم في الداخل وبلاد الاغتراب والكثير منهم اتّخذ من الدينار والدرهم الهدف والطموح بالرغم من الركوع والسجود لله وهم بذلك يشبهون الكثير من العرب فشعوب كهؤلاء لا ينتخون لبعضهم كيف ينتخون لمحمّد وعيسى عليهما السلام وكيف نتوقّع لبيوت الله هذه وبهذه القدسيّة ذات المعاني والمعجزات اللاهيّة ان تبقى بيد هذه الشعوب الضالّة بالرغم من مشاهد الشهداء التي رأيناها في العمل الفنّي الرفيع المستوى قدر .
ومع كل التقدير للعمل المنجزإعلاميّا وفنيّا ووطنيّا فإننا كعرب وأوّلنا الفلسطينيّون اكتفينا بجمع احزاننا لنصنع منها جسرا نعود عليه الى قدسنا الحبيب كما قال الأخوين رحباني بعد ان بلغت المآساة حد الصلب .
وهل كان قدرنا في القدس احمق الخطى سحقه بيع ضمائرنا وسوء تخطيطنا وحقدنا على بعضنا وابتعادنا عن عقيدتنا واستعانتنا بالغريب على اخوتنا حتّى اصبحت القدس بيد عدو لا يرحم واهلها ومقدّساتها من التعذيب والتدنيس والتهويد لا تسلم .
وهل كان من المصادفة ان تستضيف ابراج زمزم الذي يشير اسمه الى اقدس بقعة في مكّة المكرّمة قبلة المسلمين ليشهر عملا فنيّا رائعا عن القدر لمدينة مقدّسة كانت أوّل قبلة للمسلمين وهل تكفي ان ترحل لها عيوننا كل يوم وتبقى حبيسة احلامنا دون ان نبذل من اجلها الغالي والنفيس ونكتفي بغناء ما كتبه الاخوين رحباني لزهرة المدائن
لأجلك يا مدينة الصلاة أصلي لأجلك يا بهية المساكن
يا زهرة المدائن يا قدس يا قدس يا مدينة الصلاة
عيوننا إليك ترحل كل يوم
تدور في أروقة المعابد تعانق الكنائس القديمة
و تمسح الحزن عن المساجد
لن يقفل باب مدينتنا فأنا ذاهبة لأصلي
سأدق على الأبواب و سأفتحها الأبواب
و ستغسل يا نهر الأردن وجهي بمياه قدسية
و ستمحو يا نهر الأردن أثار القدم الهمجية
جمع الله المسلمين والمسيحيّين عربا وفلسطينيّين على قلب واحد لتحرير المدينة المقدّسة بمقدّساتها واهلها لتعود عربيّة ولا يسعني إلاّ تهنئة فريق فجرنا الفنّي والاداري والفننّانة المبدعة عايدة الأمريكاني على هذا العمل الناجح المميّز .