بقلم : هاشم الخالدي

منذ أيام وأنا أتابع كل صغيرة وكبيرة في معان ليس من باب " النسب " ، فقط وانما من باب الالم عندما أرى معان تدمر، ومن باب المحبة لأهالي معان النشامى، ومن باب عشقي لأهل معان كبيرهم وصغيرهم، ومن باب الدعوات أن تعود معان هادئة آمنة.

سأروي لكم ما أزعجني مما قرأت وسمعت، وأجزم من خلال متابعتي أنني أرى أن رؤوساً قد أينعت وتريد بمعان وأهلها الشر، وهؤلاء بدأوا يبثون سمومهم حتى من خارج الوطن لتنفيذ رغبتهم بأن تتحول معان إلى بؤرة لثورة عارمة ... لا حول ولا قوة إلا بالله.

أولى هذه السموم ظهرت بنشر صورة لمسلحين ملثمين قيل أنهم من جماعة " داعش " تؤيد أهل معان وتتعهد بنصرتهم، وعلى مدى يومين انتشرت هذه الصورة على معظم البوستات والمواقع ليتبين لاحقاً أن المقصود منها مدينة معان التابعة لمحافظة حمص السورية وليست مدينة معان الاردنيه.

وقد تسببت هذه الصورة ونشرها بفوضى عارمة كادت أن تقلب الرأي العام لولا وعي الأردنيين ووعي أهالي معان الذين أوضحوا حقيقة هذه الصورة.

 
الأمر الآخر الأكثر غرابة .... يقوم معارض جالس في مكتبه الفاره في أمريكا ببث فيديو عنوانه " عقيد في الجيش الأردني ينشق عن النظام وينتصر لاهالي معان  " وحين تقوم بفتح الفيديو يظهر شخص ينتصر لأهالي معان ويعلن عن رفضه لتعامل الأجهزة الأمنية مع الأهالي.

 
في الفيديو نفسه، يظهر الرجل بلباسه العسكري الأخضر مما زاد الشك لدى الاردنيين .

تبين بعد ذلك ان الرجل مدني يهوى لباس الجيش و مسمى بوسط البلد بـ " العقيد " و قد شارك في مسيرة مسائيه مع أهالي معان أمس الاول أمام الديوان الملكي .

و من يدقق في الصورة الليليه يدرك ان الرجل لا يلبس خوذه عسكرية و لا شعار و انما عصبة خضراء - كما في مسلسل بيت الحاره توهم من يشاهدها في الليل انها " طاقية جيش "  

هذا الفيديو الكاذب عن العقيد المنشق استغله ضعاف النفوس ممن يريدون لاهل معان الشر ، لأن أهل معان اجل و أرفع من الانشقاق على دولتهم التي بنوها بأنفسهم حين احتضنوا الثورة العربية الكبرى و انطلقت منها اولى رصاصات الثورة .

وثالث ما أزعجني و هو ما قام ببثه كثيرون ساهموا - دون أن يعلموا - بإذكاء نار الفتنة حين ينسبوا لمدير شرطة معان لعميد هاني المجالي تعرضه للتهديد من قبل مسؤول كبير في معان و هو ما تبين لاحقا عدم دقته .

ما أريد قوله أن "سرايا" التي تابعت أحداث معان أولاً بأول وأحجمت عن نشر كثير من التقارير التي تؤدي إلى الفتنة بين أهالي معان و الدولة الاردنية؛ فالوطن عندنا أغلى من المهنية و أغلى من السبق الصحفي .

كل التحية لنشامى معان، كل التحية للصديق ماجد الشراري رئيس بلدية معان، وأسفي كل الاسف على شيوخ و وجهاء الاردن ونوابها، و رجالات معان في العاصمة الذين لم يتدخلوا حتى الآن لدرء الفتنة .

اللهم احمي معان، واحمي أهلها الطيبين، و جنبهم الفتن، وأعد لها الأمن و الأمان لتبقى كما كانت حصن الاردن المنيع .

الكاتب مؤسس موقع سرايا

hashem7002@yahoo.com