26-04-2014 08:47 PM
سرايا - سرايا - وصف الكاتب جمال الغيطاني في تقديمه لنص للشاعر الفلسطيني الراحل بأنه نص نادر ومجهول يتحدث فيه عن المنفى، وجاء فيه ما نصه :
” للمنفى أسماء كثيرة، ووجهان : داخلي وخارجي، المنفى الداخلي هو غربة المرء عن مجتمعه وثقافته وتأمل عميق في الذات ، بسبب اختلاف منظوره عن العالم وعن معنى وجوده عن منظور الآخرين، لذلك يشعر المرء بأنه مختلف وغريب، وهنا لا تكون للمنفى حدود مكانية، إنه مقيم في الذات المحرومة من حريتها الشخصية في التفكير والتعبير، بسبب إكراه السلطة السياسية أو سلطة التقاليد، يحدث هذا في المكان المضاد، تعريفا، للمنفى يحدث هذا داخل الوطن.
المنفى الخارجي هو انفصال المرء عن فضاء مرجعي، عن مكانه الأول وعن جغرافيته العاطفية، إنه انقطاع حاد في السيرة، وشرخ عميق في الاتباع، هنا يحمل المنفى كل عناصر تكوينه : الطفولة، المشاهد الطبيعية، الذاكرة، الذكريات، مرجعيات اللغة، دفاعا عن خصوصيته وهويته، ويأخذ التعبير عن حنينه إلى الوطن شكل الصلاة للمقدس ”.
وجاء في النص :
” منذ طفولة عشت تجربة المنفى في الوطن، وعشت تجربة المنفى الخارجي، وصرت لاجئا في بلادي وخارجها ”.