سرايا -

سرايا - في الحدود الشرقية لقطاع غزة حيث يعج الشريط الحدودي بالكثير من أصحاب المهن التي تؤثر على صحة الإنسان ككسارات الحجارة ومعامل صناعة الشوارع وغيرها .. لكن صناعة الفحم  واحدة من أخطر الأعمال وأكثرها ضررا بيئيا وصحيا على الإنسان     .

صناعة الفحم الصناعة السهلة والتي تجلب الكثير من العمال للعمل فيها لسهولتها وربما لوفرة دخلها نسبيا .

التقت محمد أبو عودة صاحب أحد الفحامات ليشرح لنا من بداية الصناعة حتى نهايتها وأنواع الفحم الناتج ومخاطر هذا العمل على صحة الإنسان والبيئة .

يتحدث أبو عودة عن الصناعة فيقول " أولا صناعة الفحم ليست بالأمر المعقد ولا الصعب فهى سهلة جدا ,  نقوم بشراء الحطب ونجمعه هنا كما ترى في مناطق مكشوفة ليتم صفه بشكل هرمي لتتصافى منه المياه بشكل أسرع ومن ثم يتم تغطيته بالقش والتبن ليتم إشعال النار في تلك الأكوم إلى أن تتحول إلى اللون الأسود أو كما يسموها العامة الفحم .

يكمل أبو عودة شرحه "هنا تكون إنتهت المرحلة الأولى من الصناعة ليتم بعد إشعال الحطب وتحوله إلى اللون الأسود بعملية إطفائه بإستخدام المياه بشكل خفيف ومن ثم نقوم بتغطة الفحم بقطع كبيرة من البلاستيك لمدة تتراوح من 5 إلى 7 أيام حيث يتم في هذه المرحلة عملية تبخر لما تبقى من مياه داخل أكوم الحطب المحترق ليتحول إلى فحم قابل للإستهلاك .

وعن أن ما كانت طرق إخرى لصناعة الفحم "هناك طريقتين لصناعة الفحم الأولى أخبرتك بها وتسمى الطريقة التقليدية  والثانية لا تختلف كثيرا ولكن تأخذ مدة أطول وهي بدلا من أن تضع قطع كبيرة من البلاستيك على أكوم الحطب المحترق نقوم بإطفاء الحطب بعد إشعاله وتوضع فوق الأكوم ألواح من الحديد "الزينقو" وباقي الخطوات واحدة فقط ولكن هناك ملاحظة أنه في حال تم استخدام الطريقة الأخرى والتي تسمى الطريقة الليبية تمتد المدة في إنتهاء الصناعة بدلا من 5 أيام الي 15 يوم وتكون نفس الجودة لذلك نستخدم الطريقة التقليدية لسرعة العمل .

وعن الأسعار المتداولة للفحم شرح أبو عودة التدنى في أسعاره في السوق الغزية "الفحم في السوق أنواع هنا أخشاب ناتج الفحم منها ذو جودة ضعيفة جدا وله مساويء مثل الرائحة وسرعة ذوبانه ومشكلة كبيرة يواجهها جميع من يستخدمه وهي أنه يطفىء بسرعة إذا توقف الهواء عنه كل ذلك يعود لنوع الأخشاب المستخدمة فأخشاب البلوط والكينيا والزيتون والتين والثرو وغيرها من الاخشاب جميعها تنتج ذلك الفحم الردئ .

ولكن في حال إستخدمت أي نوع من أخشاب الحمضيات فإنك ستنتج فحم ذو جودة عالية بعيدا عن جميع المساويء التي ذكرتها لك  وهذا ما يحدد سعرك فسعر الطن الواحد من الفحم الناتج من أخشاب الحمضيات يخرج من هنا للتجار بـ 3500 شيكل للطن الواحد  ليترواح ثمن الكيلو من 3 إلى 5 شواكل حسب السعر النهائي للطن ولكن عن المتواجد في الأسواق الأن فيكون سعر الكيلو من 2 إلى 4 شيكل فهو الفحم الناتج من نوعية الأخشاب التي ذكرتها لك -السيئة-.

المخاطر الصحية والبيئية .

أكمل أبو عودة حديثه حول الصناعة وما يشوبها من مخاطر بيئية وصحية "من جانب المخطار الصحية لا يوجد عمل حرفى لا يحتوي على مخاطر ولكن النسب تختلف فالعمل في مثل هذا المكان المفتوح الذي لا يحتوى الجدران وسقف لتراكم الأبخرة والدخان وما يضر بشكل كبير على صحة العمال لا يوجد مكان مفتوح ونحن كما ترى نعمل على الحدود في أقصى شرق غزة بعيدا عن السكان بشكل واضح لنبتعد عن الاضرار بالناس , ومن ناحية البيئة فالإنسان نفسه يصدر التلوث والسيارات في وسط المدينة تلوث ..  المعامل التي تكون في وسط البلد وفي قلب المدينة تصدر التلوث البيئي والسمعي .. نحن بعيدون كل البعد عن المدينة لكى لا نكون مصدر إزعاج لأحد.

 واضاف :"نحن غير مرخصون من قبل وزارة الصحة وجميع من يعمل في هذا العمل غير مرخص ولكن الجميع يرى بأننا بعيدون ولا نؤثر بشكل كبير على حياة الناس  وجميع العمال هنا هم إخوتي وأبناء عمومتي وجميعنا نعمل معا بدون أي مشاكل ولم يصادف وجود أي مشكلة صحية لأي منا .."