حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,17 يناير, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 40925

بالصور .. "قلعة القدس" .. معلم أثري يصارع التزييف الإسرائيلي

بالصور .. "قلعة القدس" .. معلم أثري يصارع التزييف الإسرائيلي

بالصور  ..  "قلعة القدس" ..  معلم أثري يصارع التزييف الإسرائيلي

27-04-2014 06:48 PM

تعديل حجم الخط:

سرايا - سرايا - بجمال بنائها وعلو أسوارها وشموخ مئذنتها غدت "قلعة القدس" أو "باب الخليل" حصنًا منيعًا ومعلمًا أثريًا ذات طابع جمالي رائع تُجسد تاريخ القدس في حقب مختلفة، فهي تقع في موقع استراتيجي هام بالجهة الشمالية الغربية للبلدة القديمة، ملاصقة لسور القدس القديم، يُحيطها من جميع الجهات خندق كبير يشكل حماية لها.

وتمتلك القلعة مكانة عظيمة في تاريخ المدينة والدفاع عنها وإدارتها، وتشكل أبراجها الضخمة القوة الضاربة الرئيسة في حمايتها، وتعتبر بشكلها الحالي مملوكية بامتياز، مع إضافات عثمانية فريدة ومميزة.

وقد سقطت القلعة بيد الاحتلال عام 1967م، حيث بدأ بعمليات حفريات واسعة جرى خلالها تدمير جزء منها وعدد كبير من الآثار الإسلامية العريقة فيها، وفي عام 1980م حولها إلى متحف تهويدي باسم "متحف قلعة داوود"، يحكي قصة الهيكل المزعوم، ويعرض الراوية التلمودية.

ويعرض المتحف بقايا صخور مُدعاة من فترة الهيكل، وصور ومعروضات ومجسمات ولوحات وأنظمة صوتية متقدمة تتحدث عن تاريخ عبري موهوم، خاصة فيما يُروى من تفاصيل تلمودية عن الهيكل الأول والثاني المزعومين.

ويسعى الاحتلال إلى إخفاء حقيقة إسلامية القلعة وتاريخها عبر تقديم تاريخ المدينة من وجهة نظر أيديولوجية "صهيونية" وبأحدث الوسائل الإلكترونية، وإجراء عملية غسيل دائم للحضارة الإسلامية العريقة، وكذلك وضع بصمات وابتكارات يدعي من خلالها وجود تاريخ عبري موهوم.

موجودات أثرية

ويوضح مدير الإعلام بمؤسسة الأقصى للوقف والتراث محمود أبو العطا أن الاحتلال حول القلعة ومسجدها إلى صالة عرض تعرض فيها موجودات أثرية يدعي أنها من فترة الهيكل الأول والثاني المزعومين، ومن الفترة البيزنطية.

ويضيف أن الاحتلال بدأ في السنوات الأخيرة بوضع صخور كبيرة في القلعة، وهناك صالة عرض إلكترونية يتم فيها عرض فيلم يحكي قصة "أورشليم اليهودية"، ويتحدث عن الهيكل الأول والثاني المزعومين.

وحول الاحتلال مبنى "القشلة" بالقلعة إلى مقر ومركز للشرطة الإسرائيلية والمخابرات، لاعتقال المقدسيين والتحقيق معهم خلال أحداث المسجد الأقصى المبارك والقدس، وقد جرى تسليم جزء من المبنى لإدارة "متحف القدس" الإسرائيلية.

وتجري في المبنى حفريات عميقة وصلت لـ20 مترًا، وكذلك عمليات تدمير لطبقات كبيرة من الآثار الإسلامية بهدف تحويله إلى مركز ثقافي يهودي تابع إلى موقع ما يسمى بـ"متحف قلعة داوود"، وفق أبو العطا.

ويشير إلى أن القلعة نُصبت فيها الكراسي، ويجري تنظيم حفلات موسيقية ليلية صاخبة، وتستخدم في موسم ما يُسمى بمهرجان نور القدس، وذلك كجزء من محطات هذا المهرجان التهويدي.

رمزية كبيرة

ويبين أن الاحتلال يريد تهويد القلعة، كونها موقعها استراتيجي هام، وتُعطي رمزية كبيرة للموقع، فهو يريد ادعاء تاريخ عبري موهوم، مما يخالف حقائق التاريخ، معتبرًا إجراءات الاحتلال بشأن القلعة تشكل انتهاكًا صارخًا لهذا الوقف الإسلامي، ولحرمة المسجد ومنبره.

ويحاول الاحتلال عبر المتحف وضع بصمات يدعي من خلالها وجود تاريخ عبري، وينسب الموقع لما يسمى "بالفترة العبرية للقدس"، حيث استجلب حجارة ووضعها بالقلعة، ويحاول أن يربط كل موقع بالمدينة بأسطورة الهيكل.

ويقول إن الاحتلال يجري عمليات غسيل دماغ خطيرة للذين يزورون القلعة من يهود وسياح أجانب، وكأن الموقع عبري يهودي، فهو يريد تمرير الرواية التلمودية حول القدس والأقصى، في حين لا يذكر بالقلعة التاريخ العربي الإسلامي اليابوسي الكنعاني إلا في الهوامش فقط، وهذا شيء خطير.

ويلفت إلى أن الاحتلال يخصص ميزانيات هائلة لدعوة العرب والمسلمين لزيارة المتحف في محاولة لتجهيل وتدنيس التاريخ، والتأثير على العقل والوعي الفلسطيني، وكذلك إلغاء الهوية الفلسطينية.

وبهذا الشأن، ينوه أبو العطا إلى أنه يتم تشغيل مرشدين عرب في الموقع لتحقيق هذا الهدف، ولكنه يؤكد أن الشعب الفلسطيني، وخاصة المقدسيين يمتلكون وعيًا أكبر ويعرفون حقيقة تاريخهم.

تاريخ عبري

ويقول المرشد السياحي رضوان عمرو إن القلعة تعتبر من أهم المواقع الدفاعية والسيادية في تاريخ المدينة على مدار أكثر من ألفي عام مضت، وتشكل صفوف حجارتها المتراصة بإحكام موسوعة تاريخية تحكي قصة أمم وديانات وقادة عظماء تعاقبوا تباعًا على حكم المدينة.

ويوضح أن القلعة تضم في فناءها ما يشبه مكتبة حجرية مثيرة، وبقايا من الغرف والأقواس وقواعد الأبراج والأسوار يمثل كل صف من الحجارة فيها موسوعة تاريخية منذ الفترة اليونانية وصولًا إلى فترة الاحتلال الإسرائيلي الجاثم على صدر القلعة المنيعة.

ويشير إلى أن الاحتلال سعى لتكريس اسم "قلعة داود" أو " برج داود " بدلًا من "قلعة القدس"، ليدّعي حقّ الشعب اليهودي في هذه القلعة العظيمة دون غيره من الأمم الكثيرة التي تعاقبت عليها عبر آلاف السنين، وتم اعتبار القلعة موقعًا هامًا في قائمة مواقع "التراث اليهودي".

وفي عهد الاحتلال توقف استخدام القلعة نهائيًا في المجال الأمني والدفاعي، وتركز ذلك في مجمع "القشلة" الأمني جنوب القلعة، حيث تحول هذا المجمع إلى ما يشبه قلعة افتراضية بديلة تواكب ما يتطلبه العمل الأمني من حداثة وتكنولوجيا لصالح شرطة الاحتلال.

ويضيف عمرو "لم يقطع جيش الاحتلال وأجهزته الأمنية علاقتهم بالقلعة، فعلى مدار العام يتوافد إليها آلاف من الجنود النظاميين والاحتياط وعناصر الشرطة والأمن في مجموعات ليتعرفوا عليها، ويتم تعبئتهم خلال جولاتهم بداخلها عن تاريخ القدس من وجهة نظر صهيونية".

 








طباعة
  • المشاهدات: 40925

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم