19-01-2008 04:00 PM
قرأت لكم .....أسئلة قديمة (يجب,أن نندفع في الطريق العلمية الغربية اندفاعا لا حد له إلا مقدرتنا الخاصة , لان العلم قد أصبح غريبا وليس لنا فيه نصيب قومي , وعلى العكس من ذلك في الفن والأدب والحياة الاجتماعية , فلنا فنوننا وآدابنا ونظامنا الاجتماعي, وواجبنا هو أن نحتفظ بشخصيتنا قويه واضحة في هذه الأشياء , وألا نقتبس من أدب الغرب وفنه ونظامه الاجتماعي إلا ما يمكن شخصيتنا من أن تنمو وتتطور وتحتفظ بما بينها وبين العالم المتحضر من الاتصال ), كان هذا الكلام جزء من رد للدكتور طه حسين على بعض الأسئلة التي طرحت علية وعلى بعض الكتاب والمفكرين من قبل مجلة ( الهلال) المصرية عام 1923 , حسب ما أورده الدكتور سليمان العسكري رئيس تحرير مجلة العربي –( العدد 590) في مقالة ( العرب.. عام جديد وأسئلة ق(.ه )..حيث يقول العسكري ( .. ولدهشتي البالغة وجدت الأسئلة,ة لا تزال قابلة لا عادة الطرح , وكأن خمسة وثمانين عاما لم تكن , وأننا كنا طوالها نسير في المكان ذاته .....الإطار الذي تدور داخلة الأسئلة , والذي يشي بطبيعة الهموم التي كانت تشغل العرب في ذلك الزمان .ونتساءل, هل خرجنا من هذا الإطار ؟ إطار القلق على مستقبل لغتنا العربية , ومن ثم هويتنا , ونهضة أقطارنا , وتكاملها , وموقفنا من الغرب , وتحديث التعليم والانفتاح السياسي والاجتماعي ؟). أما الأسئلة فقد كانت كما يلي : - " هل تعتقدون أن نهضة الأقطار العربية قائمة على أساس وطيد يضمن لها البقاء؟ أم هي فوران وقتي لا يلبث أن يخمد ؟ - هل تعتقدون بإمكان تضامن هذه الأقطار وتألفها؟ ومتى ؟ وبأي العوامل ؟ وما شأن اللغة في ذلك ؟ - هل ينبغي لأهل الأقطار العربية اقتباس عناصر النهضة المدنية الغربية ؟ وبأي قدر؟وعند أي حد يقف الاقتباس : أ- في النظامات السياسية الحديثة؟ ب- في الأدب والشعر؟ ج- في العادات الاجتماعية ؟ د- في التربية والتعليم ؟ " لقد كانت هذه هي الأسئلة , واليكم بعض الإجابات التي أجاب بها مفكرين آخرين , فميخائيل نعيمه يقول ( إذا كان ما تعودنا أن ندعوه - رقيا أو تقدما – من معنى ,فمعناه يجب أن يقاس بالسعادة الناتجة عنه , ولا مقياس للسعادة في نظري , إلا واحد , وهو مقدار التغلب على الخوف بكل انواعة , خوف الجوع والألم والفاقة والعبودية ...لان التغلب على الخوف, يولد الطمأنينة الروحية التي لاستعادة دونها, فإذا كانت المدنية الغربية , كما نعرفها , تساعد على استئصال الخوف أكثر من المدنية الشرقية فهي حرية بالحفاظ والتقليد , وحري إذ ذاك بالشرق أن يتبنى من الغرب برلماناته ومعاهدة العلمية والمدنية وأن يتزيا بأزيائه الأدبية وألا يقف في تقليده عند حد ) ويقول أنيس خوري المقدسي (نعم ولا...نعم إذا أريد بالعناصر الغربية محاسن ما عند القوم من أسباب المدنية والعمران كأسباب الصناعة والإدارة والعلوم الطبيعية , ولا , إذا كان المراد تقليد المدنية الغربية تقليدا اعمي يذهب بشخصيتنا القومية ومحاسن عواطفنا الشرقية , يجب أن نقتبس النور أنى يكن , في الغرب آو في الشرق في الشمال أو الجنوب , النور نور حيثما التهب , والحقيقة مفيدة أينما ظهرت , والمهم أن نسعى وراءها بشرط أن تقوى بذلك شخصيتنا وإلا أضعنا أنفسنا بالتقليد وفنينا في سوانا ). أما جبران خليل جبران أجاب ( إن الشرق بكليته ذلك الشرق الممتد من المحيط إلى المحيط , قد أصبح مستعمرة كبرى للغرب وللغربيين , أما الشرقيون الذين يفاخرون بماضيهم ويتباهون بآثارهم ويتبجحون بأعمال جدودهم , فقد صاروا عبيدا بأفكارهم وميولهم ومنازعهم للفكرة الغربية والميول والمنازع الغربية.... في عقيدتي انه ليس بالإمكان تضامن الأقطار العربية في زمننا هذا, لان الفكرة الغربية القائلة بميزة القوة على الحق, والتي تضع المطامع الاستعمارية والاقتصادية فوق كل شيء ,لا ولن تسمح بذلك التضامن طالما كان له الجيوش المدربة والبوارج الضخمة لهدم كل ما يقف في سبيل منازعها استعماريه كانت أم اقتصادية , وكلنا يعلم أن كلمه ذلك الروماني "فرق تسد " لم تزل قاعدة مرعية في أوربا , ومن نكد الدنيا ومن نكد الشرق والغرب معا , أن يكون المدفع أقوى من الفكر , والحيلة السياسية أفعل من الحقيقة ...... لو قال لي هذا الوطني السياسي الذي يلعب دورين بليدين في وقت واحد , لو قال لي ولو بشيء من النزاهة : " الغرب سابق ونحن لاحقون وعلينا أن نسير وراء السابق ونتدرج مع الدارج " إذن لقلت له " حسنا تفعلون , الحقوا السابق ولكن الحقوه صامتين وسيروا وراء السائر , ولكن لا تدعوا بأنكم غير سائرين ... وما عسى أن ينفعكم التضامن في الأمور العرضية وأنتم غير متضامنين في الأمور الجوهرية ...ألا تعلمون أن الغربيين يضحكون منكم ...... في مذهبي أن السر في هذه المسألة ليس بما ينبغي أن يقتبسه الشرق آو لا يقتبسه من عناصر المدنية الغربية بل السر كل السر هو ما يستطيع الشرق أن يفعله بتلك العناصر بعد تناولها ). أما صادق الرافعي ( والذي أراه أن نهضة هذا الشرق العربي لا تعتبر قائمه على أساس وطيد إلا إذا نهض بها الركنان الخالدان الدين الإسلامي واللغة العربية ) أما معروف الرصافي ( أن المسلمين اليوم قبل كل شيء في اشد الحاجة إلى إصلاح ديني عام وذلك لا يكون إلا بعد اخذ القوم قسطهم من التربية والتعليم حتى ينشا فيهم جيل مستعد لقبول الإصلاح, فإذا تم للقوم إصلاحهم الديني من هذا الطريق فقد تم اتحادهم الذي هو اكبر عامل في بلوغ غاياتهم وحينئذ لابد من حصول التضامن ) . على كل من يرغب الاستزادة من هذا الموضوع علية الرجوع إلى مقالة الدكتور سليمان العسكري , أما أنا فلا استطيع التعليق على ماقاله هؤلاء العمالقة منذ ما يقارب القرن من الزمان , وكأنهم يجيبون على الأسئلة نفسها المثارة اليوم ... ولسان حالي كما قال الشاعر جميل لطفي الزهاوي في إجابته شعرا على الأسئلة ذاتها ( كلما فكرت في الأمر تولاني ارتجاف ....أنا من مستقبل الناس على الناس أخاف ) طلب عبد الجليل الجالودي
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
19-01-2008 04:00 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |