30-04-2014 10:13 AM
بقلم : يوسف سليم أبو شعيب
وَضعت شَهيتي التي باتت تحتاج إلى نوعٍ آخر من المفاتيح بجوار رأسي وبدأت أفكر بَحلقة المفاتيح التي كان يحملها أبي دائماً معه ، تلك الحلقة التي كانت مَحط اهتمام أمّي وأخوتي أما أنا فقد كنتُ أسمع رنين ظل المفاتيح في ذلك الخيال.
وفجأة شَعرتُ بقلبي يملأ النبضات سريعاً ويدلقها في شراييني كأن حريقاً ما قد شَب في داخلي وكأن قلبي صار ومثلما كانت تقول أمّي يَصبُ على تلك النيران وقوداً حتى تشتعل.
غَمرتُ النوم ببعض دموعي وحاولت أن ألقيه هنا وهناك حاولت أن ألفّ به جسد الفكرة التي احترقت أو كادت تحترق ، سَمعتُ دعاء أمّي التي ظنت أنني أتقلب من رؤية كابوس ما ( اسم الله عليك ).. ، وسمعتُ أخي يسخرُ مني بكلمة (حَبيب) .
والقصة أنني أحببت بطلة من بطلات الرسوم المُتحركة ، صحيح أن صورتها كانت تشبهُ (خربشات) قلم رصاص (مفطوع) لكنني أحببتها ولا أدري كيف حدث ذلك وكل ما أذكره أن بطارية التلفاز قد نَفذت فجأة مما اضطرنا إلى أخذ تلك البطارية إلى محل البطاريات لإعادة شَحنها ( ولم يكن بالإمكان شحنها عن طريق بطاقة من تلك البطاقات الموجودة الآن ) .
بدأت أشعرُ أنني أشتاق لرؤية تلك البطلة وأفتقدها كثيراً وهذا ما لاحظتهُ أمّي من كثرة سؤالي عن موعد إحضار البطارية ومن انزعاجي الشديد عندما أخبرتني أن أمر إحضارها مرتبط باستلام أبي للراتب ، وهنا اشتعل عَقلي مع (طنجرة) عدس كاملة كانت أمّي تعدها من أجل وجبة الغداء.
غريب ما شَعرت به والأغرب ما فكرتُ فيه ، نظرتُ نحو تلك المرابط التي كان التلفاز يجرّها خلفه ، وتذكرت قول أبي أن للقلب شحنات كهربائية موجبة وسالبة وأن مبدأ عمله يشبهُ وإلى حد كبير مبدأ عمل البطارية وهذا ما جعلني أعتقد أنني لو ربطت تلك المرابط على صَدري فربما يعمل التلفاز لكنّ ما حدث كان عكس ذلك تماماً ...لأنني لم أسمع بعد أن ربطت تلك المرابط إلا صراخي والجميل في الأمر أنني بدأت أرى الدنيا بالألوان...