04-05-2014 02:03 PM
بقلم : د. بلال عبد الرحمن إبداح
السلام عليك أيها الوطن الحبيب،، السلام عليك كلما هبّت النسائم الطيّبات،، السلام عليك كلمّا شرَّع جندك سيوفهم في العاليات،، السلام عليك أيها الوطن الحبيب ،، سلامٌ قولاً من رب رحيم.
في رحاب الوطن يحلو الحديث، وفي ثنايا الحديث تزهر الكلمات فتجلو عن القلب الصدا، وتحلّ البسمة على الشفاه فتنير الوجوه بهجة ونوراً.
والوفاء للوطن يوم نستذكر فيه تضحيات الأُلى الأخيار الأبرار، الذين رحلوا وهم واقفون، وعلى سيف التضحية قابضون، ولجمر الصبر محتملون، وفي كتاب الزمان سطّروا بأحرف من نور كلمات حقٍّ خالدة، كتبتْ دماؤهم في أولها (لمثل هذا فليعمل العاملون).
الوفاء للوطن يوم نستذكر فيه حاجة وطننا للعطاء والبناء، ذلكم أنّ الوفاء عطاءٌ وليس أخذاً، وإيثارٌ وليس أثرة، بل هو عقيدة وعبادة، نلبي نداءه بالعمل والاتقان، بعيداً عن المصالح الضيّقة، والمنافع الصغيرة.
الوفاء للوطن أنْ يرى كل فرد فينا أنّه يقف على ثغرة من ثغرات العمل الجاد المُخلص، فالمسؤولية مشتركة كما الآمال، والمواطنة الصادقة لا تُعفي أحداً من دوره في صيانة المجتمع والمحافظة على أمنه وسلامته، كل في ميدانه وحسب استطاعته.
وإنّه لغايةٌ في الأسف أنْ ينظر بعض الناس إلى الوطن على أنه مغنم فحسب، فلا يفهمون معنى الوفاء له إلا بقدر ما يأخذون منه، وبحجم ما يكسبون من مقدّراته، آفاقهم ضيّقة، وآمالهم قريبة، وأيديهم من الخير خالية، يصدق فيهم قول الله تعالى: "وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ" (الحج:11).
الوفاء للوطن أنْ نحافظ على وحدة الصف، ونقاء الكلمة، نعضّ بالنواجذ على وحدتنا الوطنية في وجه أؤلئك الذين لا يحلو لهم صفو الوداد، وطيب الفؤاد، ينشط صيدهم في عكر الماء، ويتعكّر صفوهم إذا الماء صفا.
وأخيراً فإنّ الأمل معقود على كل واحد فينا أنْ تشكّل له هذه المناسبة مراجعة صادقة لمفهوم الوفاء الوطن والولاء لترابه الطهور، نستلهم من معين ديننا الحنيف مبادئ الولاء وقيم الانتماء.
حمى الله بلدنا الأردن سخاء رخاء، إنّه - سبحانه - وليّ ذلك والقادر عليه.