06-05-2014 11:36 AM
سرايا -
سرايا - "هل تذكر قصة الفيلم السينمائى الذى شاهدناه منذ أيام.. كذلك كانت قصة الجيش المصرى فى حرب فلسطين"، هكذا قال الزعيم الراحل جمال عبد الناصر للكاتب الصحفى محمد حسنين هيكل، عندما كشف أسرار عن حرب 48، وذلك فى المذكرات التى وافق عبد الناصر على نشرها .
وشرح عبد الناصر قصة الفيلم التى تروى عن رجلين أحدهما طيب والآخر مخادع، ووقعت جريمة ما فى نفس المنطقة التى يسكن بها الرجلان، ولكن الناس اتهموا ذلك الرجل الطيب فى تلك الجريمة، وأحاطت به الملابسات والشكوك، حتى أن الرجل الطيب ظن فى نفسه الظنون.
ولكن الحقيقة انكشفت أخيراً وظهر مرتكبها، هكذا كان الجيش المصرى متهماً فى وقائع حرب 1948م، حتى ظهرت براءة الجيش فى العلن .
وبعد مرور شهور من الحرب اقترح هيكل على الزعيم جمال عبد الناصر كتابة يومياته عن تلك الأحداث، ووافق عبد الناصر وبدأ بالفعل فى كتابة يومياته.
وصف الزعيم جمال عبد الناصر رأيه فى الحرب بالمعنى الأوسع، فهو يرى الحرب شراً، فهو لم يكن من هؤلاء المحترفين الذين يرون فى القتل المنظم تحقيق الذات، بل كان يرى فى الحرب الجانب الحماسى وجوانب أخرى، فهى ليست فقط أناشيداً ملتهبة بالعاطفة وأعلاماً تخفق مع الرياح وطبولاً تدق وتختلط دقاتها بزئير المدافع.
تلك التجربة الإنسانية التى وصفها عبد الناصر لم تؤثر على شجاعته، فالتاريخ يشهد أنه قاد معركة من أهم معارك حرب فلسطين، وهى التى تمت الإشارة إليها من نائب رئيس وزراء إسرائيل والتى خسرت فيها إسرائيل 450 قتيلاً تم دفنهم تحت رقابة ضباط الهدنة الدولية.