حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,25 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 30530

"الطريقة المضمونة للتخلص من البقع" مسرحية تحاكي واقع المرأة

"الطريقة المضمونة للتخلص من البقع" مسرحية تحاكي واقع المرأة

"الطريقة المضمونة للتخلص من البقع" مسرحية تحاكي واقع المرأة

07-05-2014 12:29 AM

تعديل حجم الخط:

سرايا - سرايا - طرحت المسرحية المصرية "الطريقة المضمونة للتخلص من البقع الداكنة"، عدة تساؤلات عن مقياس الزمن في حياة المرأة العربية، في العرض الذي قدم ضمن ليالي مهرجان المسرح الحر التاسع على خشبة هاني صنوبر (الرئيسي) بالمركز الثقافي الملكي.

واستهلت المسرحية بمنودراما للممثلة ريهام عبد الرازق، تحدثت عبرها عن تلك الطريقة الناجعة للخلاص من الظروف التي واجهتها المرأة التي خانها حبيبها مع امرأة أخرى.
وتقرر الخلاص بقتله عن طريق مادة الصودا الكاوية التي تفتك الجسم وتحلله، كي تمسح آثار الماضي وحزنها العميق لتلك الخيانة.

الغضب، الحقد، الكراهية، صفات من السهل أن تجتمع في امرأة مقموعة، يحملها المجتمع والعالم أنها السبب في كل مصائب الحياة التي ذهبت والتي ستأتي.

كل تلك الظروف التي عاينتها المسرحية وقدمتها بطلة العمل بأداء مدهش طغى عليه التعبير الجسدي العابث الصامت أحيانا لرسم ذكرياتها واحزانها، استطاع أن يبرر جريمة الأنثى للرجل في هذا الزمن المتقهقر في وضع المرأة في مكانتها الصحيحة.

جملة من المفردات والرمزيات حاولت الفتاة أو "الست" بالتعبير المصري العامي أن تلقنه المسرحية للمشاهد، وخاصة حين يحمّل الجميع تلك الأنثى حجما يفوق طاقتها من الاحتمال.
هي في النهاية تختار التخلص من ذكريات "الحبيب" بقتله ومسح آثار الذكريات والشكوك والخيانات التي مرت بها لتحمي جزءا من كينونتها كأنثى قهرها الآخرون عنوة.

النص الذي كتبته رشا عبد المنعم أقرب ما يكون لحدوتة من القصص المصرية الشعبية التي للأسف رغم طريقة تقديمها على أنها "افتراض"، إلا أنها موجودة وربما بصورة أكثر بشاعة.
من المسؤول؟ على من يقع اللوم؟ من قتل الآخر؟ الذكر أم الأنثى؟ تساؤلات طغى عليها تعاطف الجمهور مع المرأة، التي اختارت طريقة القتل للخلاص من البقع العالقة في الذهن والذكريات والتي أنهت طريقها أيضا بذات الطريقة في ختام العمل.

العرض المفعم بتلك الهواجس القاتلة لم يبيبن الموضع الحقيقي للرجل بالقصة، ولسنا بحاجة الى أن نتفهم أن تفني حبيبة حياتها لرجل يخونها ولا يتزوجها، وما قد يترتب بحكم طبيعة المجتمع على تلك المرأة، إلا أن النص حاول وبحكمة أن يقدم صيغة العدالة كما هي على أرض الواقع، والأخذ بالأسباب التبريرية للرجل، ومنح المرأة حق القرار على الخشبة في مغايرة واضحة للواقع المعاش.

سينوغرافيا العمل البسيطة المواكبة لتفاصيل العرض كانت كافية لإغراق الجمهور بمساحة ذلك "البانيو" موقع الجريمة (العميق) إلى أبعد ما يكون، ويحمل فضاء كبيرا عن أسرار الموت ربما كما قصدت المخرجة نفسها ممثلة العرض. إضافة إلى الموسيقى الصادمة والإضاءة التي طغى عليها اللون الأحمر (الدم) في دلالة رمزية أيضا لمعاني القتل والمرأة والحب ومضامين أخرى ما تزال تؤرق البنية الاجتماعية العربية.

البقع الداكنة؛ القتل النفسي "المعنوي" للأشياء التي نريد التخلص منها لم تختف بعد، ولن يكون القتل سبيلا إلى الخلاص منها، وهذا ما أرادت أن ترسله المسرحية، حين عقبت على أن المرأة شريك بالحياة الاجتماعية والسياسية وليست المسؤولة عن ذلك، فلماذا يتم تشويهها عمدا وعلى مرأى الجميع؟.

العمل المنودرامي ليس بالأمر السهل لا على الممثل ولا على الجمهور في بث رسائله، إلا أن الممثلة اجتهدت بطريقة أدائية مميزة لإبقاء المشاهد في تلاصق مع العرض حتى النهاية.

مسرحية "الطريقة المضمونة للتخلص من البقع" عمل مصري مهم يحاكي هموم المرأة العربية ويفصح عن تراكمات البنية النفسية لها في ظل مجتمع يصر على إقصاء كيانها عمدا بأن تعيش كإنسان لها قرارها واختيارها وحرة.

المسرحية من إعداد فرقة جماعة تمرد للفنون، إخراج وتمثيل وأزياء ريهام عبد الرزاق، تقني محمد الطايع، موسيقى ديكور وإضاءة أحمد يوسف.








طباعة
  • المشاهدات: 30530

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم