حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
السبت ,18 يناير, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 24996

بالفيديو : عملية قلب مفتوح لطفل بخانيونس

بالفيديو : عملية قلب مفتوح لطفل بخانيونس

بالفيديو : عملية قلب مفتوح لطفل بخانيونس

09-05-2014 07:15 PM

تعديل حجم الخط:

سرايا - سرايا - حبس هاني عبد الوهاب دموعه عندما حمل ممرضون طفله "خالد" إلى غرفة العمليات علها تكون نهاية آلامه التي استمرت منذ ولادته قبل سبعة أشهر جرّاء مرض خلقي في القلب.

ووقف عبد الوهاب (39 عاماً) وعائلته أمام غرفة العمليات وبدأوا بالدعاء لطفلهم الذي يعاني من مرض "رباعية فالوت" والذي يسبب له ضيق تنفس يستمر لنصف ساعة يوميًا مصحوباً بزرقة في وجهه وأطرافه.

ويوضح والد الطفل أن "خالد" ولد مريضًا رغم أن أحدًا من والديه أو أشقائه لم يصب بالمرض، وعاينه وفد طبي إيطالي قدم إلى القطاع قبل مدة لكن وزنه كان حينها قليلًا ولا يسمح بإجراء العملية، وبعد وصول الوفد الحالي كان وزنه مناسبًا لإجرائها.

ويؤكد هاني- وهو يسير ذهابًا وإيابًا أمام غرفة العمليات- أن الوفود الطبية القادمة إلى القطاع هي الحل الوحيد لإجراء عمليات قلب الأطفال في ظل الحصار المفروض على غزة، وعدم توفر الإمكانيات المناسبة في المستشفيات.

و"رباعية فالوت" مرض قلبي خلقي يحدث فيه تحويل دموي في القلب من اليمين إلى اليسار مما يؤدي إلى ضخ دم منقوص الأكسجين للجسم، ويحوي أربعة اعتلالات تشريحية في قلب الطفل، فيكون هناك ضيق في مجرى تدفق البطين الأيمن عبر الشريان الرئوي، ويكون الصمام الأبهري متصلًا مع كلا البطينين الأيمن والأيسر، إضافة لوجود ثقب في الحاجز بين البطينين، وتضخم البطين الأيمن.

نقص الإمكانيات

ويحصر استشاري قلب الأطفال والقسطرة رئيس وحدة قلب الأطفال في المستشفى الأوروبي الطبيب عبد الرحيم العزب حلول مشاكل قلب الأطفال بإجراء قسطرة أو متابعة دوائية أو تدخل جراحي.

وتعوّق نقص الإمكانيات- كما يؤكد العزب- إجراء عمليات قسطرة قلب الأطفال، وتتكفل بعض الوفود القادمة بإجرائها، لكنه يقول إن بعضها تجري في القطاع على يد الأطباء المحليين حين تتوفر الأدوات اللازمة لذلك.

وفيما يتعلق بجراحة قلب الأطفال، يشير الطبيب إلى عدم وجود كوادر طبية محلية متخصصة لإجرائها أو حتى متابعة الحالة بعد العملية، وتشكل الوفود الأجنبية القادمة من أمريكا وأوروبا حلًا لعائلات الأطفال المرضى.

ويمثل ابتعاث جراحي قلب الأطفال المحليين إلى الخارج لتأهيلهم جزءًا من حل المشكلة، ويقول الطبيب العزب إن ذلك يمكن أن يتم خلال خمس سنوات.

بشرى النجاح

وبعد أكثر من خمس ساعات من بدء العملية تخللتها دعوات مكثفة ورباطة جأش من عائلة الطفل ومحبيه، خرج الطبيب الجراح ليزف البشرى بنجاح عملية خالد، وتماثله للشفاء قريبًا.

هرعت العائلة للاطمئنان على الطفل بعد أن سمح الأطباء لهم بذلك، فحضنوه بنظراتهم قبل أن يلامسوه، وانهمرت دموعهم شكرًا لله أن منّ عليهم بنجاح العملية.

مهمة إنسانية

ويتكون الوفد الطبي القادم إلى القطاع من 15 جراحًا وطبيب عناية مركزة وممرضًا من بريطانيا وأمريكيا والبرتغال، وطبيبة أردنية، وطبيب تخدير من الضفة الغربية المحتلة، برئاسة الطبيب البريطاني بي سثيا استشاري جراحة قلب الأطفال.

ويقول الوفد إن مهمته في غزة مهمة إنسانية لمساعدة أطفال بحاجة لعناية طبية، كما تؤكد الطبيبة الأردنية القادمة ضمن الوفد ليلى توتونجي.

وتلفت الطبيبة- لدى خروجها من غرفة العمليات- إلى أن جراحة قلب الأطفال تحتاج إلى طاقم أطباء وممرضين متكامل، وهو غير متوفر في غزة، مشيرةً إلى سعيها وأعضاء الوفد لتأهيل بعض الكوادر الطبية في القطاع لإجراء العمليات.

وتحتاج العملية إلى فريق عمل يبدأ بالتحضير للعملية وإجراءات فحص المريض وتجهيزه، مرورًا بالعملية التي تحتاج إلى طبيب جراح، وممرضة جراحة متدربة، ومتدرب بجراحة قلب الأطفال، ومتخصص تخدير، وانتهاءً بطبيب العناية المكثفة ما بعد العملية والممرضين المختصين، كما توضح الطبيبة توتونجي.

واصطحب الوفد الطبي معه الأدوات اللازمة لإجراء العمليات بسبب عدم توفرها في مستشفيات القطاع، وتوضح الطبيبة أنها سترفع في التقرير الذي ستقدمه للجمعية عقب انتهاء المهمة أهم احتياجات المستشفيات.

وحظيت الطبيبة بانطباع مميز عن الكوادر الطبية المحلية التي قالت إنها تحاول عمل الأفضل في ظل الإمكانيات والظروف الراهنة.

مؤسسة الإغاثة

ويعود الفضل في قدوم الوفد الطبي إلى جمعية "إغاثة أطفال فلسطين" الدولية، والتي وجهت دعوات للأطباء والممرضات لمساعدة الأطفال الذين يحتاجون لجراحة قلب بغزة.

وتأسست الجمعية في العام 1991م لمعالجة الأطفال الفلسطينيين في الشرق الأوسط، وتتخذ من الولايات المتحدة الأمريكية مقرًا رئيسًا لها، وتتلقى الدعم من الجاليات حول العالم.

وتخطط المؤسسة غير الربحية لإرسال 100 وفد طبي في تخصصات مختلفة إلى الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة خلال العام 2014، أرسلت منهم حتى اليوم ثلاثة وفود متخصصة بجراحة قلب الأطفال، وتتحمل كافة النفقات اللازمة لذلك، بحسب ما أوضح منسق المنطقة الجنوبية في الجمعية محمد عفانة.

ولا تكتفى الوفود المتخصصة بإجراء العمليات الجراحية فقط، بل تتعدى ذلك لتأهيل الطواقم الطبية الفلسطينية وتطويرها عبر برامج تدريبية مكثفة خلال فترة الزيارة.

ويغادر الوفد الطبي غدًا الجمعة بعد زرعه الابتسامة في قلوب عشر عائلات غزية كاد المرض يخطف أبناءهم، وسط دعوات بضرورة تأهيل الكوادر الطبية المحلية وتوفير الأدوات اللازمة للقيام بذلك في مستشفيات القطاع.

  









طباعة
  • المشاهدات: 24996

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم