سرايا - سرايا - لعل شكسبير هو القائل ان العالم كله مسرح ولكنه كان على الأرجح سيُفاجأ برؤية مسرحياته تحلق في الفضاء ايضا. فان فرقة مسرحية بريطانية سجلت رقما قياسيا جديدا بعد ان قدم ممثلوها أعمال شكسبير في نصوص مختصرة على ارتفاع شاهق في الجو.

وقُدمت مسرحيات شكسبير امام جمهور تابعها مأسورا خلال رحلة جوية من لندن الى فيرونا في ايطاليا احتفاء بمرور 450 سنة على ميلاد الشاعر.

ودخل ممثلو فرقة "شكسبير مختصرا" موسوعة غينيس للأرقام القياسية بمواصلتهم التمثيل على ارتفاع أكثر من 37 الف قدم خلال الرحلة البالغ طولها 1120 كلم بين المدينتين. وقالت متحدثة باسم شركة الطيران ان العرض سُجل لادخاله رسميا في الموسوعة.

ورغم المخاوف الأولى من ان يكون المسافرون يريدون الاسترخاء خلال الرحلة وليس متابعة عمل مسرحي فان الممثيلن أكدوا ان العرض لاقى ترحيبا وتجاويا من الركاب "وكان الجميع سعداء بالمشاركة".

وبدأت العروض بمسرحية روميو وجوليت قُدمت لمدة 12 دقيقة باستخدام ممر الطائرة من قمرة القيادة الى المؤخرة خشبة للممثلين. وقُدمت بعد ذلك بنصوص مختصرة مسرحيات شكسبير الكوميدية والمأساوية بينها تايتوس اندرونيكوس وماكبث وجوليس قيصر وعطيل.

والى جانب تبديل الأزياء وباروكات الشعر بسرعة بين المقاعد في مقدمة الطائرة استخدم الممثلون ملحقات مساعدة بينها سيوف بلاستيكية وغيتار ويد مقطوعة وجمجمة ودمية على شكل سمكة القرش.
وأكد مسافر انها كانت أجمل رحلة جوية في حياته واستمتع مع زوجته واطفاله بمتابعة العرض من مقاعد امامية على الطائرة حيث تفاعل الممثلون مع الركاب.

واشاد الركاب بقدرة الممثلين على التكيف وتقديم اعمال صعبة في مساحة ضيقة مثل ممر الطائرة. ونقلت صحيفة الديلي تلغراف عن منتج فرقة "شكسبير مختصرا" دايفي نايلور قوله ان العرض كان رائعا.

وأوضح نايلور ان احدى المشاكل التي واجهت الممثلين كانت الحركة والأداء في حيز لا يتسع لمرور أكثر من شخص وعدم التمكن من استخدام مكبر صوت على الطائرة. "ولكن الجميع أمضوا وقتا ممتعا".

قُدمت العروض على متن طائرة زينت صورة شكسبير هيكلها من الخارج احتفاء بذكر ميلاده.