10-05-2014 03:12 PM
بقلم : حافظ هديب
طالعنا ديوان الخدمة المدنية بنظامه الجديد والذي دخل حيّز التنفيذ .. هذا النظام الذي يرسم طبيعة العلاقة التي تحكم الموظف بمؤسسته كعلاقية تبادلية في الحقوق والواجبات ..
وكلّنا نؤمن بضرورة وجود الضوابط الناظمة للعمل وطبيعة العلاقة بين الموظف ومؤسسته بما يضفي على الأداء الوظيفي نتائج إيجابية تعود بالخير على الوطن والمواطن وبما يُعطي طرفي العمل حقّه المهني لضمان سلوك مهني راقٍ مثمر ..
ولكن من خلال مطالعة بنود النظام الجديد وجدنا (وللأسف) أنّ العقلية العرفية ما زالت تسيطر على واضع النظام من خلال إرساء البنود التي في كثير منها إجحاف بحق الموظف ..
بنود هذا النظام لا تؤسس لعلاقة مبنية على احترام الآخر أو تبادل الحقوق والوجبات بل هو عبارة قيود ضد الموظف بل استباحة لحقوقه وفيه ما فيه من ظلال العبودية والاسترقاق ..
نحن مع مهنية الأداء الوظيفي ومع ضرورة ضبط السلوك الوظيفي بما يُنتج أداء مثمراً ومفيداً ولكن ما وجدناه في نظامكم ما هو إلاّ سيف من الظلم والجبروت يُسلّط على رقاب الموظفين ...
واضع هذا لنظام (حينما شرع في كتابة بنوده ) يبدو أنه وضع نفسه في جو معركة وحرب معلنة ليتعارك مع الموظفين وكأنّه على عداوة معنا وحان وقت الثأر ...
نظامكم الجديد يا سادة .. يؤسس لمرحلة جديدة من الشد المتصلب ما بين أطراف العمل ..
نظامكم الجديد يا سادة .. يفقدنا الأمن الوظيفي ( إنْ وُجد أصلاً ) ..
نظامكم الجديد يا سادة .. ينتزع حقوقاً مشروعة للموظفين صانها الدستور والقانون وصانتها مواثيق حقوق الإنسان ..
نظامكم الجديد يا سادة .. عبودية واسترقاق !!
نظامكم الجديد يا سادة .. جعل ثمانين أسرة من أسر المعلمين تفقد مصدر رزقها ..
نظامكم الجديد يا سادة .. أزهق روح زميلتنا هناء عبدو التي اضطرت لقطع فترة علاجها خوفا من الفصل من وظيفتها وفق أحكام نظامكم الظالم .. فهذه الروح الطاهرة البريئة (بأي ذنب قتلت )؟؟!!
قُتلت .. لأنها لا تستطيع الحصول على إجازة العلاج ؟؟!!!
قُتلت .. لأنها تخاف على رزقها ؟؟!!
قُتلت .. إلتزاماً منها بنظامكم وبمدونتكم السلوكية ؟؟!!
يا سادة ..!!
لم نكن سلبيين ولا طوباويين .. بل كنّا مبادرين ومن خلال نقابة المعلمين للوقوف على بنود هذا النظام بالحوار والنقاش لبيان ما فيه من عِللٍ وهفوات وسقطات .. وطالبناكم حينها بتأجيل العمل به على الأقل إلى أن نجد رؤية مشتركة تحفظ الواجبات ولا تُهدر الحقوق ..!!
لكنّكم ضربتم بمقترحاتنا عرض الحائط ومضيتم لتنفيذ أحكامكم القمعية على رقاب (الغلابى) ممن يخدمون الوطن أكثر منكم ..!!
هل يا سادة تريدون أن تمتحنوا صبرنا ؟؟؟ وردة فعلنا ؟؟؟
ماذا تريدون من الموظف الكادح ؟؟؟ ماذا تريدون أن تصنعوا بالوطن ؟؟!!!
اعلموا يا سادة .. بأننا شركاء في خدمة الوطن ..!!
أمّا إذا أردتموها غير ذلك .. فتذكّروا ..
بأننا لم نكن ضعفاء من قبل ولن نكون من بعد ..
اعلموا بأننا سيل هادر وطوفان جارف ...
اعلموا بأننا أسياد لا عبيد ...
فاحذروا غضبتنا ..!!
* الكاتب عضو مجلس نقابة المعلمين سابقاً