-->

حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,28 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 16661

سيدة تنقذ بناتها من الموت اختناقاً بحريق منزلها

سيدة تنقذ بناتها من الموت اختناقاً بحريق منزلها

سيدة تنقذ بناتها من الموت اختناقاً بحريق منزلها

11-05-2014 09:39 AM

تعديل حجم الخط:

سرايا - سرايا - «دخان كثيف يفر من النوافذ، دوي صراخ وحركة غير طبيعية داخل المنزل، تظهر الأم بين يديها طفلتها الأولى، تلقيها من الشرفة، ثم تلقي بطفلتيها الثانية والثالثة، وبعدهن قفزت الخادمة».
ألقت أطفالها وهي بكامل قواها العقلية، وبكامل إرادتها، لتتجسد الأمومة في أسمى معانيها في هذه المرأة.
منزل من طابقين، في منطقة الظيت الجنوبي بإمارة رأس الخيمة، هنا.. غرفة عائشة ذات الثماني سنوات، إلى جوارها تجلس الأم مريم خليفة الزعابي، تراجع معها دروسها، بين الحين والآخر تتدلل الصغيرة، تبادلها الأم حناناً، وتعود بها إلى المذاكرة، تطبع قبلة على جبينها، تلحقها بمسحة على شعرها.
«أحلام سعيدة صغيرتي».. تقولها الأم مع سماع دقات الساعة العاشرة ليلاً.. وككل ليلة، دلفت إلى الحجرة المجاورة لتطمئن على صغيرتيها الأخريين، آمنة (سبع سنوات)، وغزل (خمس سنوات)، لكنها اشتمت رائحة غريبة تنبعث من الطابق الأول، أسرعت إلى مصدرها لتستكشف الأمر، استقبلها على السلم دخان كثيف كان يملأ المكان، على أثره الرؤية كادت تكون معدومة، أشياء كانت تتساقط من السقف والجدران.
«بناتي.. بناتي».. صرخات مدوية، أيقظت الطفلات والخادمة من نومهن، هرعت الأم إلى الطابق الثاني، محاولة تهدئتهن، لكنها هي الأخرى لم تستطع إخفاء هلعها، فالدخان كان قد بدأ يطاردهن في الطابق الثاني، لينذرهن بأن ألسنة اللهب تتصاعد إلى الطابق الثاني.
ماذا تفعل الأم، الزوج في العمل، والجيران لا يسمعون صراخها، كيف ستفر بمن معها خارج المنزل والنيران تحاصرهن؟
«كنا على حافة الموت»، بهذه الجملة بدأت «الزعابي» تروي لـ«الإمارات اليوم»، تفاصيل لحظات الرعب والهلع.. قالت: «كانت الأحداث تمضي متسارعة، لم أدرِ كم مرّ من الوقت، كنت فقط أفكر كيف سأنقذ حياة بناتي، بأي وسيلة كانت، خصوصاً عندما بدأت النيران تلتهم محتويات المنزل، وتتصاعد ألسنتها إلى الطابق الثاني حيث غرف النوم».
تصمت لحظات قبل أن تعاود حديثها: «اللحظة الأصعب كانت عندما نزلت إلى الطابق الأول، لأشاهد النيران تنتقل من التكييف إلى السقف والأثاث، قطع ديكور كانت تتساقط حولي في كل مكان، لم أدرِ ماذا أفعل، فزوجي في عمله، الجيران لن يسمعوني لبعد المسافة، النيران لم تمهلني فرصة للتفكير، الخطر كان يقترب من بناتي والخادمة بسرعة فائقة، فخطرت ببالي فكرة الهروب من النافذة التي تقع بين الطابقين الأول والثاني».
تبرق عيناها بالدموع وهي تتذكر، ثم تردف: «كان عليّ الاختيار بين احتمال تعرضهن للإصابة، أو أن أستسلم للنيران، لذا كان قراري أن ألقيهن من النافذة، وحتى أقلل الخسائر سارعت بإلقاء وسائد وأغطية، حتى يسقطن عليها، بدأت بـ(غزل) التي كانت تعاني ضيقاً في التنفس، وحاولت إنقاذها قبل الآخرين، ثم (آمنة)، فـ(عائشة) التي أصابها حرق بسيط جراء قطعة بلاستيكية مشتعلة سقطت عليها، فيما قفزت الخادمة خلفهن، وأحضرت سلماً كان في حوش الفيلا، ونزلت من خلاله إلى حديقة المنزل، واتجهت مباشرة إلى الشارع، أطلب المساعدة من الجيران، الذين استضافوا بناتي في منزلهم، واتصلوا بالدفاع المدني الذي حضر، وأخمد النيران التي أتت على الطابق الأول، ومحتويات المنزل».
وتابعت: «بعدما احترق المنزل، ذهبت للسكن في منزل أسرتي بإمارة الفجيرة، حيث إن البنات أصبن بحالة نفسية سيئة، نتيجة مشاهدتهن احتراق المنزل، وبعد مرور أسبوع على الحريق، توجهنا للإقامة في أحد فنادق رأس الخيمة، ثم عدنا للمنزل الذي أصبح أطلالاً، بسبب احتراق جدرانه، وتساقط الأسقف، ونضطر إلى أن ننام في إحدى غرف الطابق الثاني، لعدم قدرة زوجي على توفير كلفة صيانة المنزل».








طباعة
  • المشاهدات: 16661

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم