12-05-2014 10:05 AM
بقلم : خلف وادي الخوالدة
خطت بروناي خطوة جريئة وحكيمة لتحصين بلادها ضد آفة الفساد المالي المتمثل بآفتي (جريمتي) السرقة والرشوة عندما شعرت أن شرارة هذه الآفة ستطال بلادها.
بروناي الدولة الصغيرة بحجمها الجغرافي والسكاني الغنية بمواردها أثبتت أنها كبيرة بحكمة وشجاعة قراراتها السيادية عندما أدركت أن آفة الفساد المالي إذا ما غزت واستفحلت في أي بلد ما .. فإنها ستؤدي إلى تقويض مقدراته ومقوماته وبالتالي انهياره اقتصادياً ومالياً. مما يولد الفقر والبطالة التي ستؤدي لا محالة إلى الاحتجاجات والاعتصامات وانتشار السرقات والتعدي على الممتلكات العامة والخاصة والعنف المجتمعي والفلتان الأمني وبالتالي النيل من هيبة الدولة بشكل عام لأن الفقر قاتل.
كان الاولى بالأردن البلد المسلم الذي حباه الله سبحانه وتعالى بموقع جغرافي متميّز وأنعم عليه بنعمة الأمن والأمان وإيجاد البنية التحتية والأيدي العاملة المدربة وشعب حضاري ونسبة العلم والمعرفة والثقافة بين أبنائه عالية ومتميزة. ولهم دور فاعل ومتميز في نمو وتقدم وازدهار بعض الدول الشقيقة والصديقة. كان الأولى أن يكون سباقاً ومبادراً لتطبيق أحكام الشريعة الإسلامية أو قانون " من أين لك هذا " قبل بداية ما سمي بالربيع (الدمار) العربي ولو تم تطبيق ذلك لتدفقت المليارات لا بل البلايين من الدولارات التي خرجت من الدول المضطربة بحثاً عن بيئة جاذبة وحاضنة للاستثمار بالإضافة لتحريك وتنشيط وتفعيل دور الاستثمارات المحلية بدلاً من ركونها في البنوك حالياً.
قال تعالى " وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا " ويقول رسول الهدى محمد صلوات الله وسلامه عليه " وايم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها ".
إلا أن معارضي هذا المشروع الحيوي الهام الذي لا بد من تفعيله يدّعون أن تطبيقه ينفّر المستثمرين متجاهلين كلياً أن المستثمر بأمس الحاجة إلى بيئة حاضنة لاستثماراته ليطمئن أن استثماراته في بيئة آمنة محصنة ضد النهب والسلب والسرقة والرشوة أو أي نوع من أنواع الفساد وغيرها من الممارسات المنفّرة للاستثمار مثل رفع الرسوم والضرائب وكلف التشغيل المبالغ فيها علاوةً على تعدد المرجعيات وبعثرتها والادعاء بوجود طاقة استثمارية إلا أنها لا زالت بوضعها الحالي شكلية. مما جعل حتى المستثمرين المحليين يلجؤون للبحث عن بيئة خارج الوطن لاستثماراتهم والبعض الآخر اختيار ركنها في البنوك رغم تخفيض نسبة الفائدة.
wadi1515@yahoo.com