14-05-2014 07:22 PM
سرايا - سرايا - قالت منظمة حقوقية سورية الأربعاء، إنها تمكنت من توثيق مقتل نحو 850 معتقلاً تحت التعذيب في سجون النظام منذ بداية العام الجاري، بينهم 15 طفلاً و6 سيدات.
وفي بيان أصدره، قال “المرصد السوري لحقوق الإنسان” الذي يُعرّف نفسه على أنه “منظمة حقوقية مستقلة تتخذ من بريطانيا مركزاً لها”، إنه تمكن من توثيق مقتل 847 معتقلاً تحت التعذيب في سجون وأقبية الأفرع الأمنية والثكنات العسكرية التابعة للنظام وذلك منذ بداية العام الجاري وحتى مساء أمس الثلاثاء.
وبيّنت المنظمة الحقوقية أن من بين المعتقلين القتلى الذين تمكنت من توثيقهم 15 طفلاً و6 سيدات.
ويوجد في سجون النظام السوري منذ اندلاع الثورة في البلاد مارس/آذار 2011، عشرات الآلاف من المعتقلين الذين يزجون في سجون وأقبية أجهزة الاستخبارات التابعة للنظام على خلفية نشاطاتهم في الثورة ودون عرضهم لمحاكمات رسمية.
وأشار البيان إلى أن التوثيق شمل فقط المعتقلين الذين تم إبلاغ عائلاتهم وذويهم من قبل أجهزة النظام بمفارقتهم الحياة، مشيراً إلى أن أسباب الوفاة تأتي نتيجة تعرضهم للتعذيب والإعدام الميداني، وسوء الأوضاع الصحية والإنسانية، وحرمانهم من الأدوية والعلاج الذي يحتاجونه داخل المعتقل.
وتزايدت خلال الفترة الماضية، عمليات تسليم النظام إلى أهالي معتقلين لديه، شهادات وفاة لهم أو إبلاغهم بشكل شفهي بوفاة ذويهم في المعتقل، دون تسليمهم جثثهم.
واستدرك المرصد بالإشارة إلى وجود الكثير من الحالات التي يتحفظ فيها أهالي المعتقلين وذووهم عن نشر خبر مقتل أبنائهم داخل المعتقلات خوفاً من الملاحقة الامنية والاعتقال من قبل قوات النظام.
ومن ذلك رأى البيان أن العدد الحقيقي للقتلى تحت التعذيب في سجون النظام أكبر من الرقم الذي تمكن من توثيقه.
وأشار المرصد إلى أن هناك أكثر من 18 ألف معتقل مجهول المصير داخل المعتقلات الأمنية، وثكنات النظام العسكرية، ويخشى أن يكونوا قد لاقوا مصير مشابه للقتلى الـ847.
ولفت أيضاً إلى أن هناك عشرات الآلاف من المعتقلين في سجون النظام يتعرضون لأساليب تعذيب وحشية، قد تؤدي إلى وفاتهم في أي لحظة.
كما ذكرت المنظمة أن حرمان المعتقلين المصابين بجراح أو بأمراض مزمنة، من الأدوية والعلاج اللازم لهم، وحرمانهم أيضاً من الغذاء لأيام متعددة، سيزيد من أعداد الذين يفارقون الحياة داخل زنزاناتهم.
وكان قد نشر، في يناير/ كانون الثاني الماضي، قسما من حوالي 55 ألف صورة تظهر جثثاً لمعتقلين قضوا تحت التعذيب في سجون النظام السوري، وتظهر على أجسادهم آثار خنق متعمد، وبعض تلك الجثث كانت مكبلة الأيدي والأرجل.
وحصل على تلك الصور من عنصر منشق عن قوات النظام السوري، خدم 13 عاماً في سلك الشرطة العسكرية التابعة لنظام الأسد، وتمكن بالتعاون مع عدد من أصدقائه من التقاط 55 ألف صورة، لـنحو11 ألف حالة تعذيب ممنهج حتى الموت، قامت بها قوات النظام على مدار عامين ضد معتقلين لديها.
ومنذ مارس/ آذار 2011، تطالب المعارضة السورية بإنهاء أكثر من 40 عاماً من حكم عائلة الأسد، وإقامة دولة ديمقراطية يتم فيها تداول السلطة.
غير أن النظام السوري اعتمد الخيار العسكري لوقف الاحتجاجات التي اندلعت في منتصف مارس/ آذار في سياق ثورات الربيع العربي، ما دفع سوريا إلى معارك دموية، حصدت أرواح أكثر من 150 ألف شخص، بحسب إحصائية خاصة بالمرصد السوري لحقوق الإنسان.