حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأربعاء ,27 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 47768

يحدث في الاردن

يحدث في الاردن

يحدث في الاردن

17-05-2014 09:30 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : الدكتور عواد النواصرة
يستفزونك حتى تخرج أسوء ما لديك ثم يقولون لك هكذا أنت، لماذا لأنك تنتقد، لان صوتك بدا يرتفع. سنوات طويلة ونحن ننتظر أن يتغير الحال وترتقي الأردن إلى حيث العالم يرتقي. ولكن المنحنى يتذبذب من حين لأخر . ولعل السبب الرئيس لكتابة هذا المقال عجيب جدا وقد يستغربه البعض، حيث أني قبل فترة وجيزة ذهبت في زيارة إلى جمهورية السودان الشقيق، فكنت جالسا في إحدى المقاهي الشعبية تحت الأشجار في العاصمة الخرطوم وبجانبي أناس قد جاءوا لزيارة الخرطوم من القرى المجاورة (ليسوا من الخرطوم نفسها) فسألوني من أين أنت قلت لهم وبكل فخر واعتزاز:؛ أنا من الأردن، فالصاعقة كانت جوابهم عندما قال لي احدهم: الله يكون بعونكم والذي قال لي ذلك حافي القدمين ( الله يعينكم) قلت له الله يعين الجميع لكن على ماذا ؟ قال لي انتم دولة غير منتجة تعيشون على عطايا غيركم، هذا ما نسمعه عنكم في الإخبار. يعني ما نقص إلا يقول انتم شحاذون، فحاولت أن أغير الصورة لكنها بقيت ضبابية. ماذا يقول عنا أهل بريطانيا وأميركيا؟
تربينا في الأردن على أشياء ونعاقب عليها حاليا، فنرى أن الدولة الأردنية تقوم على تربية أبنائها على أمور معينة لتعاقبهم عليها بعد حين من الزمن، ويكاد هذا الأمر من أهم مظاهر الإفلاس السياسي في إعداد الخطط بمختلف أنواعها وأشكالها سياسيا واقتصاديا وإعلاميا، فلا تكاد تخلو مؤسسة أو وزارة أو دائرة من عيوب ساهمت في إضعاف النهج المؤسسي والنسيج المجتمعي في أركان الدولة المختلفة. ونسوق بعض الأمثلة الحية على ذلك: فقد تربت أجيال من أبناء هذا الوطن على سياسة الخوف من الأحزاب والتجمعات السياسية، ومن متطلبات الديمقراطية أن يكون لدينا أحزاب برامجية هادفة ولها قاعدة شعبية من أعضاء مسجلين، والواقع الحالي أحزاب بأعداد كبيرة وتكاد برامجها تعرض حتى في أسواق الجملة دون جدوى أو قناعة تتولد لدى المواطن في الانتساب إليها، وتبقى حجة الدولة قوية في عدم صياغة قانون انتخابي حزبي أو حتى تشكيل حكومة حزبية لعدم وجود أحزاب ناضجة لقيادة المرحلة. والحق هنا مع الدولة ولكنها هي السبب في عدم إقناع المواطن بالانتساب إلى الأحزاب أو الخوف المزمن الذي توارثته الأجيال من الانتساب للأحزاب وكلفة ذلك على المواطن وأبناءه، فقد تربينا عل الخوف من الأحزاب من قبل الدولة ونعاقب حاليا من نفس الدولة بعدم جاهزية الديمقراطية لإنتاج قانون انتخاب سياسي أو قيام حكومات برلمانية أو حزبية .
مثال أخر: التعليم في الأردن وبكافة مستوياته، فاعتقد بان الدولة هنا تركب جريمة في حق أبناءها، فكلما يأتي وزير يحاول إثبات فشل من سبقه من الوزراء فماذا يعني ذلك ؟ هل سياسات التعليم السابقة فاشلة؟ لماذا لا نركز على الأولويات في التعليم ، المناهج لا ترتقي إلى المستوى المطلوب أوصلت أبناءنا إلى الصف العاشر لا يقرؤون ولا يكتبون أمية لا نستطيع أن نجد لها مسمى، معلم يحلم بان ينتهي يومه بدون هجوم من الطلبة أو أولياء الأمور أو من أنظمة الوزارة . التعليم المهني لا يستقطب إلا ضعاف الطلبة . بعض الأبنية المدرسية لا تصلح أن تكون مدارس وهي كثيرة .إغلاق بالجملة للجامعات الأردنية والسبب: طالب مفصول ، أو ثلة من أرباب الأسبقيات تعيث فسادا في أروقة الجامعات بلا رقيب أو حسيب، والأمثلة هنا لا تنتهي. فالأمر العظيم هنا أن نربي أبناءنا على سياسة تعليمية سنوات طويلة ونعاقبهم عليها في المستقبل بان نقول لهم أن مخرجات التعليم لا تناسب التوظيف ،. أو نخرج طالب لا يستطيع قراءة سورة الإخلاص أو معرفة أسماء الأنبياء ، أو نخرج طالب محشش أو سكران لنقول له اذهب إلى السجن فانت منحرف، من أوصلنا إلى هذه الحالة.
مثال أخر: توارث المناصب فبعض الذين نطلق عليهم شخصيات وطنية يتنقلون في المناصب العليا كابر عن كابر وكأن الأردن لهم وحدهم أو بنيت على أكتافهم والباقي أرقام وطنية فائضة عن الحاجة لا داعي لهم إلا عند دفع الضرائب ورفع الأسعار. هل يعقل بان دولة تعدادها بالملايين لا يوجد فيها شخص يدير منصب عالي في الدولة إلا فلان أو ابنه أو ابن أخيه. علما بان بعضهم قد ثبت فشله في إدارة العديد من المناصب أو حتى بالعبث بالمال العام والفساد وما شابه ذلك يكافأ بان ينقل إلى منصب أخر . تربينا على توارث المناصب ونعاقب إذا طالب احدنا بحقوقه أو انتقد هذا أو ذاك فشرائح واسعة مهمشة في الدولة الأردنية لا بواكي لهم وعقابهم أنهم ليسوا من أبناء فلان من الناس.
فالأردن بحاجة إلى ثورة بيضاء يقودها جلالة الملك كما تعودنا منه دائما لنتخلص من كل فاسد وحاقد افني عمره في الشد العكسي ونهب البد وتحقيق مصالحه الخاصة، الذين دمروا البلد بحجة أنهم رموز وطنية لتثمر جهود الملك المبذولة بكل محفل عالمي لتغيير صورة الأردن والارتقاء به إلى مصاف الدول المتقدمة، لنكون دولة منتجة ومصدرة لا نعيش على عطايا الناس ومعاقبة النفس. حمى الله الأردن وقائده.
Awad_naws@yahoo.com








طباعة
  • المشاهدات: 47768
برأيك.. هل اقتربت "إسرائيل" ولبنان من التوصل لاتفاق إنهاء الحرب؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم