18-05-2014 12:53 AM
سرايا - سرايا - لم ينتظر محبو فرقة الحنونة للفنون الشعبية دخولهم المسرح ليبدأوا بارتجال مواويل وهتافات تعبر عن أسى وآلام اللاجئ والنازح الفلسطيني وتنادي بحق العودة، على مسرح قصر الثقافة بالمدينة الرياضية بأمسية وطنية يوم الخميس الماضي بمناسبة ذكرى النكبة للعام السادس والستين.
طلت الفرقة على محبيها لتقدم فقراتها المميزة التي استهلتها بأنشودة "بلاد العرب أوطاني من الشام لبغدان.. ومن نجد إلى يمن إلى مصر فتطوان.. فلا حد يباعدنا ولا دين يفرقنا.. لسان الضاد يجمعنا بغسان وعدنان".
وعلى إيقاع الآلات الموسيقية هزت دبكات شباب وفتيات الفرقة المسرح باللوحة الفلكلورية التي قدمتها جاء في مطلعها "هاي دار العز وإحنا رجالها.. الثورة ثورة عز واحنا ابطالها... هللي طلوا النشامى هللي يا ديار العز يا ديرة هلي".
وعلت أصوات الجماهير على موال الميجنا والعتابا الذي قدمته الفرقة، وزاد حماسها على أغنية "عالأوف مشعل أوف مشعلاني... ماني تبليته هو اللي تبلاني"، لتتداخل بالإيقاع مع أغنية "بكتب اسمك يا بلادي عالشمس الما بتغيب لا مالي ولا ولادي على حبك مافي حبيب".
وقدمت الحنونة لوحة فلكلورية أخرى بزيها الفلسطيني التراثي الزاهي بأغنية "علي نارك عليها يا ابن كنعان.. حمصلي العدنية باب الديوان حمصها بالمحاصي على الراس واسمعني من مهباشك أحلى الألحان".
وعلى دبكة السحجة ورقصات أعضاء الفرقة المميزة والتي شدت الجمهور صدحت الفرقة بموال "الميجنا"، وقالت "القدس النا والبلاد بلادنا.. عودي يا ليالي الهنا عودي.. لاعزف ناي ووتر عودي.. يابا واذا للقدس بتنكتبلنا عودة.. لابوس كل حبة بتراب بلادنا".
وقدمت الفرقة لوحة فلكلورية استعراضية عن موسم الحصاد، ليتبعها اصطفاف الفرقة لتأدية دبكة شعبية على إيقاع الطبل دون غناء.
ورددت الفرقة والجمهور معا "إذا الشعب يوما أراد الحياة.. فلا بد أن يستجيب القدر.. ولا بد لليل أن ينجلي ولا بد للقيد أن ينكسر.. ومن لم يعانقه شوق الحياة تبخر في جوها واندثر" لتعانق الوجع الفلسطيني ذلك الوجع الذي ما يزال مستمرا، والشعب الفلسطيني ما يزال يرضخ تحت ظلم الاحتلال.
وتفاعل الجمهور كل حسب جنسه بالمناظرة التي قدمتها الفرقة بين الشباب والفتيات (حواء وآدم)، يقدم كل منهما تحديا أقوى من الآخر، وصولا لتصالح الطرفين بأهمية وضرورة كل منهما.
فيما اصطف أطفال الحنونة ليقدموا وصلتهم الجميلة في أغنية "وين ع رام الله وين ع رام الله ولفي يا مسافر ع رام الله ما تخاف من الله خذيت قليبي ما تخاف من الله".
واستكملت فرقة الحنونة روائعها بتقديم فقراتها، وعلى أنغام الشبابة والدبكة الفلسطينية المشحونة بالقوة طلت الفرقة بـ"يا حلالي ويا مالي"، والتي شارك الجمهور بغنائها مع الفرقة.
ووقف جميع الجمهور حماسا ليشارك الفرقة غناء "ياولاد حارتنا... نصبوا طارتنا... وطارتنا تطير... طير العصافير... تروي الاحزان... كان ياما كان ... يوم سبت سبات... اجوا الخواجات... اخدوا حارتنا... كسروا لعبتنا... دوليب الدم... وتعم وطم... ورفضنا نهاجر... قالوا الاوامر... قال الي بقول... شدة وبتزول".
وألهبت الفرقة حماس الجماهير التي لم تتوان عن التفاعل وترديد كلمات الاغنية المؤلمة الجميلة، فاستمرت تقول "لا شدة زالت.. ولا دنيا دارت.. صرنا لاجئين.. كرت التموين.. زي طير مهاجر.. بالدنيا مسافر.. شعبنا قرر.. لازم يتحرر.. يبني للمجد.. دولـة الوعد.. فلسطينية حرة عربية".
اختارت فرقة الحنونة طريقها منذ البداية في الحفاظ على التراث والفلكلور الفلسطيني، فهذه الفرقة جزء من حياة أصحابها، كما هي القضية الفلسطينية، فهي عنصر لا يمكن نسيانه أو تجاهله في حياة أي فلسطيني مهما طال لجوؤه.
أما عن الجمهور فكادت الدموع تنهمر من عيني الستيني أبو أشرف الذي قال "ما زلنا منكوبين، ولكن الأمل بداخلنا لن يموت مهما طال الزمان، وعند سماعي لحفل تقيمه فرقة الحنونة جئت أنا وعائلتي".
تقول زوجته، "لا يمكنني احتباس دموعي في هذا اليوم فمنذ الصباح الباكر وأنا استعيد ذكريات هذا اليوم الأليم في حياتنا".
وعبرت الطفلة سناء الرملي (13 عاما) عن إعجابها بالفقرات التي قدمتها الفرقة، وقالت، "أحب هذه الحفلات كثيرا، وأحاول تعلم الحركات التي يتنقل بها الشباب والفتيات في الدبكة فهي رشيقة ومتقنة والأجمل أنها تعبر عن تراثنا الفلسطيني الجميل".
الشاب العشريني فريد عوض وأصدقاؤه المتوشحون بالكوفية الفلسطينية لم يستطيعوا إيقاف تصفيقهم وهتافاتهم العالية بعد أداء أي وصلة، فعبر فريد بقوله "حرمنا من وطننا ولم نره، فهذه الحفلات متنفس لنا للتعبير عن حبنا وعشقنا لتراب فلسطين".
واختتمت الأمسية الوطنية التي استمرت ساعتين نظمتها فرقة الحنونة للفنون الشعبية بنشيد "موطني" الذي تغنى به جميع أعضاء الفرقة والجمهور وردد بحماسة "موطني موطني... الجلال والجمال والسناء والبهاء في رباك... والحياة والنجاة والهناء والرجاء في هواك في هواك... هل اراك هل اراك سالما منعما وغانما مكرما".