18-05-2014 04:06 PM
سرايا - سرايا - فى وقت الحروب والأزمات، هل تخيّلت أن يلقى رئيس بلادك “نكتة”، وأن ينزل إلى مستوى العمال والبسطاء ليخفّف عنهم، وهل تتخيّل أن يأتى هذا التبسُّط من رجل كان العالم كله ينتظر لفتاته وحركاته وكل ما يرد عنه؟!، تخيل واقتنع بهذا، فهناك دائمًا من يتقدمون على الخيال خطوة.
إنه الرئيس المصرى الراحل جمال عبد الناصر، أيقونة العالم وأهم الشخصيات المؤثرة فيه فى القرن العشرين، والذى رغم كل الصراعات والسياسات الحادة التى كانت تمر بها البلاد، إلا أنه فى النهاية ظلّ مواطنًا مصريًّا خالصًا و”ابن نكتة”.
ولد جمال عبد الناصر حسين فى حى باكوس بمحافظة الإسكندرية فى 15 يناير 1918، وهو ثانى رؤساء جمهورية مصر العربية، تولى السلطة من سنة 1956، إلى وفاته سنة 1970، وهو أحد قادة ثورة 23 يوليو 1952، التى أطاحت بحكم الملك فاروق “آخر حاكم من أسرة محمد على”.
رغم ما كان يلقاه عبد الناصر من تحديات وتهديدات فى فترة ولايته، إلا أنه ظل المصرى ابن النكتة خفيف الدم والظل، ففى إحدى الندوات واللقاءات الشعبية التى اعتاد جمال عبد الناصر على إقامتها كى يتحاور مع الشعب ويخبرهم بما يدور فى الحكم والسياسات التى تتخذها البلاد فى الخارج والداخل، وأثناء حوار عبد الناصر، قام أحد الحاضرين – وبطريقة كوميدية – بالتعليق على موضوع غير الذى يتحدث فيه الرئيس قائلاً: “الحمد لله، ربنا سبحانه وتعالى نصركم”، فضحك جميع الحضور، وفى أقل من دقيقة قام الرجل ذاته ليعقب على كلمات عبد الناصر عن أولاده قائلاً: “روح ربنا يخليهم لك”، فضحك عبد الناصر بشدّة وقال: “طيب كفاية بقى”، لتتعالى ضحكات الحضور جميعًا.