22-05-2014 10:24 AM
بقلم : صالح مفلح الطراونه
ولد الشاعر محمد مهدي الجواهري في النجف في السادس والعشرين من تموز عام 1899م ، والنجف مركز ديني وأدبي ، وللشعر فيها أسواق تتمثل في مجالسها ومحافلها ، وكان أبوه عبد الحسين عالماً من علماء النجف ، أراد لابنه الذي بدت عليه ميزات الذكاء والمقدرة على الحفظ أن يكون عالماً، لذلك ألبسه عباءة العلماء وعمامتهم وهو في سن العاشرة. تحدّر من أسرة نجفية محافظة عريقة في العلم والأدب والشعر تُعرف بآل الجواهر ، نسبة إلى أحد أجداد الأسرة والذي يدعى الشيخ محمد حسن صاحب الجواهر ، والذي ألّف كتاباً في الفقه واسم الكتاب "جواهر الكلام في شرح شرائع الإسلام " . وكان لهذه الأسرة ، كما لباقي الأسر الكبيرة في النجف مجلس عامر بالأدب والأدباء يرتاده كبار الشخصيات الأدبية والعلمية
قرأ القرآن الكريم وهو في هذه السن المبكرة وتم له ذلك بين أقرباء والده وأصدقائه، ثم أرسله والده إلى مُدرّسين كبار ليعلموه الكتابة والقراءة، فأخذ عن شيوخه النحو والصرف والبلاغة والفقه وما إلى ذلك مما هو معروف في منهج الدراسة آنذاك . وخطط له والده وآخرون أن يحفظ في كل يوم خطبة من نهج البلاغة وقصيدة من ديوان المتنبي ليبدأ الفتى بالحفظ طوال نهاره منتظراً ساعة الامتحان بفارغ الصبر ، وبعد أن ينجح في الامتحان يسمح له بالخروج فيحس انه خُلق من جديد ، وفي المساء يصاحب والده إلى مجالس الكبار
ففي اواخر عام 1936 قام بأصدار جريدته(الانقلاب) عقب الانقلاب العسكري الذي قاده (بكر صدقي ) حيث احس ان مرحلة الانقلاب انحرفت عن اهدافها فبدأ يعرض سياسه الحكم فيما يصدر بهذه الجديده مما جعل القائمين على مراحل الانقلاب بالحكم عليه بالسجن ثلاثة شهور وايقاف الجريدة ايضا شهر عن الصدور . . .
وقد بداء وهو في سن مبكره من العمر بقراءه كثير من الكتب المتعلقه بالشعر ثم تأثر بها اضافه الى قراءته الى مقدمة ابن خلدون في كتاب البيان والتبيين كل ذلك جعل منه وهو في مراحل مبكره من عمره ينظم الشعر ويحاول الخوض بكثير من تفصيلات الشعر الذي يعرفه كبار الشعراء آنذاك . . . .
تميز الجواهري بانه سريع الحفظ . . قوي الذاكره .
- صدرت له اول قصيده في شهر كانون الثاني عام 1921 . . بعدها بداء بالكتابه في كثير من الدوريات العربيه والعراقيه تحديداً
- اول مجموعه نشرت بأسمه كانت تحت اسم حلبة الأدب .. حيث اتسمت بمعارضته الى عدد من الشعراء القدامى والمعاصرين .
- ترك النجف عام 1927 ليصبح مدرسا للثانويه .لكنه كما يشار الى ذلك انه فوجئ بتعيينه معلماً على الملاك الابتدائي في الكاظميه
- كان قد افصح بهذا الكتاب الكثير من شعره وما استجد فيه من امور
- في عام 1935 أصدر ديوانه الثاني بإسم (ديوان الجواهري )
- اصدر في عامي 1949 وعام 1950 الجزء الاول ثم الثاني من ديوانه وفي طبعه جديده ضمن فيها كل قصائده التي نظمها في الاربعينيات
- انتخب رئيساً لأتحاد الأدباء العراقيين ونقيباً للصحفيين .
- تعرض الى عدة مضايقات هناك قرر مغادرة العراق عام 1961 حيث سافر الى لبنان ومنها الى براغ حيث حل ضيفاً على اتحاد الأدباء التشيكوسلوفاكيين .حيث اقام في براغ سبع سنوات وصدر له هناك وفي عام 1965 ديوان اسماه (بريد الغربه)
- تقاعدياً قدره 150 دينار شهري
- في عام 1969 اصدر في بغداد ديوانه ( بريد العوده )
- في عام 1971اصدرت له وزارة الاعلام ديوانيين (ايها الأرق ) ثم بنفس العام ديوان (خلجات )
- وقد فتحت له بلدان عربيه مثل مصر الاردن المغرب ليسكن بها لكنه اختار دمشق حيث حل ضيفا على الرئيس حافظ الاسد الذي بسط رعايته لكل الشعراء والادباء والكتاب العرب .
- انعم عليه الرئيس الاسد بمنحه اعلى وسام في البلاد . . . على قصيدته (دمشق جبهة المجد )
دعونا نستذكر شيئاً من ام عوف . . التي تعيد بنا الذاكره الى اشياء.... ها نحن نعيشها الآن وفي مستجدات الحياة اليوميه التي يبدو انها من زمن ام عوف او تزيد
يُـــدنـيـنَ أهـــــواءنا القصوى ويُقصينا يا ( أم عوفٍ ) عــجــيــبـــاتٌ ليــاليــنا
يُنزلن ناســـاً على حـــكـــــمٍ ويعلينا في كـــل يـــومٍ بلا وعـــيٍ ولا سببٍ
عــــــذباً بــعــلــقــم دمـعٍ في مآقينا يَدفن شــــهــدَ ابتسامٍ في مراشفنا
لنا المـــقــاديــرُ مــــن عُقبى ويدرينا يا ( أم عوفٍ ) ومــــا يُـــدريك ما خبأت
تَطوافُنا .. ومــــتى تُلقى مـــراسينا؟ أنَّــى وكـــيـــف ســيرخي من أعنتنا
بيتٌ من ( الشَـــعَـــرِ المفتول ) يؤوينا أزرى بأبيات أشـــعـــــارٍ تـــقاذفـــــنا
فــتــجــتــويــنــا .. ونُعــلــيـها فتُدنينا عِـــشـــنـا لها حِـــقــبــاً جُلى ندلَّلُها
وتـســتـقــي دمــنا مـحـضـاً وتُظمينا تــقـــتــات من لحـمــنا غضاً وتُسغِبنا
وتوفي الجواهري في السابع والعشرين من تموز 1997 ، ورحل بعد أن تمرد وتحدى ودخل معارك كبرى وخاض غمرتها واكتوى بنيرانها فكان بحق شاهد العصر الذي لم يجامل ولم يحاب أحداً .
- وقد ولد الجواهري وتوفي في نفس الشهر، وكان الفارق يوماً واحداً مابين عيد ميلاده ووفاته. فقد ولد في السادس والعشرين من تموز عام 1899 وتوفي في السابع والعشرين
-