بقلم : رجــا الــبـدور
بداية كلنا نعلم الوضع السوري وما آلت إليه الأمور بعد أن رفع العالم الغربي وخاصة أمريكا يده عن فكرة إسقاط النظام السوري خاصة بعد ظهور فصائل متشددة مثل داعش وجبهة النصرة وغيرهم على الجبهة السورية الداخلية ... والظاهر أن كفة القوة والتقدم بدأت تميل لصالح النظام البعثي في هذا القطر المجاور والشقيق .

ما يهمنا ويقلقنا كأردن هو أكثر من تصريح وكلام داعشي النزعة .. بنقل ساحة المعركة إلى الداخل الأردني ومن هنا وجب تقديم بعض الإضاءات على مفاصل هذه التصريحات والأسلوب الذي سيتبعه الداعشيّون ومن يساندهم .

لاشك أن الجهود التي تقدم من القوات المسلحة والأجهزة الأخرى في حفظ الأمن الداخلي والحدود هي جهود اهراميه مقدّره ومشكورة من كل الأردنيين بمختلف أطيافهم ومنابتهم .

* سمعنا ورأينا كما الجميع عن تدمير مركبات والقبض على أشخاص كانوا يحاولون تهريب السلاح إلى الداخل لكن ... :

1. يجب أن لا يسمح الإخوة من الأجهزة الاستخبارية ( وهم كذلك ) ان تكون هذه الأحداث عبارة عن مسرحيات أو ألآعيب داعشية .. بمعنى أنا اعُطيك هدفاً واضحاً وصغيراً هنا.. ليخرج هدفاً كبيراً من تحت نيرانك وسيطرتك في منطقة حدودية بعيدة هناك , فيجب الانتباه ... بان يكون الاستنفار ألاستخباري على جميع الحدود من الجهات الأربع وخاصة الشمال والشرق عند حدوث مثل هذه الظواهر .

2. التركيز أكثر من صاحب القرار الأمني على مساحة 1—3 كم من الأرض قبل المنطقة الحدودية من جهة الداخل الأردني لان التهريب لا يتم دائماً من فوق الأرض ... وكلنا نتذكّر الأنفاق الحماسية ما بين غزة والداخل ألاحتلالي ... ( التشبيه للأسلوب فقط ) .


3. أيضاً نطلب من الإخوة المعنيين ( فضلاً لا أمراً ) تفتيش أي شئ قادم ألينا مع عدم الاستهانة بأي شئ والانتباه والحذر إلى ما يهرّب من خلال الحدود الشرقية والشمالية ... من أغنام وجمال .... فلك أن تتصور كمية القنابل اليدوية التي تستوعبها معدة جمل ميتاً ومذبوحاً مثلاً .

4. نعلم العدد الهائل للاجئين السوريين وعلى اقل تقدير 1,3 مليون لاجئ ( نطالب بعد شكر الإخوة بدول الخليج والصديق الأمريكي والأوروبي بزيادة المساعدات الفورية لاحتواء هذه الأعداد المتزايدة ساعيّاً والتي تثقل كاهل الموازنة الأردنية ) وهذه الأعداد الضخمة من البشر ليس كلهم مع النظام السوري ولكن ليسوا جميعاً ضده أيضاً ... من هنا وخاصة بعد أن تبلور بالأذهان أن المشهد العسكري بسوريا يميل إلى وجود حرب فاصلة قريباً في الجنوب السوري واقتراب ظهور ما يسمى الخلايا النائمة .. التي تنتظر ساعة الصفر للنهوض والاستيقاظ .

اعتقد أن زيادة المراقبة وعلى مدار الدقيقة مع الحذر التام والفرز الكامل للأشخاص... مع تفعيل دور المراقبة الالكترونية ... للاتصالات الخارجة والداخلة لمخيمات الإيواء هو مطلب أساسي يساعد كثيراً بهذا المنحى .

أخي / أختي :

إن دور المواطن أو الشقيق والصديق القاطن.... للأردن وأهله يجب أن لا يكون ثانوياً ابدأ في هذه الأوقات المفصلية , فالكل مراقب والجميع أبناء وإخوة للقوات المسلحة والأجهزة الأمنية , فالدور هو تكاملي ... ورفع مستوى الحس الأمني هو مسؤولية الأعلام والتوجيه الوطني بكل الوسائل المتاحة .

أخيراً :

أنا على اعتقاد جازم أن الخبز الأردني لكل عدو له ولشعبه هو خبز مر المذاق ولن يستسيغه العدو أبداً وسيكون هذا الخبز هو السم الذي يتناوله بيده ليذهب إلى غير رجعة... والفضل بذلك لله تعالى ثم لهذا التلاحم منقطع النظير ما بين القيادة والشعب والقناعة التامة أن... لا وطن لنا جميعا..ً إلا هذا الوطن الهاشمي القيادة والعروبي المنبت .

ولداعش وغيرها نقول :

خبزنا مُر فلا تجربونا ...

ومن اعذّر كمن انذّر .. ومن حذّر كمن شكر .

وبمناسبة قرب ذكرى الاستقلال لهذا الوطن الغالي أتقدم باسمي واسم كل أردني حُر وكل أردنية نشمية إلى عميد آل البيت وقائد البلاد المفدى بأسمى آيات التبريك والتهاني بهذه المناسبة العزيزة على القلوب والى جميع منتسبي قواتنا المسلحة بكل أطيافها وصنوفها والأجهزة الأمنية على ما يقدمون من جهود مثمّنة لصد أي اختراق للجدار الأردني .

حمى الله الأردن وأهله .

حمى الله القيادة الهاشمية وسدّد على خطى الخير مسعاها .