حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,25 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 14418

السعفة الذهبية من صحراء اتاكاما البيروفية الى سجادة كان الحمراء

السعفة الذهبية من صحراء اتاكاما البيروفية الى سجادة كان الحمراء

السعفة الذهبية من صحراء اتاكاما البيروفية الى سجادة كان الحمراء

24-05-2014 11:45 PM

تعديل حجم الخط:

سرايا - سرايا - في 24 ايار/مايو تمنح السعفة الذهبية وترفع عاليا وتقبل حتى.. انها مؤلفة من 118 غراما من الذهب مثبتة على كتلة من البلور... اي مئات كيلوغرامات من المعدن غير الخالص من صحراء اتاكاما في البيرو واربعون ساعة عمل في سويسرا وساعات من القلق لمصمم المجوهرات.

الذهب المستخدم هذه السنة متأت من "التجارة العادلة". فقد اختيرت تعاونيتان حرفيتان من صحراء اتاكاما وهي من اكثر صحارى العالم قحلا من قبل صانع المجوهرات السويسري "شوبار" الذي ينجز ويقدم مجانا السعفة الذهبية لمهرجان كان للفيلم.

انها منطقة تعصف فيها الرياح والغبار ولا تستمر البلدات المجاورة لمنجمي ارويلسا وسوترامي الا بفضل الموارد التي يكتنزها باطن الارض على عمق مئات الامتار.

منذ سنوات قليلة يصنف الذهب المستخرج منهما على انه ناجم عن "التجارة العادلة" اي تتوافر فيهما ظروف عمل ممتازة وتقاسم للعائدات وتأمين صحي للعمال واحترام للبيئة التي تعاني من استخدام الزئبق والسيانور.

هذا الشهادة تضيف "رونقا لا يقدر بثمن على السعفة الذهبية" التي كانت تصنع سابقا من ذهب اعيد تدويره على ما يؤكد تييري فريمو المندوب العام لمهرجان كان.

غرامات السعفة ال118 هي من الذهب عيار 18 قيراطا وهي مؤلفة بنسبة 75 % من الذهب وخليط من الفضة والنحاس. تؤخذ من مئات الكيلوغرامات من المعدن غير الخالص التي تستخرج من ممرات من الصخر الصلب فتسحق وتحلل قبل ان تكشف عن هذا المعدن الثمين.

وتتبدل الاجواء في مشاغل شوبار في ميرين وجنيف في سويسرا اعتبارا من مطلع اذار/مارس. فثمة خمسة اشخاص ينكبون على انجاز هذه المهمة. ففي كل سنة تصنع السعفة في الفترة نفسها.

ويوضح مارك كوتيه مدير دائرة تصميم المجوهرات الراقية لدى دار شوبار لوكالة فرانس برس "انه تقليد. شبيه بعض الشيء بتقليد البابا الذي يقرع باب القديس بطرس عند افتتاح السنة الطقسية... بالنسبة لنا انه المفتاح الرمزي الذي يفتح لنا موسم مهرجان كان".

ويستغرق انجاز الجائزة الشهيرة التي تضم 19 وريقة تكريما لشعار مدينة كان اكثر من اربعين ساعة بقليل. فينبغي تصميم نموذج مصنوع من الشمع وقالب مطبوخ في فرن على حرارة 760 درجة مئوية وحقنه بالذهب وصقله وتثبيته على قاعدة بلورية من المانيا.

اما على صعيد المقاسات فيبلغ ارتفاع هذه السعفة القيمة 13,5 سنتمترا وطولها تسعة سنتيمترات فيما عرضها تسعة سنتيمترات ايضا. ويبلغ وزنها الاجمالي حوالى 1,4 كيلوغرام توضع في علبة زرقاء.

وهي حلم كل مخرج يتم اختياره للمشاركة في المسابقة الرسمية. لكن لم تكن الحال كذلك على الدوام.

فحتى العام 1954 كانت لجنة التحكيم تمنح "الجائزة الكبرى للمهرجان الدولي للفيلم" وهي شهادة مرفقة بعمل فني لفنان رائج.

وقد منحت اول سعفة ذهبية مثبتة على منحوتة من الفخار في العام 1955 الى ديلبرت مان عن فيلم "مارتي". لكنها اختفت مجددا في العام 1964 مع العودة الى الصيغة السابقة وحصول جاك ديمي على "كأس" من يدي انوك ايميه عن فيلم "مظلات شيربور" بحسب صحافي لم يجد طريقة اخرى لوصف الجائزة.

وبعد عشر سنوات على ذلك تسلم فرنسيس فورد كوبولا هو ايضا عملا فنيا وشهادة كبيرة مربكة عن فيلم "ذي كونفيرسيشن". لكنه كان الاخير.

ففي السنة التالية عادت السعفة نهائيا. وقد صممت النموذج الراهن في العام 1997 كارولين شوفيلي رئيسة شوبار وتبلغ قيمته 20 الف يورو تقريبا.

وتنجز دار المجوهرات السويسرية نموذجين في كل دورة تحسبا لاي حادث او لاختيار فائزين. وهي محاطة باجراءات امنية مشددة بطبيعة الحال.

لكن مارك كوتيه يعتبر ان الضغط النفسي والقلق يتأتى خصوصا من حفل الختام موضحا "اننا نشعر في آن بالقلق ونتنفس الصعداء ايضا".

وقد تحول كابوسه الاكبر الى حقيقة العام 2000. فبينما هو جالس امام شاشة التلفزيون يتابع حفل الختام شاهد المخرج لارس فون ترير الذي كوفئ عن فيلم "دانسير إن ذي دارك"، "يرفع السعفة فوق رأسه مثلما يرفع لاعب كرة قدم الكأس ، لتسقط السعفة ارضا على السجادة امام عيني كاترين دونوف".

ويضيف "توقف قلبي عن الخفقان لبرهة" لكن السعفة لم تصب باي ضرر "فلحسن الحظ كانت السجادة سميكة".








طباعة
  • المشاهدات: 14418

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم