-->

حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,28 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 15215

اللعب فوق الطاولة .. كش مات

اللعب فوق الطاولة .. كش مات

اللعب فوق الطاولة  .. كش مات

11-07-2008 04:00 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم :

 كثيرة هي الألعاب التي مارسناها نحن أبناء الريف الأردني عندما كنا في ريعان الصبا وفي بواكير الشباب ...مثل ( الطميه ) آو الغميضه , وعسكر وحراميه , إلى السيجه ,والمنقلة ...الخ إلى لعبه الإشارات ...والرمي بالمقليعة ... واصطياد العصافير بالنقيفة..والطراد على ظهور الحمير ...والسباحة في مجاري الوديان...وغيرها من الألعاب المدرسية والرياضية ...ثم تعرفنا على اللعب بالشدة ...فتعلمنا ...الباصره...والهاند ...ومن ثم ...البيناكل...والطرنيب ...والتريكس ...وسمعنا عن... الجكت .. ولست ادري إذا كانت هي نفسها ...لعبه الثلاث ورقات ....آو الخمسة بلدي على رأي ...دحلان ......وهي اللعبة التي كان الشباب يمارسون بها لعب القمار ...ولكنني صدقا لم أمارسها أبدا .. ..و طبعا كانت شروط اللعب في كل هذه الألعاب آن يكون ... مكشوفا وفوق الطاولة ... أحببت لعبة البينأكل بشكل خاص ...لأنها كانت لعبه ليست نمطية تقليديه ...ففيها يستطيع اللاعب أن يمارس ذكائه ومهاراته باللعب ...وأن يستعمل كل حواسه ...وهو يراقب الورق ...وكيف يستفيد من الورق الملقى بالنار ...ليشكل منه ...صف (سري ) ..لكي يزيد رصيده عند الحساب الأخير للعبه ... آو يقوم ..بحصار الخصم الذي تحت يده ..ويحجب عنه الورق ..الذي يحتاجه ... ثم فن وضع الجوكر ..بالمكان المناسب ...كي يستفيد منه شريكه ... أي يستطيع توصيل الجو كر ...طبعا لن اكشف سر الغش في هذه اللعبة ...احتياطا ...ربما للعبه قادمة أتخيل أنني سوف العبها ...مع الاصطحاب القدامى ....اللذين غابوا كأن لم يكن لنا بهم عهد ولم نصحب .... ومضى كل إلى غايته ...وافتقدناهم ..بعد مضي اكثر من عشرين سنه على أخر لعبه لعبناها معا ... نعم اشتاق إلى لعبه (بناكل ) ...أريد ثلاثة ...منهم ...وشريكي ...الذي معه لم نهزم قط ...في مباريات تحدي ...وصلنا ...بواحدة منها إلى ...المفرق ...فهل من مجيب لهذه الدعوة .. كي نهرب... بضع ساعات إلى الزمن الماضي ...حيث ...لا هم... ولا غم .....ولا غلاء ..ولا ما يحزنون ... .. لست ادري لماذا تورطت بهذه المقدمة الطويلة.... ربما لان الكثير من الألعاب تتشابه في مسيرتها, والأساليب المتبعة بها ونتائجها ...انظر مثلا إلى الألعاب الرياضية وخاصة لعبه كرة القدم ...صحيح أنها تجري بين فريقين والمعلن.. أنها منافسه رياضية شريفة ...يجب أن تغلب عليها الروح الرياضية ....ولكن ماذا عن الجمهور ... وهل يشجع للروح الرياضية ... ربما البعض القليل منهم ...ولكن الأكثرية الساحقة ...تشجع , لأسباب أخرى فهي إما أن تكون أسبابا قوميه آو وطنيه أو إقليميه آو دينيه ... أي أنها جاءت لتشاهد حربا ...لا لعبا ...وأحيانا كثيرة ...تنفعل هذه الجماهير ...ويحصل ما لا يحمد عقباه ... إذن هذه الألعاب تشترك جميعها, برغبة الطرفين المتنافسين وجمهورهما... بالفوز,وتجنب مرارة الهزيمة... وكأن الصراع غريزة بشريه ...لا يمكن الفكاك منها .... فهل يمكن تهذيبها .... لعبه الشطرنج ... ربما تكون اكثر الألعاب شبها بلعبه السياسة ... لكنها حرب بدون بارود , والصراع فيها من اجل آل( كش ملك ) يجري على أربعة وستين مربعا تتبادل فيما بينها الأهمية السوقية والاستراتيجية والتكتيكية، ويتحول اللاعب إلى قائد عسكري محنك يناور ويخطط ويحشد ويقاتل , يهجم أحيانا بضراوة وينسحب, ويختبئ من هجوم مباغت , أنها لعبه ذكاء ودهاء ومراوغة ... رغب بها ويرغب بلعبها القادة السياسيون على مدار التاريخ ....الذين يطمحون في أن تكون النقلة الأخيرة لهم ( كش ملك ) ,ويفرضون على غريمهم الهزيمة ومغادرة الرقعة... في اللعب كما في الواقع إذا اضطروا...لحسم الصراع بالقوة ...بعد استنفاذ كافه سبل اللعبه السياسية ...... الفرق بين لعبه الشطرنج و اللعبة السياسية ...أن الأولى تدور على رقعه الشطرنج فوق الطاولة ,وآلتي ليس لها دور في تحديد الفائز ...فالبيادق والأحجار جامدة ...يحركها اللاعب ... وقد يضحي بها متى يريد ...وكيفما يريد ... ولكن اللعبه السياسية ...يكون اللعب فيها أحيانا كثيرة ...تحت الطاولة ..و تدار رحاها من قبل أشخاص لا ريب في دهائهم و بعد نظرهم. وهم أحيانا لا يخرجون إلى العلن،بل يديرون حربهم عن طريق أشخاص بالوكالة أو بالأحرى عن طريق بيادق طيعة, أدواتها بشر لهم أحلامهم و قناعاتهم ...وتدور على الأرض الحقيقية ... واللاعب السياسي المحنك ..كما هو لاعب الشطرنج ....يعرف آن السياسة هي عبارة عن فعل ورد فعل وهو حين يضع خطته يفكر بالربح والخسارة ...ويضع اكثر من خطه بديله للرد على خطط عدوة المحتملة ... وهو حين يبدأ اللعب ... يبدأ بالتفكير ...الذي قد يستغرق معه ربما أياما آو أسابيع ..... قبل كل خطوة ...ليدرس كافه الاحتمالات ...فنقله خاطئة وغير محسوبة لجندي آو بيدق آو قطعه ...قد تغير النتيجة...وتفقده انتصاره ... وقد يضحي ببعض احجارةبخطوة مفاجئة ...لتحقيق مكاسب اكبر...توصله إلى الانتصار ....فالحجر ( البيدق ) يبقى.... بيدقا ....مهما كبر ...والكثير من السياسيين الذي كان يعتقد انه لاعب رئيسي...ولكنه قد يكتشف أو لا يكتشف انه كان مجرد بيدق ...وخاصة إذا دخلنا في الأوهام الاسطوريةاو ربما تكون حقائق... تلك التي تطرق إليها الكاتب الأمريكي ( ويليام جاي كار ) في كتابه الشهير (أحجار على رقعه الشطرنج ) في إشارته إلى سيطرة ... قوى سريه... على القرار السياسي في العالم اجمع ...في تفسيره للكثير من حالات الصراع الدولية والإقليمية.... ولكن يبقي لنا آن نقول ...بأن اللاعب السياسي الماهر الذكي ...هو الذي دائما يفكر بالنقلة القادمة الأخيرة ... التي يستطيع بها الفوز على خصمه ...ويقول له ...( كش مات ).... طلب عبد الجليل الجالودي talabj@yahoo.com  

 

 








طباعة
  • المشاهدات: 15215
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
11-07-2008 04:00 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. هل اقتربت "إسرائيل" ولبنان من التوصل لاتفاق إنهاء الحرب؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم