25-05-2014 03:57 PM
سرايا - سرايا - لكل إنسان منا هواية يعشقها ويمارسها دائما ويدفع الغالي والنفيس لتحقيق هوايته ، ومن ضمن هذه الهوايات هواية جمع الطوابع القديمة والعملات الورقية النقدية ، التي ما زالت تحظى باهتمام وملايين المتابعين لهذه الهواية .
فمنذ أكثر من خمسون عاما في دفتر مزين بدايته بصورته ، يحتفظ المواطن شريف الكحلوت "60 عاما " بهوايته الخاصة بجمع طوابع البريد والعملات الورقية النقدية ، حيث كانت بدايته في جمع طوابع البريد من خلال مراسلته مع الأقارب الذين يقيمون خارج فلسطين ، وقص الطوابع المرفقة مع الرسائل والاحتفاظ بها .
وعن هوايته قال الكحلوت " منذ صغرى شدني الطوابع التي كانت تأتى لنا من اقاربى في الدول العربية من خلال الرسائل ، فكنا نقوم بالرد عليها وكنت احتفظ بالطوابع في دفتر خاص ، إلى أن وصل عددهن ما فوق ال 200 طابع لكل الدول العربية و100 ورقة نقدية قديمة لكل دول العالم "
وأضاف " جمعت ما تمكنت من جمعه من الطوابع من خلال المراسلات ، وكمية كبيرة كنت اشتريها من حسابي الخاص ومبادلة الأصدقاء بالطوابع الجديدة التي لم أكن املكها ، وأجمل ما يحتويه الألبوم طابع يحمل صورة الشهيد الراحل أبو عمار مروس بالسلطة الفلسطينية وقيمته خمسون فلسا "
ويحمل كل طابع من هذه الطوابع ذكريات خاصة لديه ، حيث يتذكر تاريخ هذه الطوابع ومناسبة إرسال الرسالة له من والده المقيم في السعودية ، وبعض العملات الورقة التي دفع مقابلها مبلغا من المال .
ويوثق شريف الكحلوت بذلك أحداث وتطورات ومناسبات سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية وفنية وعسكرية ورياضية طرأت على مختلف الدول في الأزمنة السابقة ، وكان اغلبها له ارتباط بفلسطين وغزة.
هواية سرها المتعة الخاصة بدأت من صغره حتى كبره يحافظ على هذه الذكريات ، مداعبا ومحدثا حفيدته الطفلة رهف في سنتها الأولى وهى تتأمل في دفتر ذكريات جدها الذي يحتفظ بذكريات شعوب وأمم سابقة ، في هواية اندثرت بتطور التكنولوجيا واندثار عهد المراسلة الورقية في الزمن الحديث .
وانصب اهتمامه في الطوابع العربية التي تروى تاريخ فلسطين حاملة مراحل القضية ، منها طوابع استخدمت لجلب مستحقات مالية وضرائب ، وطوابع بريدية كان هدف إصدارها تقديم معونة للاجئين الفلسطينيين في الدول العربية مثل السعودية والكويت ولبنان والعراق .
ويرتب هذه الطوابع بألوانها وإحجامها المختلفة في دفتر خاص كصفحات الكتاب ، موضوعة داخل مغلفات من الورق المقوى والجلاتين ، يسرد تاريخ تنقلاته وسفره بعد احتفاظه بطابع كل الدول العربية التي زارها .
وإحدى الطوابع يحمل صورة الإمام الصديق المهدي والتي تعود لعام 1966 ، وطابع أخر للجمهورية العراقية مدون عليه " إننا نتمسك بالوحدة العراقية الكاملة ونرتبط برباط الإخوة مع الدول العربية والإسلامية " عبد الكريم قاسم ، وطابع عراقي أخر يعود لعام 1965 جمعت أمواله لصالح مكتبة الجزائر المحترقة بقيمة " 10 فلوس " ، وأخر كتب عليه اتحاد العالم للقضاء على الملاريا .
وكان النصيب الأكبر لطوابع البريد الإماراتية المتواجد داخل الألبوم ، وحملت صور وتواريخ متعددة للإمارات منها : 10 مليم سنة 1957 وكتب على الطابع غزة عربية ، وحمل طابع سنة 1967 ثلاث وردات ، وسنة 1961 حمل الطابع ميثاق الدار البيضاء ، وطابع بريد جوى كتب عليه فلسطين ، وطابع سنة 1965 كتب عليه التعاون الدولي في إنقاذ أثار النوبة ، وطابع سنة 1961 يحمل صورة مبنى اليونسكو ، وطابع بريدي مكتوب عليه وكالة إغاثة لاجئ فلسطين ومروس بشعار الاونروا عام 1966 ، وذكرى تأميم قناة السويس وصورة باخرة بجانب مباني مصرية شاهقة تحمل العلم المصري عام 1956- 1966 ، ومؤتمر سكك حديد أسيا وصورة قطار طويل عام 1964 ، وطابع بريدي يحمل علم لبنان عام 1964 ، وصورة سيدة تحمل ابنها وتؤشر بيدها على خارطة فلسطين ومدون علي الطابع سنة اللاجئين الدولية وعائدون ، وسنة 1967 عيد الشجرة ، وسنة 1958 تحية خاصة لقيام جمهورية العراق ، فيما حملت طوابع تحمل اسم دبي صورا لمكافحة الملاريا والذكرى المئوية لهيئة الصليب الأحمر والهاتف الالى في دبي .
وحملت طوابع مغربية صورة جلالة الملك محمد الخامس ملك المغرب ، ومصر خمس مليمات ، وقطر 4 بيزة تحمل اغلبها صورة أمير قطر آنذاك ، وطوابع بريدية سودانية كتب عليها خزان خشم القرية ، وصورة لطابع أخر يحمل صورة عسكري حامل سلاحه يصافح شيخ ، وتونس يحمل طابعها ضواحي القيروان ، والسعودية صورة عام 1966 مكتوب عليه المبنى الجديد لرئاسة منظمة الصحة العالمية .
وحملت طوابع كويتية أخرى طوابع في يوم الصحة العالمية وطوابع مدون عليه الدستور ، وصورة رائعة لخريطة فلسطين مطعونة بخنجر والدماء تسيل منها سنة 1965 ومكتوب عليها ذكرى مذبحة دير ياسين ، وطابع 1966 مدون عليه يوم الأمم المتحدة .
أما العراق فدون طوابعه بالسنة التعاونية الدولية والاتحاد البريدي العربي وذكرى يوم الجيش سنة 1959 ، والحملة العالمية للتحرر من الجوع سنة 1963 ، وذكرى ثورة 14 تموز والذكرى الأولى ل 18تشريت 1963 وافتتاح الميناء العميق لناقلات النفط.
أما الأردن تحمل إحدى طوابعه صورة الملك حسين واثنين من القديسين المسيحيين وكتب عليها ذكرى لقاء جلالة الملك المعظم حسين وقداسة البابا بولس السادس وقداسة غوراس ، وطابع أخر عام 1960 كتب عليه ذكرى افتتاح مصفاة البترول الأردنية ومرسوم عليه خريطة هيكلية لمصفاة بترول .
ويعتبر الطابع هو سفير يطير على أجنحة الرسائل ليجوب العالم بمختلف لغاته وأجناسه حاملا اسم بلده ومعالمها وبعض تاريخها ومعالمها الحضارية ، وتوفر معلومات حول أحداث تاريخية في العالم ، وتحيى ذكرى أبطالها وأعيادها القومية وجمال البلاد التي تصدر عنها .
وصممت الطوابع البريدية التخليص على الرسائل بتحصيل رسوم بريدية مقررة على أجرة نقل الرسائل ، كما وطبعت في فلسطين سابقا عدة طوابع قبل الاحتلال الاسرائيلى ، وخلال مرحلة الاحتلال تعامل الفلسطينيون بطوابع البريد الأردنية والمصرية .
وتزيد قيمة الطوابع حسب ندرتها والكمية المطبوعة وأهمية المناسبة ، والأخطاء التي تظهر في الطابع البريدي ، وتبقى شاهدة على تاريخ مضى من الزمن لن يعود .
وقد نشرنا سابقا تقرير مفصل عن العملات الورقية وتواريخها وما تحمله من إثارة قبل عام تقريبا ، واهتمت وسائل الإعلام والوكالات المحلية والدولية بتوثيق هذه المحفوظات بتقارير خاصة بها بعد نشرنا للتقرير.