30-05-2014 06:50 PM
سرايا - سرايا - «فتّش عن المرأة » مبدأ بات ثابتا لدى معظم الأجهزة الأمنية خاصة في جرائم القتل المعقدة، تلك التي تتضمن تحرياتها عن القتيل عبارات من نوعية «لا خصوم، لا مشاغبة، حسن السير والسلوك»، هكذا بدأت شرطة رأس الخيمة عملها في قضية وفاة مواطن إماراتي في ظروف غامضة.
البداية كانت ببلاغ تلقته الشرطة عن العثور على المواطن الإماراتي الأسبوع الماضي داخل سيارته أسفل واد في رأس الخيمة، ومن هنا تبدو الوفاة نتيجة حادث سير، لكن معاينة فريق البحث أثارت الشكوك بعدما وجدت قدما القتيل مقيدة بإزار، فبدأ الفصل الأصعب في القضية حيث لا خيط واحداً يشير إلى القاتل.
وبناءً على توجيهات واهتمام الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الإماراتي، وبمتابعة اللواء الشيخ طالب بن صقر القاسمي قائد عام شرطة رأس الخيمة واصل رجال الشرطة الليل بالنهار في تحريات مكثفة إلى أن توصلوا إلى الجاني وهي زوجة القتيل التي أوعز لها الشيطان فاستعانت بشريكين للتخلص من زوجها، مصورا لها أن ذكاءها في التخطيط للجريمة سينقذها من العقاب.
تفاصيل
وأكد العميد عبد الله خميس الحديدي مدير عام العمليات الشرطية بالقيادة العامة لشرطة رأس الخيمة، أن تفاصيل القضية تعود إلى ورود بلاغ لغرفة العمليات يفيد بوجود جثة أحد المواطنين داخل سيارته التي سقطت في وادي حام في منطقة دفتا جنوب رأس الخيمة، حيث انتقلت كافة الجهات المعنية وذات الاختصاص لموقع الحادث، ومن خلال المعاينة المبدئية للجثة ولمكان الحادث ثارت الشكوك حول وجود شبه جنائية في الحادث نتيجة وجود إزار مقيدة به قدما المتوفى، فتم إحالة الجثة للطب الشرعي بشرطة رأس الخيمة، لإعداد التقرير الطبي عن الإصابات الموجودة بالجثة، وتحديد سببها، ولتبيان الأسباب الحقيقية للوفاة.
كما قام فريق آخر برفع الآثار المتخلفة من مكان الحادث عن طريق فريق مسرح الجريمة وخبراء المختبر الجنائي والبصمة الوراثية، وجاء تقرير الطب الشرعي مفاده بأن المتوفى تعرض لإصابات متعددة نتيجة السقوط في الوادي، منها كسر في الأنف، وسحجات وكدمات متعددة بالرأس وأنحاء متفرقة من الجسم، علاوة على كسرين في العمود الفقري بمنطقة العنق.
وقال بحسب موقع جريدة البيان الإماراتية: مع تكثيف عمليات البحث والتحري وجمع المعلومات تمكنت الفرق الميدانية المشكلة والمكلفة بمتابعة ملابسات القضية من التوصل إلى معلومات هامة ومؤكدة تقود إلى أن الوفاة نتيجة جريمة قتل ويقف خلفها زوجة المتوفى بمشاركة شخصين آخرين، وبعد استكمال جميع المعلومات وتوفر الأدلة الكافية واللازمة لإثبات جريمة القتل، ووصول كافة نتائج وتقارير المختبر الجنائي، تم إلقاء القبض على زوجة المتوفي «ر. أ.ح» مواطنة، وشريكيها «ح.ع.ش» مواطن و«أ.ز» آسيوي الجنسية ويعمل سائقاً لدى والد الشريك الأول، وبمواجهة زوجة القتيل اعترفت بقيامها بالتخطيط والتنفيذ لقتل زوجها بمعاونة شريكيها المواطن والآسيوي.
وذلك نتيجة الخلافات الزوجية المتعددة والمتراكمة بينهما منذ فترة طويلة، وخاصة وأنها متزوجة منه منذ سنوات ولديها منه عدد من الأبناء، ونتيجة لتلك الخلافات قررت التخلص منه موضحة أنها حاولت قتله في مرات سابقة ولكنها لم تنجح في ذلك، لذا قررت الاستعانة بشريكها المواطن لقتل زوجها والتخلص من جثته مقابل دفعها له مبلغ 100.000 درهم وتكفلها بسداد كافة التزاماته المالية، والذي بدوره قام بالاستعانة بسائق والده الآسيوي مقابل مبلغ 10.000 درهم تدفعه له زوجة القتيل.
وأضاف مدير عام العمليات الشرطية: في اليوم المحدد لتنفيذ الجريمة قامت زوجة المتوفي بوضع عدد من الأقراص المنومة التي جلبها لها شريكها الأول في شراب وطعام زوجها لتبقيه في حالة ضعف وعدم قدرة على المقاومة، كما قامت بوضع أبنائها في غرفهم في الطابق العلوي من المنزل، وأغلقت جميع النوافذ والستائر، وكذلك أطفأت جميع الأنوار في البيت، ومكنت شريكيها من الدخول إلى المنزل عبر أحد الأبواب الجانبية للمنزل.
وقاما بدخول إلى غرفة المتوفى وهو في حالة نوم وانقضا عليه وشلا حركته وكمّما فمه لمنعه من الصراخ، فيما قامت الزوجة بدورها بحقنه بحقنة أنسولين، ثم قام الشريك المواطن بحقنه بحقنة أخرى، إلى أن خارت قوى الزوج وتوقف عن الحركة، فقام الشريكان بمساعدة الزوجة بحمله ووضعه في غرفة المجلس بحسب ما كانوا متفقين عليه وإبقائه هناك ليظهروا بأن وفاته طبيعية، إلا أن الزوجة غيرت الاتفاق وطلبت منهما وضعه في إحدى سيارات المتوفى والتي أعدتها لذلك، ومن ثم أخذه والتخلص من جثته بإلقائه من مكان مرتفع في إحدى الأودية العميقة، وهذا ما تم بالفعل حيث قاد الشريك المواطن مركبة المغدور بعد أن وضع جثته في المقعد الأمامي بجانب السائق.
وقام الشريك الآسيوي بالجلوس في المقعد الخلفي للسيارة إلى أن وصلا إلى مركبة الشريك المواطن ونزل الشريك الآسيوي وقاد مركبة شريكه وصولاً إلى وادي حام بمنطقة دفتا برأس الخيمة، حيث أوقف الشريك المواطن مركبة المتوفى عند حافة الوادي ونزل منها بعد أوضع المركبة في حالة السير على الأمام لتندفع في الوادي وتسقط على الصخور، مسببة العديد من الكسور في جسم المتوفى والتي أدت إلى وفاته المباشرة نتيجة كسرين في العمود الفقري بمنطقة العنق.
جهود كبيرة
أوضح العميد محمد النوبي محمد نائب قائد عام شرطة رأس الخيمة أن الإدارة العامة للعمليات الشرطية بذلت جهودا كبيرة وحثيثة في عملية البحث والتحري وجمع الاستدلالات للوقوف على الأسباب الحقيقة لوفاة المواطن « أ.ع.ا» 54 عاماً.
وأكد أن شرطة رأس الخيمة حريصة كل الحرص على تطبيق الأهداف الإستراتيجية لوزارة الداخلية، وعلى رأسها هدفها الأول في تعزيز الأمن والأمان الذي يهدف إلى تعزيز الوقاية ومكافحة الجريمة وتقليل آثارها، وهذا ما وضعه فعلاً فريق العمل المكلف بمتابعة التحقيق في القضية نصب عينيه للكشف عن ملابسات الحادث والوقوف على المتسببين به.