02-06-2014 11:15 AM
سرايا - سرايا - أثار الجدل القائم بين أوساط المواطنين في قطاع غزة, تساؤلاتٍ عدة حول ماهية حركة "الصابرين" و التي ظهرت بشكل مفاجئ في الآونة الأخيرة والذي أدى إلى رميها باتهامات عدة, فمنهم من اتهماها بإتباع المنهج الشيعي ومنهم من نسبها لحزب الله وإيران, خاصةً بعد إعلانها عن حركتها بعد استشهاد أحد عناصرها "نزار عيسى" في انفجار داخلي بجباليا شمال القطاع .
تبعه تصريح من وكيل وزارة الداخلية الفلسطينية بأنّ داخلية غزة لن تسمح بالتحوّل لـ"عراق" ثان رداً على سؤال ما ان كان هناك شيعة في قطاع غزة .. وكثُرت بعدها التفسيرات والأقاويل حول الشيعة والحسينيات في القطاع ..
"هشام سالم" القيادي البارز في حركة "الصابرين" بقطاع غزة ,وذلك للإجابة على بعض التساؤلات والقضايا واستيضاح بعض الشبهات العالقة حول هذه الحركة الوليدة.
الانطلاقة
يقول القيادي سالم : حركة الصابرين نصرة لفلسطين "حصن", هي حركة فلسطينية وطنية مقاومة, انطلقت من رحم الشعب الفلسطيني و من رحم المعاناة, لتقاوم المحتل الصهيوني الذي احتل الأرض الفلسطينية, هادفة إلى مقاومة المحتل ودحره عن الأراضي الفلسطينية من البحر إلى النهر , حيث أنها انطلقت لتكون إضافة جديدة لتساهم في تعزيز صمود الشعب الفلسطيني ومشاركة الآخرين في القيام في الواجب الوطني المقدس للدفاع عن القضية والوطن.
أما عن سبب إعلان الحركة عن نفسها بشكل مفاجئ كشف القيادي سالم أن هناك إرهاصات وعوامل على مدى سنوات شاركت في الإعلان عن الحركة في هذا الوقت, منها استشهاد "نزار عيسى" أحد عناصر الحركة, بالإضافة إلى المشاركة في الحرب الأولى والحرب الثانية وعملية كسر الصمت, حيث لم يكن في ذلك الوقت اتخاذ أي قرار بالإعلان عن الحركة, مرتئين أنهم عند استحقاق كبير أمام دماء الشهيد "نزار" الذي قدم الكثير في طريق الجهاد والمقاومة ومن أجل تأسيس هذا التنظيم الجديد مما دفع الحركة للكشف عن نفسها.
حقيقة التشيّع
وفيه رده حول الاتهامات التي ترمي إلى تشيع حركته, يتحدث القيادي سالم: "نحن انطلقنا من القرآن ومن سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم حيث أننا اقتبسنا اسمنا من القرآن الكريم والأحاديث التي تشير إلى الصبر على الابتلاء و صبر المجاهدين في طريقهم الصعب حتى تحقيق أهدافهم , منطلقنا أيضاً من سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أن هذا النبي هو قدوتنا الأول والذي ليس لنا زعيم غيره أو قائد غيره ومنطلقنا أيضاً من أننا جزء من أمتنا الإسلامية الذي تحدث عنه القرآن الكريم وقال (إن هذه أمتكم لأمة واحدة وأنا ربكم فاعبدوني) , فنحن نؤمن بالوحدة الإسلامية لا نؤمن بالتشرذم , ففي وحدتنا واعتصامنا بالله قوة, أما من يرموننا بأننا نتبع المنهج الشيعي إنما هم يخدمون الأعداء الصهاينة وقوى الاستكبار العالمي لكننا نؤكد أننا حريصون على الوحدة الإسلامية".
علاقة "الصابرين" بحزب الله وإيران
يوضح القيادي هشام سالم , أنه لا يوجد أي ارتباط تنظيمي عضوي بحزب الله وإنما هي علاقة محور مقاومة , أما إذا أصبحت هناك علاقة ستكون فقط علاقة تبادل خبرات وتجارب والاستفادة من أي تمويل أو دعم في سبيل مقاومة الاحتلال, أما غير ذلك فلا يوجد أي ترابط تنظيمي بين الحركتين, فهم تنظيم فلسطيني وذاك تنظيم لبناني, مشيراً إلى أن الشعار المشابه لشعار حزب الله هو اجتهاد, و أن معظم التنظيمات شعاراتها مشابهة لبعضها البعض, حيث عبر الشعار عن قوة التمسك بالسلاح في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي ومعبرعن الهوية على شكل خارطة فلسطين ووضع علامة القدس, وأن الرسالة رسالة سلام من خلال شكل الأرض الذي وضعته الحركة على الشعار.
الهدنة و العلاقة مع حماس وحكومة غزة,, وهل الحركة انشقت عن حركة الجهاد الإسلامي كما يشاع؟
بين القيادي سالم "نحن لسنا انشقاق عن حركة الجهاد الإسلامي أو عن أي حركة فنحن نعتبر حركة الجهاد من أهم حركات المقاومة في فلسطين وستكون هناك علاقات مشتركة في مقاومة الاحتلال , فنحن مجموعة من الشباب الفلسطيني ارتأينا أن نقوم بواجبنا اتجاه قضيتنا وأن الطريقة الأفضل تكون بتشكيل هذا التنظيم للقيام بدورنا, أما علاقتنا بحركة حماس والتي تعتبر أكبر الحركات المقاومة في الساحة الفلسطينية والتي نقدر لها ما قدمته للقضية الفلسطينية وما قدمته من قادة عظام لأجل فلسطين , فنحن تربطنا بهم علاقة قائمة على أساس المحبة والتعاون المشترك من أجل خدمة قضيتنا ومقاومة المحتل , لكن لأننا في البداية فنحن مازلنا في إطار ترتيب هذه العلاقات مع مختلف التنظيمات الفلسطينية ومن ضمنها العلاقة مع حركة حماس , أما علاقتنا بحكومة غزة فنحن وضعنا لهم صورة الوضع الجديد لدينا من خلال بعض المراسلات حيث أننا نعتبرها حكومة مقاومة تقدم التسهيلات لجميع حركات المقاومة فنحن معتقدين من الواجب أن يقدموا لنا هذه التسهيلات وأنهم لن يمانعوا في ذلك مادمنا نطرح أنفسنا كتنظيم مقاوم يخدم الشعب الفلسطيني".
أما موقف الحركة من الهدنة القائمة مع الاحتلال بعد عدوان 2012م , يتابع القيادي سالم "نحن نؤمن أن المقاومة مع هذا المحتل لا يجب أن تتوقف لأن هذا المحتل يحتل أرضنا ويمارس العدوان ضد شعبنا في كل وقت وما له من مخططات جديدة في القدس في المسجد الأقصى وفي الضفة وفي غزة ,حيث أنه لا يعرف هدنة, فطالما كان هناك احتلال وعدوان يجب أن تكون هناك مقاومة, فما يجري على أرض فلسطين كأنه يجري على غزة و غزة جزء من فلسطين, لكن هذا لا يعني أن نتجاوز الوضع العام القائم أو الاعتبارات السياسية أو الأمنية أو الميدانية أو المعيشية لسكان قطاع غزة فالمقاومة ليست مقاومة متهورة أو تتعامل بردات فعل بل رؤيتنا بأن عليها أن تسير بحسب خطة مدروسة قائمة على خدمة القضية الفلسطينية".
المصالحة والمفاوضات والربيع العربي
وشدد القيادي على دعم وتأييد حركته للمصالحة والحوارات القائمة لتشكيل حكومة الوفاق, وأن أي خطوة تقرب الفلسطينيين من بعضهم البعض تباركها الحركة,منوهاً أنها ضد الفرقة والتشرذم وأنها مع أن نكون يد واحدة .
وأضاف, "بالنسبة للمفاوضات نحن نرفض بالمطلق إعطاء أي شرعية لهذا الكيان الصهيوني حيث أننا لا نؤمن بالمفاوضات أو أي تسويات مع هذا العدو فعلاقتنا معه علاقة شعب محتل مع عدو يحتل أرضه, فنحن لا نؤمن بأي شرعية له, ليس فقط على غزة والضفة بل على حيفا ويافا وعكا وكامل فلسطين".
واختتم القيادي حديثه, أن الحركة مع نهضة الشعوب وثورة الشعوب, فالشعوب العربية والإسلامية لها ما يؤهلها من الإمكانيات والطاقات لتكون رائدة الأمم, ويقول: "آن لهذه الأمة أن تأخذ دورها من جديد, لكن نحن نقول أن أي ثورة عربية أو إسلامية إن لم تعتبر قضية فلسطين على رأس أولوياتها وعدم الاعتراف بهذا الكيان على رأس أولوياتها والالتصاق بالشعوب المستضعفة والفقيرة على رأس أولوياتها فنحن نعتبر أن هذه الثورة لن تحقق النتائج المرجوة منها وسوف تفشل".