سرايا - سرايا - يعاين كتاب "الإعلام العربي الرقمي والتحديات الراهنة" التحديات التي تواجه الإعلامي العربي، في عصر الاتصال الرقمي (الرقمنة)، ويقدم الصحفي كقائد رأي تمكنه تكنولوجيا الاتصال المعاصرة من أخذ زمام المبادرة لمواجهة التحديات الراهنة في صنع التغيير في عصر الاتصال الرقمي.

الكتاب، الذي صدر حديثا بدعم من نقابة الصحفيين لاستاذ الاعلام في كلية الصحافة بجامعة اليرموك الدكتور عصام سليمان الموسى، يوضح ان عصر الرقمنة جاء نتيجة تطوير تكنولوجيا اتصالية ذكية، مكنت الفرد العادي من الابحار عبر قنواتها المفتوحة، متفاعلا مع قواعد المعلومات، لدرجة ان البعض اطلق على كل من استخدمها لنشر خبر اسم "الصحفي المواطن"، وعلى هذا الاساس ولدت الثورة الرقمية.

ويلفت الباحث الى ان العلماء ينظرون الى ان استخدام تكنولوجيا اتصال فاعلة سيؤدي الى تحولات اجتماعية وسياسية وثقافية، تفرض نفسها بقوة على المجتمع الذي تدخله، بما تم التعارف على تسميته بحتمية تكنولوجيا الاتصال، متنبئا بأنه سيقود نحو مزيد من الحرية: حرية التعبير وبالتالي الديمقراطية.

وشهدت الحضارة الإنسانية، بحسب ما يشير الباحث، اربع ثورات اتصال وإعلام ومعلوماتية، حددت تطور هذه الحضارة، وكانت الثورة الرقمية احدثها، وهي التي مكنت الانسان من إرسال واستقبال المعلومات ومؤذنة بقدوم تفاعلية غير مسبوقة بالتاريخ.

ويبحث الكتاب، من منظور الاتصال، في تطور الرأي العام العربي، وشفاهيته، التي مكنت الإعلام التقليدي من إيجاد مواطن سلبي غير مشارك، بالمقابل، فإن الإعلام الرقمي أوجد مناخا اتصاليا "شبه ليبرالي" مغاير لما سبق.

ويعرض لآثار الرقمنة في مجالات الهوية والإشاعة والاستعمار الإلكتروني والعولمة والربيع العربي، محددا تحديات أخلاقية لا بد من مواجهتها إعلاميا لولوج مستقبل أكثر إشراقا.

يشار إلى أن للدكتور الموسى العديد من المؤلفات الإعلامية، منها صورة العرب في الإعلام الأميركي، المدخل في الاتصال الجماهيري، تطور الصحافة الأردنية: 1920-1997، العرب وثورة الاتصال الأولى، تطوير الثقافة الجماهيرية العربية، الإعلام والمجتمع: دراسات في الإعلام الأردني والعربي والدولي، والبتراء عاصمة الأبجدية العربية في الثورة الأولى للاتصال والمعلوماتية، وفي الأدب صدر له رواية بقايا ثلج، وفي القصة القصيرة صدرت له ثلاث مجموعات قصصية منذ العام 1972، جمعت اخيرا في كتاب واحد بعنوان "وستشرق الشمس أيضا".

والمؤلف عضو في رابطة الكتاب الأردنيين، ونقابة الصحفيين والرابطة العربية الأميركية لأساتذة الإعلام والاتصال.