03-06-2014 04:57 PM
سرايا - سرايا - لم يعلم الأسير عويصة كلاب أن انصياعه لأوامر جيش الاحتلال الاسرائيلى بنقله للعزل الانفرادي مطلع التسعينات بعد تواجده مع مجموعة اسري في سجن واحد ، سيستمر عشرين عاما وسيقلب حياته حتى بعد تحرره من السجن ، وبتخطيط مسبق من قيادة الاحتلال يهدف لتدمير الأسرى المناضلين نفسيا وعقليا وجسديا مدى الحياة .
كلاب الذي اعتقل عام 1988 بعد مشاركته بهجوم على جيب اسرائيلى بالقنابل وقتل حينها ثلاثة جنود إسرائيليين بالقرب من مفترق العيون وسط مدينة غزة بمشاركة عناصر من حركة فتح ، وقيامه بتنفيذ عملية هجوم بمفرده على جيب اسرائيلى أيضا على شارع صلاح الدين شرق جباليا قتل فيها ثلاثة جنود أيضا ، وحينما اعتقل كان عمره "23 عاما " بعد زواجه بعدة أعوام ، وحكم عليه بالسجن المؤبد و 25 عاما .
شاهد كل ألوان العذاب بعينه خلال مراحل التحقيق معه داخل السجون الإسرائيلية ، وسمح الاحتلال لوالدته بزيارته في حين يرفض دخول أبنائه عاصف وفداء بحجة الرفض الامنى بعد وصولهم باب السجن رغم أنهم لم يتجاوزوا الخمسة أعوام حينها ، وبعد إيصال الصليب الأحمر لكلاب صور أمه وإخوانه وأبنائه له داخل السجن كان يقول " اهلى متواجدين في مصر والإسكندرية وليس لي أقارب في غزة " نتيجة التعذيب .
كبر أبنائه وتزوجوا بعيدا عن أبيهم ، بعد تربيتهم في منزل والدتهم التي طلقها والدهم بعد سنة من سجنه لأنه لا يريد أن يربطها معه داخل السجن بعد الحكم عليه بهذه المدة الخيالية ، فترك لها المجال بحرية حياتها ، ثم انتقلت وصايتهم لأعمامهم وجدتهم وعاشوا بقية حياتهم هناك .
شعور بالفرحة الكبرى حلت لدى أبنائه بعدما قرر الاحتلال الإفراج عن والدهم بصفقة وفاء الاحراء ضمن عشرات الأسرى المفرج عنهم مقابل الجندي الاسرائيلى جلعاد شاليط ، وصدمة أيضا سادت على المكان بعد بحث ابنه الأكبر عاصف " 24 عاما " حينما كان يبحث بين عشرات الأسرى عن والده ولم يعرفه نظرا لأنه لم يره نهائيا في حياته ، في حين سار من جنبه عدة مرات إلا أن الأسرى المحررين أوصلوه لوالده .
قبلات حارة ودموع سادت المكان فبعد قضاء فترة خمسة وعشرين عاما داخل السجون ، يرى كلاب النور ويعانق ابنه الذي تزوج وأصبح أبا ، في حين كان عمر ابنه لحظة اعتقاله أربعين يوما .
وبعد استقرار كلاب لدى بيت ابنه بدأ يظهر عليه سوء وضعه النفسي والعقلي والجسدي والعصبي ، وظهور عدة أمراض مثل قرحة في المعدة وحصوة وتوتر أعصاب دائم ، وعشقه لجلسة القرفصاء على مدار الساعة داخل غرفة نوم كاملة بإمكانه التحرك فيها كيفما يشاء وحب الانطواء والوحدة وإغلاق الباب على نفسه .
ويشير ابنه عاصف انه خلال تفقد والده في إحدى الأيام منتصف الليل داخل غرفته ، وجده يسير عدة خطوات ويعود طول الليل ما بين السرير والتسريحة ، فطلب منه السير داخل الشقة والخروج أيضا خارج المنزل فرفض والده ، وينقل بذلك تفاصيل حياته القسرية عشرين عاما داخل العزل الانفرادي إلى حياته خارج السجن قهرا .
وتفرغ ابنه عاصف الذي يعمل في مؤسسة تهتم بشؤون الأسرى لعلاج والده من الرجفة التي تصاحبه وأعصابه المتوترة دائما برفقة عمه الأكبر ، وتطوع أطباء وأهل خير لمتابعة أموره الصحية ومواكبة علاجه ، وبدأت صحته تتحسن تدريجيا بعد شهرين من العلاج ، إلا انه ما زال يحتفظ بكل تفاصيل أيام سجنه .
وبدأت رحلة جديدة في حياة الأسير كلاب بعد الإفراج عنه ، وفى حيثيات هذا الموضوع قال ابنه عاصف " كان احد اقاربى متوكلا باستلام راتب والدي فترة سجنه ، وبعد الإفراج طالبناه بمبلغ 80 ألف دولار مستحقات والدي طوال فترة سجنه التي تم احتسابها ، فادعى انه قام بصرف هذا المبلغ على زواجي وتربيتي ، وبعد الإفراج عن والدي دعاني للتوقيع على ورقة لاستلام الوصاية على والدي والوكالة ، وبعد التوقيع تفاجئت انه تم تزوير توقيعي ليكون على ورقة تنازل عن حقوقي المالية من قريبي والتصالح معه " .
يتحدث نجل الاسير المحرر عن تفاصيل "الظلم" الواقع على والده من احد اقاربه ... و نمتنع عن نشر بقية "الحكاية" وتُحيل الحكاية الى الحكومة الفلسطينية -حكومة الوفاق- للتحقيق في الظلم الواقع عليه واعطائه حقوقه كاملة ومنع كل من يحاول "استغفاله" للاستفادة من تاريخه النضالي مالياً ..!!