03-06-2014 05:13 PM
بقلم : الدكتور عواد النواصرة
من المحزن حقا أن تدار عقول بالريموت كنترول. تزور الحقائق جهارا وعلى مرأى ومسمع من البعض. فقد أصبح بعض الكتاب عبارة عن أقلام مأجورة لأشخاص يدفعون لغايات الشهرة وحب الظهور. كيف ترضى لنفسك أيها الكاتب أن تكون بوقا لأحدهم أو طبل أجوف لتكون نهايتك عبارة: خذ يا غلام أعطه حفنة من الدنانير. هل عادت عشتار لتعبد من جديد؟ أو توزع النبوءات لبعض الكتاب وتمنحهم صكوك الغفران، ليمنحوها تذكرة سفر إلى عالم الشهرة واعتلاء منابر تنوير الجماهير بالباطل والتزوير. فلم تنجح أن تدرب زمرتها على اكتشاف رائحة الطريدة من تلقاء أنفسهم، بل علمتهم شعائر أفيون جديد أدمنوه، لتخرجهم من صمت إلى صمت أكبر، وتزوير الحقائق بأقلام مأجورة. إذا كانت بعض الأقلام تدار بهذه الطريقة فاحذر أخي القارئ الكريم أن تكون ضحية لوعي مزور بغير إرادتك.
المصيبة الأعظم ف مجال تلميع الشخصية، أني سمعت عن بعض من راق لهم سلوك طريق الشهرة بغير وجه حق، ولا أريد هنا أن اسميهم يدفعون المال لبعض الكتاب بهدف إظهارهم بأبهى صورة ليظهروا أمام الناس بأنهم ملائكة رحمة يأتمنون على مصيرهم، وكل ذلك بحفنة دنانير للأسف تدفع لكتاب أعمدة كلامهم منمق يرسم بريشة فنان ليظهر بأبهى حلة كرمز وطني والعياذ بالله. ومثال أخر بعض الأقلام التي تطل علينا في كل يوم في الصحف والمواقع الالكترونية كانت تكتب بلغة وطنية وعندها مقدار غير متناهي من الولاء والانتماء وفي يوم وليلة يصبحون أعداء للوطن ويبثون السموم في كل اتجاه والسبب الاستغناء عنهم أو إحالتهم على التقاعد، فتارة يزورون الحقائق وتارة يكشفون المستور الذي عرفوه اثناء خدمتهم الوظيفية. هل أضحى الوعي في مجتمعنا مزور؟ من نصدق ؟ من نكذب ؟ والغريب في الأمر أن الفاسدين في هذا البلد لهم محاموا دفاع من بعض الكتاب، تدافعون عن فاسد.
المراد أن يكون لدينا إعلام حر نابض بقلب المصداقية وتنوير العقول في شتى المجالات، وان نبتعد عن نشر السموم في المجتمع وتزوير الوعي لدى الناس. فالذي يمتلك العلم يجب أن يظهر ذلك في انجازاته وأبحاثه العلمية، والذي يمتلك الأمانة وحسن الخلق والتصرف فعليه ان يحقق ذلك من خلال مسيرته العملية وبجده واجتهاده. حمى الله الوطن.
Awad_naws@yahoo.com