03-06-2014 06:14 PM
بقلم : بسـام العـوران
الواسطة هي طلب العون والمساعدة من شخص ذو نفوذ بيده قرار لتحقيق مصلحة معينة لشخص لايستطيع تحقيقها بمفرده. وترتكز الواسطة على ثلاثة أطراف هي طالب التوسط والمتوسط والمتوسط لديه.
تعني الواسطة الظلم والجور وأخذ حقوق الآخرين وقد تفشت هذه الظاهرة فأصبحت مرضا مزمنا يتربى عليه أجيال ويتوارثه الأبناء والسبب هو ضعف الوازع الديني وضعف القوانين والأنظمة التي تؤدي الى الظلم وتقصير الموظفين بأداء أعمالهم وعدم تطبيق مبدأ الثواب والعقاب على الموظفين وغيرهم ، ومن البديهي أن مراقبة الموظف لايعد عقابا بل تصحيح للأخطاء التي يقع فيها بقصد أو بغير قصد.
ولا شك أن للواسطة آثارا سلبية تؤثر على الفرد والمجتمع وتؤدي الى الدمار والفساد وانتشار الرشوة والاحتكار والخلل في النظام المالي، وهنا يجب مراجعة القوانين المعمول بها وغربلتها وتطبيقها وتفعيل دور الرقابة وتوعية الجمهور. الرشوة تؤدي الى لعنــة الله وغضبــه في الآخرة ، أما في الدنيا فانها تجر الى طريق الفساد وانهيار المؤسسات وخاصة انها تستعمل في الكثير من الواسطات.
ان نشر العدل بين المسؤولين والمرؤوسين له تأثيره الايجابي بالقناعة لدى الجميع وترفع من معنوياتهم حيث قال الله تعالى في كتابه العزيز: "ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا الله ان الله خبير بما تعلمون" (المائدة 8). ولهذا فان ايجاد فرص عمل للعاطلين عن العمل يقلل من الواسطة باعتماد مبدأ العدل في التوزيع سواء بالثروة أو الوظائف وبث روح ثقافة احترام القانون وتحريم الواسطات.
قدرت منظمة العمل الدولية، ان معدل البطالة في الاردن ارتفع الى 30 بالمئة مع نهاية العام 2013 بالنسبة الى عدد السكان، وسط تقديرات حكومية اردنية ان معدل البطالة بلغ 11 بالمئة في الربع الاخير من العام 2013 .
ضمَّن قانون هيئة مكافحة الفساد رقم 62 لسنة 2006 أحكاماً تُجرِّم أحد أشكال الواسطة والمحسوبية بعد أن إعتبر قبول هذا الشكل من الواسطة والمحسوبية فعل فساد معاقب عليه0
الواسطة هي أكثر أنواع الفساد شيوعا في المجتمع وهي اعتداء على حق الآخرين وعلى أسس العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص وتتسبب الواسطة بانتشار الجريمة وشعور المواطن بالحقد والكراهية لغياب تلك الأسس وتصبح الواسطة عبارة عن مرض مزمن ينتج عنه الحقد الطبقي لأنها تقسم المجتمع الى طبقات بينها فوارق كبيرة جدا وبهذا تضعف القيم الأخلاقية وتنتشر الجرائم والكراهية في المجتمع.
Bassam_Oran@hotmail.com