03-06-2014 06:44 PM
سرايا - سرايا - بعد ساعات من إعلان إعفاء مسؤول كبير بوزارة الصحة من منصبه أعلنت السعودية اليوم الثلاثاء أن مراجعة لبيانات وزارة الصحة أظهرت وجود 113 حالة إصابة أخرى مؤكدة بفيروس متلازمة الشرق الأوسط التنفسية (كورونا) أكثر مما كان معتقدا.
وبذلك يصير إجمالي عدد الإصابات 688 حالة.
وأضاف البيان الذي أرسلته وزارة الصحة بالبريد الإلكتروني أن إجمالي عدد الوفيات جراء الفيروس في المملكة ارتفع إلى 282 حالة وفاة بدلا من 190 حالة بعد مراجعة البيانات أيضا.
جاء ذلك بعد ساعات من إعلان إعفاء وكيل وزارة الصحة العامة زياد ميمش من منصبه بعد انتقاد بعض العلماء الغربيين لطريقة تعامله مع المرض الذي انتشر في العالم.
وكان ميمش شخصية رئيسية في جهود السعودية لاحتواء الفيروس الذي يسبب سعالا وحمى وفي بعض الأحيان يصيب المريض بالتهاب رئوي قاتل.
وتوفي 190 شخصا في السعودية بالمرض منذ ظهوره من عامين واكتشفت حالات في دول أخرى في الشرق الأوسط وأوروبا وآسيا والولايات المتحدة. وحتى الآن يشير قدر كبير من الأدلة إلى الإبل كمصدر محتمل للفيروس.
وقالت وزارة الصحة السعودية في بيان نشر على موقعها على الانترنت أمس الاثنين "أصدر معالي الصحة المكلف المهندس عادل بن محمد فقيه اليوم قرارا يقضي باعفاء سعادة الدكتور زياد بن أحمد ميمش وكيل الوزارة للصحة العامة من منصبه." ولم تذكر المزيد من التفاصيل.
وميمش هو ثاني مسؤول سعودي كبير في قطاع الصحة يفقد وظيفته خلال ستة أسابيع بعد إقالة وزير الصحة عبد الله الربيعة بعد أن بدأ معدل الاصابة بالفيروس يتزايد سريعا بمنتصف ابريل نيسان.
وفي تقرير خاص أعدته رويترز الشهر الماضي انتقد عدد من العلماء من أكثر دولة ميمش لما اعتبروه تخاذلا في التعاون مع بعض المختبرات المتخصصة في أنحاء العالم التي تعرض المساعدة في تحري السبب المحتمل للفيروس ومعرفة كيف انتشر.
ويقول الخبراء إنه كان بالإمكان وقف الارتفاع في عدد الإصابات والوفيات خلال العامين اللذين أعقبا أول ظهور للمرض لو كانت السلطات السعودية أكثر انفتاحا على المساعدة الخارجية التي يقدمها الخبراء الذين يملكون التقنية والمعرفة والرغبة في إجراء الأبحاث العلمية في أنحاء العالم.
ولم يجب ميمش على رسائل بعثتها رويترز عبر البريد الإلكتروني اليوم الثلاثاء تطلب فيها تعليقه على إعفائه من مهامه.
وقال ميمش لرويترز في الشهر الماضي إنه "اندهش" للانتقادات الموجهة لتعامل السعودية مع متلازمة الشرق الأوسط التنفسية (فيروس كورونا) ولم يرد على المزاعم التي تتناول بشكل مباشر دوره.
وقال ديفيد هيمان البروفسور في علم الأوبئة والأمراض المعدية اليوم الثلاثاء إن النقطتين الحاسمتين في هذا الموضوع كانتا وقف العدوى بالمرض ومعرفة كيف تحصل.
وهيمان هو رئيس وكالة الصحة العامة التابعة لوزارة الصحة في بريطانيا ورئيس دائرة الأمن الصحي العالمي في المعهد الملكي للعلاقات الدولية وأحد العلماء الذين انتقدوا طريقة تعامل السعودية مع انتشار المرض.
وقال هيمان "أولا على السعودية أن تتأكد من أنها تطبق الممارسات الملائمة للسيطرة على العدوى في المستشفيات حيث وقعت حالات. وثانيا عليهم أن يقوموا بدراسة الحالات والسيطرة عليها لعل ذلك يدلهم على الكيفية التي يصاب فيها الناس بالعدوى."
وردا على سؤال عما إذا كان إعفاء ميمش من مهامه سيسرع هذه العملية قال هيمان "لا أعرف لكن آمل هذا. وآمل أن تسرع العملية وأن يتم تنفيذ هذه الأمور."
وكتب فقيه ردا على التقرير الخاص لرويترز أن السعودية تعمل مع المنظمات العلمية الدولية لتحسين تعاملها مع الفيروس وتعهد بمواصلة التعاون.
ولم يعلق في رده على الدور الذي لعبه ميمش.
وقالت وزارة الصحة في وقت متأخر من مساء أمس الاثنين إنها رصدت أربع حالات جديدة مؤكدة للاصابة بالفيروس خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية في جدة والمدينة والجوف وإن شخصا آخر توفي بالمرض خلال نفس الفترة.
وتراجع معدل الاصابة بالفيروس منذ منتصف مايو ايار ويقول مسؤولون بقطاع الصحة العامة إن ذلك ربما يرجع إلى تحسن إجراءات السيطرة على العدوى المطبقة في المستشفيات السعودية.