08-06-2014 11:58 AM
سرايا - سرايا - خاص - محمود العرموطي - حدث الفريق المتقاعد محمد عبد الله الرقاد عن عمان أيام زمان، وتطرق للكثير من جوانب الحياة في الاردن.
- سميت قرية (المشيرفة) (مشيرفة الرقاد) نسبة إلى سكانها عشيرة الرقاد.
- كانت مدرسة القرية عبارة عن غرفتين من الحجر والطين مملوكة لأحد أقاربي.
- مع أنني أسكن في قرية لا تبعد عن مركز العاصمة عمان سوى (25) كيلومتر إلا أن زياراتي لعمان كانت قليلة وفي فترات متباعدة ومقتصرة في بداية الأمر على (وسط البلد) نظرا لعدم توفر وسائط نقل كافية.
- كانت الطرق التي تربط مدينة عمان بالقرى المحيطة بها في معظمها غير معبدة وكنا نجد صعوبة في التنقل بين عمان وضواحيها.
- بحكم أن الجد الأول لعشيرة الرقاد واسمه (أرشيد) جاء إلى الأردن في فترة الحكم العثماني فقد شهد هو وأولاده مراحل تشكيل إمارة شرق الأردن عام 1921م.
- شارك (جدي) الحاج سالم الرقاد في أداء مناسك الحج مع الملك المؤسس في رحلة الحجبواسطة القطار وأطلق عليه لقب (الحاج سالم) كونه أول شخص من العشيرة يؤدي مناسك الحج.
- كان والدي يضع (فرسه) في خان (قاسم زعتر) الخان الوحيد آنذاك الواقع ما بين سقف السيل وشارع طلال.
- تشكلت أول قوة للشرطة والدرك مع بداية تأسيس إمارة شرق الأردن عام 1921م وأصبح مديراً لها علي خلقي الشرايري مشاور الأمن والانضباط وكان أول مديرا للأمن العام في ذلك الوقت.
- كان المسؤول عن شرطة العاصمة يسمى بقائد شرطة عمان، وعندما يقوم بجولات التفتيش والرقابة على دوريات الشرطة كان يستخدم الصفارة كوسيلة اتصال أو التقاء ويرد عليه قائد الدورية بصفارة أخرى.
- عمان مدينة عمرها أكثر من (8000) سنة تشهد لها عدد من الحضارات التي تركت آثارها في وسط المدينة وفي محيطها.
- تمتاز عن غيرها من المدن بالهدوء والسكينة ليلا فهي العاصمة الآمنة والأمينة والمحمية بأمنها وسكانها وكل من عاش فيها أو زارها لا بد وأن يعود لرؤيتها من جديد أو يحن إليها لأنها المدينة (القديمة الجديدة) التي تعيش فيها كما تشاء.
- منذ بداية عهد الإمارة امتازت عمان بأنها المدينة التي تستقطب الكثير من الجاليات من أصول ومنابت مختلفة أتوا من فلسطين وسوريا والعراق ولبنان ومصر واليمن ومن بلاد القوقاز إلى جانب العائلات والأسر التي جاءت من المدن والقرى الأردنية البعيدة.
- يميز عمان استقرارها السياسي والأمني والشعور العام وأنت تعيش فيها بالطمأنينة والسكينة والهدوء وحرية الحركة والتنقل والمسكن والتعبير عن الفرح والسعادة في أي وقت وفي أي مكان تشاء.
- أحب في عمان نظافتها وبيئتها الجميلة وأهلها الطيبون.
- أنصح أمين عمان معالي عقل بلتاجي أن يعيد لعمان ألقها وماضيها العريق.
- أذكِّر أمين عمان: "بأن عمان أسسها وحكمها وتربع على عرشها منذ آلاف السنين أبناء الأنبياء وسلالة الصالحين وأشراف البشر. واحتضنت إلى جانب المخلصين من أهلها الغريب والمحتاج والمهاجر واللاجئ والزائر والسائح وهي وستبقى بيت العرب وموئل آل هاشم الأخيار.
- الشاعر العربي البحريني علي عبد الله خليفة تغزل بعمان قائلا:
طرقت باب الحب فانفتح المدى شرفا
وانهال ما كتب وما جاءت به الحرق
أتيت يا عمان والأشواق راحلتي
اطوي إليك الدرب والأحلام تستبق
التقينا بالفريق المتقاعد محمد عبد الله الرقاد-أبو عصام(نائب مدير الأمن العام الأسبق) الذي حدثنا في حديث صريح من القلب إلى القلب عن ذكرياته في جهاز الأمن العام وذكرياته وذكريات أهله من عشيرة الرقاد في عمان أيام زمان فقال:
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين
السيرة الذاتية
الاسم محمد عبد الله عيد الرقاد
الطفولة والنشأة
- ولدت في قرية (المشيرفة) عام 1954م والتي سميت كذلك (مشيرفة الرقاد) نسبة إلى سكانها عشيرة الرقاد. ومع تغيير أسماء بعض القرى الأردنية أصبحت تسمى (العبدلية) نسبة إلى الملك المؤسس عبد الله الأول طيب الله ثراه.
- أنتمي إلى عشيرة الرقاد إحدى العشائر البلقاوية في عمان والتي جاءت إلى الأردن قبل حوالي (200) عام وترجع في نسبها إلى قبيلة الزيادنة التي حكمت منطقة عكا وصفد وسهل حوران بقيادة الأمير ظاهر العمر الزيداني في الفترة من عام 1695م-1775م.
مراحل الدراسة
- أنهيت مرحلة الدراسة الابتدائية في مدرسة القرية عام 1966م والتي كانت عبارة عن غرفتين من الحجر والطين مملوكة لأحد أقاربي ثم انتقلنا إلى المدرسة الجديدة وهي أيضا غرفتين من الأسمنت لا تزال قائمة إلى يومنا هذا مع إضافة أبنية حديثة إليها، وأتذكر من الأساتذة الأستاذ أحمد أبو حماد الذي كان يتولى مهام مدير المدرسة إلى جانب تدريس الطلاب جميع المواد، وأتذكر من زملاء الدراسة في المرحلة الابتدائية: صالح سعود الرقاد و قاضي محكمة التمييز الدكتور خلف الرقاد، والقاضي العسكري (رئيس محكمة أمن الدولة الأسبق) طايل الرقاد، والدكتور محمد عبد الكريم الرقاد المدرس في جامعة العلوم الإسلامية، واللواء المتقاعد الدكتور محمد خلف الرقاد المدرس في الجامعة الهاشمية.
- في عام 1967م انتقلت للدراسة في مدرسة سحاب الثانوية وأكملت دراستي الإعدادية والثانوية فيها، وأتذكر مدير المدرسة الأستاذ علي أبو حماد أبو غسان (رحمه الله)، وأتذكر من الأساتذة الأستاذ عبد القادر أحمد أيوب (أبو أيوب)، والأستاذ علي حسونة، والأستاذ علي محارمة (أبو ماجد)، والأستاذ إبراهيم صدقة، والأستاذ حمزة منصور (أمين عام حزب جبهة العمل الإسلامي) وأتذكر من زملاء الدراسة بالإضافة إلى أقاربي الذين زاملوني في الدراسة الابتدائية وقد ذكرت أسماءهم هنالك بعض الزملاء مثل: القاضي الشرعي نايف أبو زيد، وشقيقه سليمان أبو زيد، وحسن الدريدي، ونايف الحوراني، وشقيقه علي الحوراني، ومحمد أبو جماعة، وماجد داود رشيد.
- أنهيت درجة البكالوريوس من جامعة بيروت العربية عام 1978م وحصلت على دبلوم الدراسات العليا في التربية من الجامعة الأردنية عام 1982م.
الخدمة العسكرية
- في بداية عام 1979م التحقت في معهد تدريب ضباط الأمن العام برتبة (مرشح) وأنهيت الدورة التدريبية المقررة للتلاميذ المرشحين الجامعيين وفي 11/حزيران من العام نفسه تخرجت برتبة ملازم ثاني...وأتذكر من الزملاء في الدورة اللواء المتقاعد سالم اربيحات، واللواء المتقاعد ظاهر الغرايبة، واللواء المتقاعد خالد السعيدات، والعميد المتقاعد نواف المداينة، والعميد المتقاعد المرحوم محمد الجريري، والعقيد المتقاعد وائل الشريف، والعقيد المتقاعد بشير البلبيسي.
- بدأت خدمتي العسكرية في عهد مدير الأمن العام اللواء المرحوم غازي عربيات (آنذاك) في لواء الأمن العام والذي كان يسمى قبل ذلك قوى الأمن المركزي ثم قوات الأمن الخاصة التي أصبحت فيما بعد قوات الدرك بعد انفصالها عن الشرطة وبلغت خدمتي في لواء الأمن العام قرابة (20) عاما.
- وفي بداية عام 2000م انتقلت للعمل في مديرية الأمن العام وتدرجت في الوظائف والرتب إلى أن أصبحت نائبا لمدير الأمن العام.
- أحلت على التقاعد برتبة فريق عام 2013م.
- متزوج ولي ستة أبناء.
- الآن أقضي معظم أوقاتي في المطالعة وممارسة الرياضة والمشاركة في المناسبات الوطنية والواجبات العائلية والاجتماعية.
عمان كما شاهدتها لأول مرة
- مع أنني أسكن في قرية لا تبعد عن مركز العاصمة عمان سوى (25) كيلومتر إلا أن زياراتي لعمان كانت قليلة وفي فترات متباعدة ومقتصرة في بداية الأمر على (وسط البلد) نظرا لعدم توفر وسائط نقل كافية وكانت الطرق التي تربط مدينة عمان بالقرى المحيطة بها في معظمها غير معبدة وكنا نجد صعوبة في التنقل بين عمان وضواحيها.
- كانت عمان تمثل مركز التجارة والسياحة الرئيسية وبعد تأسيس إمارة شرق الأردن عام 1921م جاء إليها كبار التجار من جميع أنحاء الإمارة وخاصة من مدينة السلط وجرش كما جاء التجار إليها من سوريا وفلسطين واكتسبت عمان وخاصة (وسط البلد) الشهرة التجارية والسياحية منذ ذلك الوقت وإلى يومنا هذا نظرا لوجود العديد من كبار التجار والمستوردين فيها وتأسيسهم لأكبر المحلات التجارية التي لا تزال تعمل إلى الآن. بالإضافة إلى وجود المدرج الروماني المعلم السياحي والأثري الذي يؤمه السياح من كافة أنحاء العالم إلى جانب وجود جبل القلعة الأثري القديم الذي يطل على (وسط عمان) ويرتبط معها بدرج طويل.
- ومع أن زيارتنا إلى (وسط عمان) كانت محدودة كما أسلفت فقد كنا مجموعة من الأقارب من شباب القرية نزور عمان بين فترة وأخرى بشكل جماعي أو بشكل فردي وخاصة في العطلة الصيفية التي كانت تستمر لمدة (ثلاثة شهور) كانت زيارتنا عبارة عن رحلة ليوم كامل من الصباح وحتى المساء نتجول في شوارع (وسط البلد) ونقضي معظم الوقت في التسوق وارتياد المطاعم وأحيانا كنا ندخل السينما بقصد الترفيه والتسلية. وعند عودتنا إلى القرية نروي لأهلنا وأصدقائنا ما شاهدناه في ذلك اليوم.
- ولعل أهم ما يلفت نظرك وأنت في (وسط البلد) سهولة الحياة فيها ومتعة التجول في شوارعها والدخول إلى أسواقها القديمة فكانت الحياة بسيطة وسهلة وميسرة وتمتاز عمان بأنها واضحة المعالم لا سيما (وسط البلد) فالتنقل والحركة بين شوارعها كان سهلا نظرا لارتباطها مع بعضها البعض ودلالتها على بعضها البعض. فالأسواق والمساجد القديمة ومنصات الطرق هي معالم بارزة يعرفها الجميع.
عمان أيام زمان...ذكريات وسواليف كما سمعتها من الأقارب وكبار السن
- بحكم أن الجد الأول لعشيرة الرقاد واسمه (أرشيد) جاء إلى الأردن في فترة الحكم العثماني فقد شهد هو وأولاده مراحل تشكيل إمارة شرق الأردن عام 1921م. وكان لهم علاقة مباشرة مع الملك المؤسس عندما كان يزور العشائر الأردنية ويجتمع معهم وقد شارك (جدي) الحاج سالم الرقاد في أداء مناسك الحج مع الملك المؤسس في رحلة الحج بواسطة القطار وأطلق عليه لقب (الحاج سالم) كونه أول شخص من العشيرة يؤدي مناسك الحج.
- والمرحلة الأولى في نشأة عمان وتطورها بدأت عندما تأسس أول مجلس بلدي فيها في عام 1909م الذي تولى الإشراف على تنفيذ الخطط التنموية الشاملة التي وضعت لتطويرها في العقد الأول من عمر المجلس البلدي.
- ولعل أهم ما يميز تلك الفترة إنشاء الخط الحديدي الحجازي الذي ساعد على ربط الأردن بعدد من الدول العربية وأصبحت مركزا تجاريا متوسطا يقع بين دمشق والمدينة المنورة وقد شارك بعض من أقاربي في بناء (سكة الحديد) كما يسمونها في ذلك الوقت، إلى جانب عملهم بالتجارة بين عمان وكل من بغداد ودمشق والمدينة المنورة حيث كانوا يقضون أياما وربما شهورا في كل رحلة تجارية عن طريق البر وقد توفي أحد أقاربي واسمه (ضيف الله الرقاد) في الطريق البري الذي يربط عمان مع بغداد من صعوبة السفر وشدة العطش.
- نظرا لأن العاصمة عمان كانت المركز التجاري الذي يخدم جميع القرى المحيطة فإن غالبية الناس كانوا يذهبون إلى (وسط العاصمة) لقضاء حاجاتهم الضرورية من المواد التموينية (المونة) كما كانوا يسمونها بالإضافة إلى الملابس والمواد الأخرى وخاصة تلك التي يستخدمونها في الفلاحة والزراعة وتربية المواشي. كانوا يذهبون إلى عمان بواسطة السيارات والباصات وإن وجدت فهي غير كافية ورحلتها من القرى إلى وسط مدينة عمان كانت تستغرق ساعات طويلة تبدأ من الصباح وتستمر إلى المساء والبعض منهم كان يستخدم الخيول للتنقل ونقل ما يشترونه من بضائع. وأذكر أن (والدي) أحد هؤلاء الذين كانوا يستخدمون الخيول الأصيلة في الوصول إلى (وسط البلد) وقد اصطحبني معه لأكثر من مرة وكان والدي يضع (فرسه) في خان (قاسم زعتر) الخان الوحيد آنذاك الواقع ما بين سقف السيل وشارع طلال.
- الأسواق والمحلات التجارية كانت معروفة للجميع ومحددة بأسماء التجار وهي متعددة ومتنوعة وكان والدي يتردد على محلات الحاج (قاسم ديرانية) ومحلات الحاج (علي البوز) وكلاهما من أصول شامية لا تزال محلاتهم التجارية ماثلة للآن. والملفت للانتباه أن التعامل المستمر مع أصحاب هذه المحلات تطور إلى علاقات صداقة دائمة ومستمرة إلى يومنا هذا ومما عمق هذه العلاقة الصدق في التعامل بعيدا عن الجشع والطمع وقد كان الشراء من هؤلاء التجار سهلا وميسرا فكثيرا ما كانوا يتبادلون البضائع والسلع مثل المواد التموينية وخاصة (الأرز والسكر والشاي والقهوة) والملابس والأدوات الزراعية مقابل القمح والعدس والصوف والسمن والجميد البلدي.
- ومن الذكريات القديمة التي سمعتها من والدي (مع أنها ذكرى مؤلمة) أن المستشفيات في مطلع الخمسينات كانت غير متوفرة في منطقة شرق عمان لذلك كانوا يذهبون إلى المستشفى الوحيد في عمان لتلقي العلاج وهو المستشفى الإيطالي (الذي بنته الجمعية التبشيرية الإيطالية في عام 1927م) أو (الطلياني) بلغتهم العامية ولعدم توفر المواصلات بشكل كاف كانوا يقضون يوما كاملا في التنقل والوصول إلى المستشفى لتلقي العلاج والعودة إلى القرية وغالبا ما كانوا يصلون بيوتهم في ساعة متأخرة من النهار. وذكر لي والدي أن أحد أشقائي واسمه (أحمد) وكان عمره (4 سنوات) قد تعرض (لقرصة عقرب) (حدث هذا عام 1956م) ويجب إسعافه على الفور وعندما كانت منطقة شرق عمان منطقة (سحاب وضواحيها) تخلو من المستشفيات في ذلك الوقت تم نقله من القرية إلى مدينة سحاب مشيا على الأقدام المسافة حوالي (4 كيلومتر) ولعدم قدرة المركز الطبي في مدينة سحاب على إسعافه تم تحويله إلى المستشفى الطلياني ولقلة وسائط النقل وصلوا المستشفى لكن بعد فوات الأوان فقد توفي شقيقي عند مدخل المستشفى نتيجة تفاعل السم في جسده وعدم إسعافه في الوقت المناسب.
الشرطة والدرك (أيام زمان)
- تشكلت أول قوة للشرطة والدرك مع بداية تأسيس إمارة شرق الأردن عام 1921م وتولى علي خلقي الشرايري مشاور الأمن والانضباط وكان أول مديرا للأمن العام في ذلك الوقت. وقد تألفت قوة الأمن العام آنذاك من قوى الدرك الثابت وكتيبة الدرك الاحتياطي والكتيبة النظامية وأسندت إليها واجبات ووظائف قانونية وإدارية لفرض الأمن والنظام ومنع وقوع الجرائم وتولي التحقيق الأولي للوصول إلى الجناة وتقديمهم إلى القضاء. بدأت هذه القوة الأمنية تنفيذ مهامها في حفظ ونشر الأمن في المدن والقرى والأرياف والبوادي الأردنية مع شح الإمكانات والقدرات وعدم توفر آليات وسيارات لديها في ذلك الوقت إلا أنها استطاعت أن تقوم بواجباتها في فرض الأمن والنظام في مناطق اختصاصها باستخدام الخيول (الدرك) وفي أحيان كثيرة تنتقل من مكان إلى آخر ومن مخفر إلى آخر مشيا على الأقدام.
- وفي 11/أيلول/1923م قرر مجلس الوزراء إلغاء قوة الأمن العام وألحقت بالقوة السيارة. فأصبحت جميع القوى العسكرية في شرق الأردن خاضعة لقيادة واحدة وفي 10/تشرين الثاني 1923م أطلق سمو الأمير عبد الله على هذه القوات اسم الجيش العربي.
مقارنة بين الوضع الأمني بعمان (أيام زمان) والوضع (الآن)
- قديما كانت الجرائم محدودة ومحصورة في مناطق معينة وكان عدد المجرمين أيضا محدود وهم معروفون لدى رجال الشرطة. بالإضافة إلى أن أسلوب ارتكاب الجرائم غالبا ما يكون تقليديا من السهل اكتشافه. ومهما بلغ عدد الجرائم التي كانت ترتكب آنذاك فإن سرعة الكشف عنها وتحديد هوية الفاعلين وتقديمهم للقضاء وإصدار القضاء الحكم العادل بحقهم يكون بمثابة القوة الرادعة التي تمنع الجناة أو غيرهم من تكرار الجرائم والتمادي في ارتكابها.
- أما اليوم فيواجه رجال الشرطة ورجال القضاء معا العديد من التحديات التي تشكل اختبارا حقيقيا لقدراتهم في الكشف عن الجرائم ومعرفة الفاعل الحقيقي وتحديد أسلوب وأدوات ارتكاب الجريمة.
- ويمكن تحديد العديد من أوجه الاختلاف بين الوضع الأمني قديما والوضع الأمني الآن:
- يواجه رجال الشرطة اليوم صعوبة في تنفيذ إجراءات منع الجريمة والحيلولة دون وقوعها نظرا لزيادة عدد السكان المتزايد واتساع منطقة الاختصاص ووجود فئة من المجرمين الخطرين الذين يرتكبون جرائمهم مع (سبق الإصرار والترصد) دون خوف أو وجل.
- لم تعد الجريمة اليوم تقليدية أو عفوية يرتكبها الجاني عن غير قصد فكثير من الجرائم المرتكبة يتم التخطيط لها جيدا ومن جناة يكملون الأدوار فيما بينهم مما يشكل صعوبة لدى رجال الشرطة (المحققين) في اكتشاف هذه الجرائم.
- اتباع الطرق الحديثة والمتطورة في ارتكاب الجرائم من قبل أشخاص محترفين في الإجرام أدى إلى إطالة أمد التحقيق وجمع الأدلة فكلما كان أسلوب التحقيق متقدما يكون أسلوب ارتكاب الجرائم أكثر تقدما. فحديثا أصبح لدينا الجريمة الالكترونية (المستحدثة) التي استفاد المجرمون عند تنفيذها من معطيات العلم الحديث.
بماذا تمتاز عمان عن غيرها من العواصم؟
أهم ما يميز عمان عن غيرها من العواصم أنها:
- مدينة عمرها أكثر من (8000) سنة تشهد لها عدد من الحضارات التي تركت آثارها في وسط المدينة وفي محيطها.
- تقوم على سبعة جبال تحيط بها كإحاطة السوار بالمعصم ويحتوي كل جبل على حي أو أكثر من الأحياء السكنية سميت بأسماء العائلات القديمة التي تسكنها والتي جاءت مع قدوم الملك المؤسس عبد الله الأول طيب الله ثراه.
- امتازت عمان كذلك بتعدد الأدراج التي تخدم هذه الأحياء وتساعد الأهالي على التنقل من منازلهم إلى (وسط البلد).
- نظافة شوارعها وجبالها وجمال مبانيها القديمة وطقسها المعتدل وهوائها النقي صيف شتاء لذلك فقد تغنى وتغزل بها كثير من الشعراء الأردنيين والشعراء العرب.
- تميزت بأسواقها القديمة التي سميت بأسماء أصحابها ونشأت مع بداية بناء المدينة إلى جانب مطاعمها الشهيرة وما تقدمه من أجود أنواع الطعام والأكلات الأردنية والعربية التقليدية.
- تمتاز عن غيرها من المدن بالهدوء والسكينة ليلا فهي العاصمة الآمنة والأمينة والمحمية بأمنها وسكانها وكل من عاش فيها أو زارها لا بد وأن يعود لرؤيتها من جديد أو يحن إليها لأنها المدينة (القديمة الجديدة) التي تعيش فيها كما تشاء.
- موقعها الجغرافي المميز في وسط المملكة ساعد سكان المحافظات الأخرى القدوم إليها في أي وقت من خلال شبكة طرق حديثة وسهلة.
- اتساع العمران فيها تبعا لمساحتها الجغرافية (عمان الكبرى) جعلها مدينة أكثر تطورا وأسرع نماء فأصبحت منارة للعلوم والمعرفة وصروح طبية عريقة إلى جانب فنادقها ومطاعمها العالمية الشهيرة التي جعلت منها مؤلا لكل العرب ومركزا للمؤتمرات والمهرجانات السنوية والاستثمارات العالمية.
- اعتمدت في السنوات العشر الأخيرة على الأنفاق والجسور وتحديث شبكة الطرق الداخلية لتسهيل حركة السير والحد من الاختنافات المرورية لا سيما في فصل الصيف من كل عام.
مقارنة بين عمان (أيام زمان) وعمان (الآن)؟
- لو نظرنا إلى تاريخ مدينة عمان نجد أن هنالك صفات امتازت بها قديما ولا زالت رغم مرور العديد من السنوات على تكوينها:
- فمنذ بداية عهد الإمارة امتازت بأنها المدينة التي تستقطب الكثير من الجاليات من أصول ومنابت مختلفة أتوا من فلسطين وسوريا والعراق ولبنان ومصر واليمن ومن بلاد القوقاز إلى جانب العائلات والأسر التي جاءت من المدن والقرى الأردنية البعيدة.
- كانت عمان قديما ولا زالت تشكل مركزا لجذب العديد من السياح سنويا من أوروبا وأمريكيا وأستراليا واليابان وغيرها من الدول بالإضافة إلى الزوار من جميع الدول العربية دون استثناء لمشاهدة آثارها المنتشرة في أرجائها مثل: المدرج الروماني وجبل القلعة التي تدل على الحضارات: الرومانية والعمونية والإغريقية والبيزنطية والأموية.
- عمان قديما كانت محدودة المساحة والسكان وكانت أشبه بالقرية معظم سكانها هاجروا إليها من بلدان أخرى. أما اليوم فنجد أن عمان اتسعت وتطورت وازداد عدد سكانها فإلى جانب مهنتي التجارة والزراعة التي اشتهرت بهما عمان قديما ازدهرت أيضا الصناعة والعمارة وقطاع المصارف والبنوك والفنادق والمطاعم والنهضة التعليمية وعلى رأسها (علوم الطب والصيدلة والتمريض) إلى جانب شهرتها القضائية (النظامية والشرعية) ودور العبادة فيها.
أهم ما يميز عمان اليوم؟
"استقرارها السياسي والأمني والشعور العام وأنت تعيش فيها بالطمأنينة والسكينة والهدوء وحرية الحركة والتنقل والمسكن والتعبير عن الفرح والسعادة في أي وقت وفي أي مكان تشاء."
ماذا تحب وماذا لا تحب؟ بعمان (الآن)؟
أحب في عمان:
- نظافتها وبيئتها الجميلة وأهلها الطيبون.
- محافظتها على الحضارات القديمة وتراثها الوطني.
- تضاريسها وجغرافيتها وتلالها السبعة القديمة وجبالها العشرين الحديثة التي تحصنها وتحميها لتنام بهدوء وطمأنينة.
- كما وأحب في عمان ليلها الذي يشجع على السهر وقضاء أمتع الأوقات بين جبالها وشوارعها وفي مقاهيها وحدائقها.
- وأهم ما أحب في عمان أمنها وسكينتها ولي ذكريات فيها لنحو (35) عاما من الخدمة الأمنية المتواصلة. هذه هي عمان (القديمة الحديثة) التي أخذت مكانتها في القلوب لكل من خدمها أو سكنها أو زارها أو هاجر إليها وستبقى في وجداننا ما دامت القلوب تنبض في الحياة.
- لا أحب في عمان:
- الازدحامات والاختناقات المرورية.
- التوسع العمراني على حساب الأرض الزراعية.
- التعدي الصارخ على بيئتها النظيفة: (هوائها النقي، مائها العذب، أرضها الخصبة).
- وأخيرا لا أحب في عمان استملاك الشوارع والأرصفة من قبل (تجار البسطات) بحجة كسب الرزق والبحث عن لقمة العيش وحرمان الناس من استخدامها لأجل الغاية التي وجدت من أجلها.
ما هي النصيحة التي تقدمها إلى أمين عمان (عقل بلتاجي)؟
- أن يعيد لعمان ألقها وماضيها العريق.
- أن يمنع التعدي على حرمة الشوارع والأرصفة.
- أن يتوسع في بناء المتنزهات والحدائق العامة ليرتادها المواطنين بدلا من افتراش جوانب الطرق واستغلالها لـ (شمات الهوى).
- أن يتعاون مع الوزارات المعنية والشرطة المختصة في حماية مكونات البيئة من التلوث لا سيما عوادم السيارات التي تظهر بشكل كبير في ساعات الصباح الباكر. وأذكِّر أمين عمان: "بأن عمان أسسها وحكمها وتربع على عرشها منذ آلاف السنين أبناء الأنبياء وسلالة الصالحين وأشراف البشر. واحتضنت إلى جانب المخلصين من أهلها الغريب والمحتاج والمهاجر واللاجئ والزائر والسائح وهي وستبقى بيت العرب وموئل آل هاشم الأخيار. وأذكره كذلك:
- بما قالته الدكتورة الأردنية رناد الخطيب في أول كتاب من نوعه: "عمان في عيون الشعراء" قالت: المكان والزمان والإنسان هي العناصر التي تتشكل منها هوية الوطن وهوية المواطن على حد سواء.
- وأذكره أيضا: بما قاله الشاعر المرحوم عبد المنعم الرفاعي عندما تبادلا الحب (هو وعمان) حيث كان شابا في مقتبل العمر:
خلان في فجر الصبا
شربا الهوى صرفا عليلا
حاشا لحبك لما جئت أذكره
أن أقبل الشك يوما فيه والريبا
وهتفت باسمك في الورى
وأبيت أن أجد البديلا
وحملت حبك في السرى
وأجلست فيك المستحيلا
وأذكره كذلك بهذه الأبيات من قصيدة الشاعر إبراهيم مبيضين:
فتدرجت بالسعي صاعدة
نحو العلا والعز والهمم
والعاهل البناء جددها
حقا وأحياها من العدم
أغرته بالسكنى مناظرها
فاختارها دارا ولم يرم
أما الشاعر العربي البحريني علي عبد الله خليفة فتغزل بها قائلا:
طرقت باب الحب فانفتح المدى شرفا
وانهال ما كتب وما جاءت به الحرق
أتيت يا عمان والأشواق راحلتي
اطوي إليك الدرب والأحلام تستبق
والسلام ختام