05-06-2014 02:49 PM
بقلم : منور أحمد الدباس
هي مفاجأة كبيره على الصعيد العربي والعالمي حين وجه وزير الخارجيه سمو الأميرالسعودي سعود الفيصل الدعوه لنظيره وزير الخارجيه الإيراني محمد جواد ظريف لزيارة الرياض ، وهي خطوه جريئه في الإتجاه الصحيح ، لأجل التفاهم على القضايا التي هي موضع خلاف بين الطرفين ، والتوصل الى حلول ترضي كافة الأطراف المعنيه بمثل هذه القضايا كون المفاوضات هو الخيار المتوفر ( تعالوا الى كلمة سواء)، وحيث ان العلاقات بين الرياض وطهران تشوبها كثيرمن الخلافات الجوهريه القديم الجديد ، وذلك في المحيط العربي ويسود هذه العلاقات في بعض الأحيان التوتر الشديد وسببهاعمق الخلافات التي تفرزها التصرفات الإيرانيه الخطيره المتطرفه في العالم العربي وخاصه منطقة الشرق الأوسط ، وتأتي زيار سمو امير الكويت لطهران ، والتي تتم بالتنسيق مع الرياض والكويت والسعوديه على مبدأ كلنا في الهم شرق في علاقاتهم مع ايران .
وقد ساهمت السياسات الإيرانيه الهجوميه في خلق بؤر ساخنه ، تزداد خطورتها يومأ بعد يوم ، ناهيك عن عدم الإطمئنان الخليجي للبرنامج النووي الإيراني الذي تخشاه الدول الخليجيه ، حيث وصلت به ايران الى مراحله النهائيه ، بعد ان فشلت الدول الغربيه بقيادة الأمريكان في كبح جماح طهران بوقف برنامجها النووي او تحجيمه رغم كل المحاولات التي استعملتها ضد طهران ، حيث تم فرض العقوبات السياسيه والإقتصاديه الشديده عليها ، الا أن هذه العقوبات لم تؤثر على إيران ولم توقف عجلة تقدم مشروعها النووي ، وذلك بسبب وقوف دول عظمى مثل الصين وروسيا غير المعلن ومساعدتها في الإستمرار في برنامجها النووي وتصدير بترولها وذلك بحجة ان البرنامج المثير للجدل طابعه سلمي وليس عسكري ، ولا تسعى وتطمح ايران لإنتاج القنبله النوويه.
ولا تزال ايران تعمل وتموه وتظهر للعالم من خلال تصريحات المسؤولين المضلله بأن مشروعها النووي لا يشكل خطوره على الدول المجاوره ، أقول : حتى هذه اللحظه تكون ايران قد نجحت بإمتياز في إيقاع الدول العظمى 5+1 في شرك التضليل ، وخاصه بعد توقيع اتفاق جنيف بتارييخ 24/11/ 2013 ، والذي كان مفاجأه للعالم و الدول الصديقه والحليفه الموليه للغرب ، وفي مقدتها دول الخليج العربي ، حيث اعتبرت دول الخليج وخاصه السعوديه والأمارات العربيه ان هذا التقارب الذي احدثه الإتفاق سيضر بهم ، وان الأمريكان بهذه الخطوه قد خذلوا حلفائهم ، وهم يعلمون علم اليقين بأن البرنامج النووي يشكل خطوره بالدرجه الأولى على دولهم وعلى مصالح الغرب لديهم ، وكان هذا الأتفاق قد أحدث صدىً واسعا لدى دول الخليج وكادت الأمور من خلال التصريحات غير المألوفه أن تخرج عن السيطره وتصل الى القطيعه ، الا أن وزير الخارجيه الأمريكي جون كيري قد زار الرياض على عجل ، واجتمع مع العاهل السعودي وطمئنه عن هذا الإتفاق .
اما التصرفات والتدخلات المفضوحه من ايران في المحيط العربي ، والتي احدثت توترًا في العلاقات بين ايران ودول الخليج المسالمه والتي تنتهج سياسة الإعتدال وذلك بسبب العبث والتدخل السافر في الدول العربيه التي تشهد حروباً وقتالاً وتحاول ان تغلب فئه على اخرى ، ومن هذه الدول اليمن الشقيق :الذي يشهد حرباً طاحنه واغتيالات ، ومطالبة من جنوب اليمن بلإنفصال ، ودولة إيران تغذي وتدعم الإنفصاليين ، وذلك عن طريق جماعة الحوثيين والقاعده ، والذين هم سبب كل المشاكل الخطيره التي تحدث الأن في اليمن ، ناهيك عن تلوث اصابع النظام السابق المغموسه في احداث اليمن ، وتأجيج الصراع وخلق حاله من عدم الإستقرار في كل انحاء اليمن الذي يعيش الأن في حالة عدم الإستقرار الأمني .
وتحتل ايران الجزر الإماراتيه الثلاثه وهي مشكلة احتلال قائمه منذ عقود من السنين ويسبب هذا الإحتلال احتقاناً شديداً بين مجلس التعاون الخليجي وإيران ولا يوجد اية حلول تلوح في الأفق لحل هذه المشكله والتي تؤرق دولة الإمارات العربيه وتشكل تعدياً سافراً على سيادتها .
وفي العراق الشقيق وبعد خروج الأمريكان من العراق ، هيمنت ايران على كل مفاصل الدوله العراقيه وأججت في العراق الصراعات على السلطه والإنقسامات الطائفيه ، واستطاعت إيران إحتواء حكام العراق الشيعه ، وهي تمارس في العراق كل الألاعيب القذره لتفتيت العراق واضعافه ، حتى يبقى تحت الهيمنه الإيرانيه وينفذ حكام العراق كل تعليمات الملالي الأتيه من طهران ، والعراق بالنسبه لإيران هو الأن برسم الإحتلال الأمر الذي يزعج ويؤرق دول الخليج العربي وخاصه المملكه العربيه السعوديه والتي تربطه حدود طويله مع العراق ، وتزداد المشاكل في العراق والتدمير والقتل وخاصه في منطقة بغداد وماحولها والتي تشكل السنه الغالبيه فيها ، والتي تعتبر نفسها مظلومه منقوصة الحقوق ، ومستهدفه من حكومة الرئيس المالكي ، والأحداث والعصيان المدني وشبه الإنفصال وما يحدث في الفلوجه والأنبار هو أكبر دليل على التدخل الإيراني السافر ، واملاء سياساتها على حكام العراق الشيعه المهيمنين على مفاصل الدوله العراقيه ، باستثناء الأكراد الذين يحكمون انفسهم ، ويتحكمون في تصدير البترول ولهم اقتصاد خاص بهم ، ولا بربطهم ببغداد سوى الموقع الجغرافي .
اما في سوريا الشقيقه : والتي غزاها الربيع العربي وأحدث فيها ثوره عارمه ضد الطغيان والدكتاتوريه البغيضه وهي تعيش حرباً اهليه اطرافها النظام ومن يدعمه والشعب وحيث سمح النظام المجرم للقاعده وبعض الجماعات المشكوك بها بالتغلغل في سوريا والمنظم والداعم للنظام وهذه المجموعات التي وجدت للحد من قوة الجيش الحر تدعمها دولة ايران ، ويشاركها في ذلك حزب الشيطان المنتمي لطهران ،
ومعهم النظام الفاشي يعيثون في سوريا خرابا وتدميراً ويقتلون السوريين على الهويه ، ولا تستحي دولة ايران من المجتمع الدولي ولا من العرب والمسلمين لما تقوم به في سوريا الجريحه من دعم مطلق للنظام السوري الفاشي وتعمل على تثبيت الأسد المجرم بحق شعبه ، ليحكم سوريا التي دمرها وشرد شعبها الذي يناضل من اجل الحريه وإسقاط الديكتاتوريه الفاشيه .
ويبقى لبنان : الشقيق والذي يتأثر بما يحدث في سوريا وهو يعاني من تدخل ايران من خلال الهيمنه على حزب الشيطان ودعمه بالمال والسلاح من أجل اسناد حكام سوريا وخلق حالة من عدم الإستقرار المستمره في جميع انحاء لبنان ، وهي تعمل على حكم لبنان من خلال حزب الشيطان الشيعي الذي يتسبب في ذلك حيث يملك السلاح ، وقد سبق أن باءت كل محاولات تجريده من السلاح بالفشل الذريع ، وهو بعد تدخله في سوريا اصبح جزءً من المشكله السوريه وطرفا مهما فيها وبشكل واضح امام كل العالم ، وايران في هذا الوقت تسعى من خلال حزب الشيطان ان تنتخب رئيساً للبنان يتناسب مع رغبتها وسياساتها القذره لتبقى المهيمن الأول على لبنان ووريثة النظام السوري الذي همه الأول ان يبقى على كرسي الحكم .
وفي مملكة البحرين : تتسبب ايران بحالة عدم الإستقرار في مملكة البحرين مستخدمه الطائفه الشيعيه في البحرين وهم يشكلون اكثر من 40% من سكان مملكة البحرين ويسعون بدعم من ايران للإستيلاء على الحكم بحجة المطالبه بالحريات والحقوق السياسيه الا أن حكومة البحرين تقف لهم بالمرصاد ، وهي في حالة عداء مستمره مع ايران التي تدعم جهاراً نهارً ودون وازع من ضمير أو حياء المعارضه في البحرين الدوله المسالمه.
هكذا تطبق ايران سياساتها العدائيه للعرب الموروث عن الدوله الفارسيه التي كانت الفتوحات الإسلاميه سببا قوياً في انهيارها وتفكيكها ونشر الإسلام في كل اقاليمها ، بحيث اصبحت بعد هذه الحقبه التاريخيه تدعى دولة ايران الإسلاميه وهي من تتسبب الأن وبكل وقاحه في نشر الإرهاب الدولي والتي تدعمه وتصدره للعالم وتنشره في الأقطار العربيه الشقيقه ، عامله كل جهدها الإرهابي لخلخلة الأوطان العربيه في الشرق الأوسط والسيطره عليها بعد ان تكون قد عقدت مع العدو الصهيوني اتفاقاً استراتيجياً سرياً تتعهد فيه للغرب بالمحافظه على أمن اسرائيل وان تدعم احتلالها لفلسطين ، ولم تسلم الدول العربيه من المحيط الى الخليج من اذى ايران الذي لم يكبح جماحه لا المفاوضات ولا المؤتمرات ، فنحن العرب الطرف الأضعف في كل المعادلات والسبب هو عدم تمكين شعوبنا من الحريات ، وتطبيق الديموقراطيه الحقيقيه في اوطانها ، وعدم استغلال الثروات العربيه وذلك من اجل بروز قوه عربيه قادره على منافسة المد الأيراني المكشوف والتصدي له عسكريا واقتصاديا ، وكبح جماحه الذي وصل الى حد الإحتلال ، قد لا تنفع مع ايران المفوضات ولا السياسات الناعمه في التعامل معها ، فنحن نعيش في زمن القوي يسيطر على الضعيف ويكون هدفا سهلاً لممارسة الهيمنه عليه .
dabbasmnwer@yahoo.com