حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الثلاثاء ,26 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 40467

النظام والمعارضة ينقلان القتال إلى الأنفاق في ريف دمشق

النظام والمعارضة ينقلان القتال إلى الأنفاق في ريف دمشق

النظام والمعارضة ينقلان القتال إلى الأنفاق في ريف دمشق

07-06-2014 09:47 AM

تعديل حجم الخط:

سرايا - سرايا - نقلت القوات النظامية والمعارضة المسلحة في سوريا القتال إلى الأنفاق في المدخل الشرقي لدمشق، في حرب تستعمل فيها الأسلحة التقليدية إضافة إلى تقنيات متعددة منها الإنصات والمكر والتسلل.

وتشهد الأنفاق المحفورة في باطن الأرض على المدخل الشرقي لدمشق، حربا من نوع آخر بين القوات النظاميةومقاتلي المعارضة تستخدم فيها إلى جانب الأسلحة التقليدية، تقنيات متعددة منها الإنصات والمكر والتسلل.

ويقول مازن وهو ضابط في الجيش السوري برتبة نقيب "نعتمد بالدرجة الأولى على آذاننا. عندما نتمكن من تحديد مصدر الضجيج (الناتج عن الحفر المضاد)، نحفر في اتجاه الهدف".

ويضيف"ثم تحصل المفاجأة: إما نجد المسلحين أمامنا وتقع معركة ومواجهة مباشرة، وإما نسد لهم نفقهم، وإما نستخدمه لصالحنا".

ويعتبر حي جوبر الواقع في شرق العاصمة والذي يشهد معارك يومية بين طرفي النزاع اللذين يتقاسمان السيطرة عليه، بمثابة محور استراتيجي لقربه من ساحة العباسيين. ويمثل وصول المقاتلين إلى الساحة تهديدا جديا للعاصمة التي تعد نقطة ارتكاز أساسية لنظام الرئيس بشار الأسد.

وتقود حفرة عمقها سبعة أمتار، في موقع النقيب مازن، إلى "غرفة مراقبة" وضعت فيها أجهزة كومبيوتر وشاشات متصلة بكاميرات منصوبة في الأنفاق التي حفرتها القوات النظامية.

ويشرح أحد العسكريين أن المعارك في جوبر قسمان، أولهما "حرب ناعمة" تدور فوق الأرض وتشمل نشر كل طرف قناصة تابعين له في مبان تبعد عن بعضها بضعة أمتار. وتترافق المعارك مع قصف من الطرفين واستخدام النظام للطيران الحربي.

لكن "الحرب الفعلية" تدور تحت الأرض. ويقول الجندي "هنا توجد مدينتان: واحدة فوق الأرض، وأخرى سفلية حيث نتواجد، وهي أكثر واقعية من الأولى".

ولتفادي نيران القناصة، حفر الجيش النظامي أنفاقا ضيقة تصل بين المباني التي يسيطر عليها، ووضع فيها مصابيح إضاءة. وفي باحة مبنى من ثماني طبقات يمكن رؤية حفرتين ظاهرتين تؤديان إلى نفقين. وغالبا ما تكون الانفاق مؤلفة من مسارات عدة فوق بعضها.

ويوضح الملازم ماهر أن "الطبقة السفلية الأولى مخصصة للإمداد، والثانية للتواصل بين المواقع، والثالثة لإجلاء الجرحى. أما الطبقة الاخيرة التي قد يصل عمقها إلى 12 مترا، فتكون مفخخة. وفي حال أراد العدو التسلل، نقوم بتفجير المتفجرات التي زرعناها فيها".

ويتفادى الطرفان المتقاتلان حفر الأنفاق على مستوى واحد حتى لا تكون عملية كشفها سهلة بالنسبة إلى الخصم. ويشبه الوضع لعبة "القط والفأر"، إذ يحاول كل طرف تفادي الآخر، أو خداعه لكشف مخبئه.

ويقول أحد الجنود إن "النقيب علي يثير جنون المسلحين لأنه يعرف كيف يحفر الأنفاق بطريقة تتيح لنا التسلل من خلفهم".

ويقول العقيد رامز إن "التكتيك الذي يعتمده المسلحون مزدوج: حفر الأنفاق للوصول اإى أبنيتنا لتفجيرها، أو حفر أنفاق تتخطى خطوط دفاعنا للتسلل إلى المدينة من وراء ظهورنا".

ويستخدم مقاتلو المعارضة منذ أشهر عمليات تفجير الأنفاق في مناطق عدة تشهد معارك، وتكون هذه الأنفاق مربوطة إجمالا بمواقع عسكرية أو مراكز تجمع للقوات النظامية، أو تهدف التفجيرات إلى فتح طريق إلى موقع آخر، وأبرز هذه التفجيرات حصلت في حلب في شمال البلاد وفي إدلب (شمال غرب).

وبث ناشطون معارضون على موقع "يوتيوب" أشرطة مصورة لعمليات التفجير وأخرى تظهر عمليات الحفر التي تتم بأدوات بدائية ويدوية. ويقول بعض المقاتلين في التسجيلات إن الأنفاق تهدف إلى تأمين خطوط إمداد للمناطق المحاصرة والتسلل إلى مواقع النظام وتدميرها.

في دمشق، طلبت الفرقة التي يقودها العقيد رامز مساعدة خبراء في علم الجيولوجيا، مزودين بأجهزة استشعار قادرة على التقاط وجود تجويفات على عمق يراوح بين عشرة امتار و15 مترا. لكن هذه الأجهزة تعطي إشارات مضللة في بعض الأحيان، إذ يتبين أنها تعود لقنوات رومانية قديمة.

بالنسبة إلى الجيش السوري، هناك خطان أحمران: ساحة العباسيين القريبة من وسط العاصمة، وبرج "مجمع 8 آذار/مارس" في جوبر، وهو بناء مرتفع يجعل الجزء الشرقي من دمشق في مرمى نيران قناصة المعارضين في حال تمكنوا من السيطرة عليه.

ويقول العقيد رامز إن الجيش احبط قبل أشهر "هجوما كبيرا على دمشق"، إثر اكتشافه "في اللحظة الأخيرة"، نفقا يصل إلى خلف خطوط دفاع القوات النظامية.

وبحسب ضابط في أجهزة الامن، فإن مقاتلي المعارضة "حفروا العديد من الخنادق في جوبر، المئات منها تصل إلى بلدات أخرى" في محيط دمشق.

بالنسبة إلى مقاتلي المعارضة، قد يستغرق حفر نفق شهورا.

ويذكر تقرير للمكتب الإعلامي لقوى الثورة السورية التابعة للائتلاف الوطني المعارض بعنوان "حرب الأنفاق"، أن "الثوار يقضون شهورا للحفر والوصول إلى النقطة المستهدفة وهم يستخدمون وسائلهم البدائية ويتغلبون على نقص الأوكسيجين والعتمة أيضا بالوسائل المتاحة، ويحدث أحيانا أن يتم اكتشاف النففق قبل إتمامه، وتكون النتيجة تفجيره وضياع شهور من التعب".

وأشار إلى أن "حفر الأنفاق ليس خياراً سهلاً ولكنه الحل الوحيد في ظل انعدام التكافؤ في التسليح والمعدات" بالمقارنة مع ترسانة النظام وتجهيزاته.

وؤكد الباحث في الشؤون الاستراتيجية سليم حربا في مقره في دمشق، "لم توجد في العالم شبكة أنفاق متشعبة كتلك الموجودة في سوريا حاليا".

ويشير إلى أن الظاهرة "انطلقت في حمص (وسط) في 2012. ومنذ ذلك الحين، اكتشف الجيش (النظامي) 500 نفق في البلاد، لكن أعتقد أن عدد الأنفاق المحفورة هو ضعف ذلك".










طباعة
  • المشاهدات: 40467

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم