09-06-2014 12:21 PM
بقلم : صالح مفلح الطراونه
إن وزارة التربية والتعليم تمثل أحد أهم العناصر التي تمد المجتمع بالعناصر المؤهله والفاعلة والقادرة على صناعة غداً مشرق للوطن والأمة , من هنا تكون المدرسة الحضن الدافئ والقادر على استيعاب الأبناء واحتضانهم مدة التعليم والبالغة اثنتى عشرة سنة ثم يتم تقديمهم للحياة على نحو جميل , ولأن مكونات العملية التربوية تنطلق من المعلم ثم الطالب ثم المنهاج ثم الإدارة وهنا يلزمنا إيجاد شريك في لملمة هذا الروابط التربوية بما يعزز من قيمة كل مكون منهما وبما سوف يؤدي من رسالته في قادم الأيام لتكون على نحو قادر على قراءة واستشراف المستقبل بكل ثقة وحينما جاءت فكرة إنشاء الهيئة المستقلة لتطوير وإصلاح التعليم لأننا مدركون تماماً إن هناك ثمة مشكلات تربويه تطفوا على السطح بين فينه وأخرى تستلزم إيجاد ما يعزز الحلول الى واقع ملموس . وحتى ننصف الطرح بكل موضوعية فإننا نرى إن الإصلاح التربوي من مفهومة العام والذي يعني مواجهة المشكلات التربوية لابد من أن يركز على جوانب ترتبط بالطالب والمعلم والذي يشكل الدعامة لقيم الإصلاح التربوي إذا ما أردنا أن نبرز مفاهيم الإصلاح التربوي الحقيقي ونبدأ ( بالمنهاج والكتاب المدرسي , البناء المدرسي , التعليم قبل المدرسة , الإدارة المدرسية , الإدارة التربويه ) هذه المفاهيم لابد من إيجاد رابط يجمعهما في مظلة صناعة القرار لكل ما يعنيهما من هموم في قياس وشموليه العمليه التربويه . ولأننا بصدد التفكير بمشروع هذه الهيئة على بساط الواقع التربوي وأحلام الحاملين لمشروعه النهضوي بهذا الوطن نذكر بركائز أساسية أشار لنا فيها أساتذة بالعمل التربوي ومستشارين وقادة في صنع القرار التربوي على مستوى الإقليم الجنوبي منهم الاستاذ نايف النوايسة والمستشار التربوي الدكتور عايش النوايسه والدكتورة نعمات الطراونه إن من أهم التحديات التي تواجه المؤسسة التعليمية .. هو الأعداد الهائلة للطلبة ومخرجات التعليم الأساسي وكيفية توزيعه على الفروع الأكاديمية والمهنية, ثم التخصصات الجامعية واحتياجات السوق ثم الإرشاد والتدريب المهني ومشكلات البطالة بين الخريجين في مجمل التخصصات ثم العنف بالجامعات والمدارس للذكور تحديداً ثم أشاروا الى وجود اختلال في النتائج ما بين الإناث والذكور الأمر الذي أنعكس على القبول بالجامعات ثم الى النقص بالمعلمين الذكور .... وحتى نكرس أهمية هذه الهيئة المستقلة لقيم الإصلاح التربوي نرى إن من اهم متطلبات الإصلاح ما يلي وضع برامج متناسبة مع الحاجات الاجتماعية العامه والفردية وتعزيز مفاهيم التربية الوطنيه , إشراك أوليا الأمور في العملية التربويه حتى يدركوا مستوى أبناءهم الطلبه على مقعد الدرس , مراعاة هموم وتطلعات ذوي الاحتياجات الخاصة الاهتمام بالتدريب المهني سواء بالمراكز أو المدارس , إعادة النظر بالأسلوب الحالي لاستخدامات التعلم التكنولوجي ووضع برامج لضبط هذا الأمر , النظر في اهمية التعليم المستمر , ثم ضبط الأنفاق التربوي وان لا يكون إلا من خلال منهجية التخطيط المسبق للتوزيع , ثم إعادة النظره في تجربة الاقتصاد المعرفي يشير الأستاذ التربوي نايف النوايسه الى إن وضع الخطط التربويه التي تتوافق مع السياسة الأقتصاديه والاجتماعية والثقافية تساعد في مفاهيم الإصلاح التربوي الشمولي بما يعزز من مكانة التعليم بكل مكوناته كما يضيف الى إن مواجهة الأنظمة التربويه التقليدية التي لا تتناسب ومعطيات العصر تعيق التقدم بقيم الإصلاح التربوي المنشود ... إن الهيئة المستقلة للإصلاح التربوي التي نراها باتت تشكل أهمية وحتمية اذا ما أردنا للتعليم ان يزدهر ونحن رواد بمفاهيم أتساع رقعه الجامعات والكليات المتوسطه من شمال الوطن وجنوبه ووسطه مما عزز مكانة الاردن التعليمه بما فاق التصور قياساً بالوضع الاقتصادي ومتانة المتغيرات التي تصيب المنظومة التربويه بين فينه وأخرى ولعل اهم ما يجب ان تركز عليه مراحل التعليم التربوي إن هناك تفاوت بين مخرجات التعليم وحاجات السوق مما ادرى الى إنتاج بطالة مدمره... نريد ان نلغي قضايا أحدثها الواقع ومزق كثير من قيم التعليم الجديد وعلى رأس ذلك التغير في مفاهيم الطالب والمعلم والأسرة مشروع الهيئة المستقلة تنتج من خلال المرتكزات التاليه , خبراء تربويين , أكاديميين في مجالات التربيه وعلم النفس وعلم الاجتماع ومفكرين وأولياء أمور الطلبه .. نرى أن يكون لها نظاماً داخلياً يتضمن قانونية عملها يتصل بوزارة التربية والتعليم , وتتلاقى كافة قيمها من جدار وطني كبير يؤمن بالفكرة وينفذها على أرض الواقع لتكون دائماً هي الطليعة بقراءة الواقع التربوي وإصلاحاته ويساعد بذلك كفاءات تربويه وإعلامية تستطيع ان تجعل هذا الحلم واقعاً ملموس ولنا دائماً بسدة القرار الوطني جلالة الملك عبدا لله الثاني الذي أسس جوائز تعتني بالمعلم والمدرسة وتخرج كفاءات قادرة على صناعة غد مشرق للتربية وأهدافها النبيلة في هذا الوطن