09-06-2014 07:01 PM
بقلم : فواز الحسنات
لست الوحيد في هذا الوطن ممن كتب أو طالب الحكومة بالاعتناء بالبترا وإعطائها الأولوية في التطوير والاستثمار في كافة المجالات وذلك للنهوض بواقعها الذي اعترف به دولة رئيس الوزراء الدكتور عبدا لله النسور في زيارته الأخيرة للبترا عندما قال وبمنتهى الصراحة ( لقد وجدت البترا اقل بكثير مما في مخيلتي ) وحقيقة نحن لا نعلم ما هو في مخيلة دولته وهو واسع الاطلاع عالميا فيما يشابه إقليم البترا من مواقع سياحية في العالم.
لا احد ينكر أن البترا تأخر كثيرا مشروع تطويرها ولا احد يعلم الأسباب فمن النسيان والتهميش وضعف الإدارات السابقة وسوء التخطيط وغياب الرؤيا المستقبلية إلى المعيقات من تصنيفات الأراضي وصفة الاستعمال ونسب البناء عليها وكذلك ارتفاع الضرائب وتصنيفات الاستثمار مقارنة بالعقبة والبحر الميت .
البترا الآن على أعتاب النهوض بواقعها حقيقيا ولسببين أولهما تولي احد أبناء ألمنطقه شؤون إدارتها وهو أستاذ دكتور مشهود له إداريا وواسع الاطلاع على همومها وكذلك الحلول ويعاونه فريق متجانس من المفوضين الأكفاء والموظفين غالبيتهم من أبناء المنطقة حيث تم تحريكهم وتكليفهم بما يتلاءم وطبيعة تخصصاتهم لإثراء العمل بشكل جيد وثانيهما مخرجات ونتائج الزيارة الاخيره لدولة رئيس الوزراء والوعود التي ذكرت من قبل دولته أمام الحشد الكبير من أبناء المجتمع المحلي.
إن ما يميز زيارة رئيس الوزراء عن غيرها من زيارات المسئولين أنها أتت في بداية تولي الاداره الجديدة للسلطة بالإضافة إلى أن واقع الإقليم والبترا طرح أمام دولته بمنتهى الشفافية والوضوح سلبا وإيجابا والملفت كذلك توافق مطالب السلطة التي اجتمعت منفردة مع الرئيس ووزراءه مع مطالب المجتمع المحلي والتي وردت في خطابات ممثليهم أمام الرئيس والوزراء المرافقين له .
وتميزت كذلك بطلب الرئيس من الوزراء أمام الجميع بأن على كل وزير تنفيذ ما يتم إعطاءه من وعود وموافقات خلال شهر من تاريخ الزيارة وهذه ميزه داله على الجدية في تنفيذ المشاريع والمطالب والتي حتما ستؤدي إلى النهوض بواقع البترا ومحيطها من حيث الخدمات والبنية التحتية والاستثمار لتوفير متطلبات وأسباب إطالة فترة إقامة السائح في البترا .
لو أطلقنا العنان للتفكير والتخيل والتمني في متطلبات السائح العربي والأجنبي في منطقة مثل البترا من حيث قيمتها العالمية والتاريخية كثاني اعجوبه من عجائب الدنيا السبع الجديدة نجد أن المطار والتلفريك والمدينة المائية والقطارات السريعة تحت الأرض وفوقها وناطحات السحاب والنوافير وملاعب الجولف ونوادي السباقات بأنواعها والمنتجعات والقرى السياحية وقاعات المؤتمرات وأسواق التحف والمطاعم ألمعلقه كلها مطلوبة وضرورية في حال توفر الإمكانات .
إلا أن نتائج الجهد العظيم الذي قامت به السلطة من تأمين الحد الضروري من الموافقات والوعود التي أعطيت لهم أمام المجتمع المحلي بالتمويل للبدء في عملية التطوير والمشاريع الضرورية كان رائعا نستطيع أن نقول وبكل ثقة انه جعل البترا على أعتاب النهوض بواقعها فمشروع النطاق العازل والذي من بعده تستطيع أن تتحكم في استعمالات الأراضي المجاورة له لزيادة فرص الاستثمار المتنوع إذا ما علمنا أن دولته أوعز إلى وزير ألصناعه والتجارة العمل على مساواة منطقة البتراء بالمناطق التنموية.
ومشروع تطوير وسط ألمدينه ضرورة ستغير معالم ألنمطيه في حركة السائح داخل المدينة , والقرية ألنبطيه التي ستحل الكثير من معيقات تنظيم العمل السياحي داخل الموقع الأثري وتزيد من فرص العمل لأبناء المجتمع المحلي وتوسع دائرة حركة السائح وتطيل إقامته وتعمل على المحافظة على الموروث الإنساني الغير ملموس وهو روح البداوة وهو احد أهم مطالب المنظمة العالمية اليونسكو في البتراء , ولجدية الرئيس واهتمامه في موضوع القرية انه قام بزيارة كاملة ضمن مسار السائح بما فيه ألمنطقه ألمقترحه لتلك القرية.
ولا يغيب عن البال أن كثيرا من المديريات الحكومية والأقسام والمشاريع والطرق تم الإيعاز للوزراء للعمل على إيجادها ورفع تقرير خلال شهر عن ما تم تنفيذه .
كل ما سبق والكثير من الأفكار ألاستثماريه التي بدأت التفكير والتوجه للاستثمار في البترا هو جيد ومبشر بالخير ومستقبل قريب واعد يمكن البناء عليه ويؤسس للنهوض بواقع أهم المواقع ألتاريخيه والسياحية في الأردن . فالأمل معقود على هذه الوعود فلا تخذلوا الوطن في أهم مواقعه السياحية ولا تخذلوا السلطة الجديدة المفعمة بالحيوية والنشاط ولا تخذلوا سكان المنطقة والتي تحددت طريقة عيشهم على السياحة ومردودها وأخيرا لا تخذلوا السائح الذي يقطع القارات ليرى البترا فيجدها كما وجدها دولة رئيس الوزراء.
*فواز الحسنات
رئيس جمعية فنادق البترا