10-06-2014 03:29 PM
بقلم : الدكتور صبري ربيحات
هل ستؤثر الاخلاق على السياسه؟
سؤال اختار البابا ان يعرضنا له......من جديد...فهل ينجح المسعى؟
لسنوات طويلة اصبحت السياسة لعبة ينتصر فيها الاقوياء والاكثر دهاء ومراس...ويخسر فيها الضعفاء ويدفع ثمن صفقاتها الفقراء والمحرومون.
البابا فرانسيس والقادم من العالم الثالث والمنحاز دوما للفقراء والمظلومين يعيدنا الى الجذور.........
اليوم وفي خطوة تاريخية غير مسبوقة تلتقي الديانات السماوية بناء على مبادرة البابا اثناء رحلته للاراضي المقدسة لتعرض وجهها الانساني...ورؤيتها للخلق...والحب....والسلام...
وليصلوا من اجل السلام....
في اللقاء الذي حرص البابا على ان لا يهيمن على فضاءه رموزا توحي بان الاديان غير متساوية...
التراتب التاريخي للديانات الثلاث هو الذي حدد من يتحدث اولا وثانيا وثالثا.
باللغة العبرية عرض الراباي نظرة اليهودية للخلق والكون والقيم والانسان.... الله فضل الانسان على المخلوقات.... واخضعها لارادته.... وكانت جيروسلم جزء من القراءة...
.في القراءة المسيحية التي ساهم فيها الاساقفة العرب وبطريركية القسطنطينية التي شاركت الى جانب الكاثوليكية...الجميع كانوا معا ليصلوا... ولم يكونوا ليصلوا معا...المسلمين يصلون هم الاخرون....الجميع كانوا يتحدثون عن اله الخير ...السلام ...الله المستعان...الهادي... القدير...العليم...الشكر...الرجاء.
.الطاعة..الامل....
القدس كانت جزء من الخطبة التي تلاها الراباي اليهودي...ووزير الاوقاف الفلسطيني...قراءة القران كان لها وفع مؤثر على فضاء اللقاء.
الدبلوماسية الكنسية ابداع غير مسبوق.....والكل يتابع بعقلية الدهشة والاعجاب ما قام بة البابا بعد ان فشلت الدول العظمى.....الطريقة خلاقة وفيها من الابداع والانفتاح والحب والانسانية ما يستجيب لحاجة عالمنا الذي اصبح يعاني من الفراغ الروحي والاخلاقي...اشجار الزيتون حاضرة في فضاء اللقاء...
.البابا الذي توسط محمود عباس وشمعون بيريس..في حديقة الفاتيكان ليصلوا من اجل السلام كان محط انظار العالم وتقدير الشعوب والمؤمنين .
تمرين اليوم سابقة تاريخية ربما انها الابرز والاهم في تثوير معنى ورسالة الدين في حياتنا... وفي تاريخ الدبلوماسية الكنسية التياصبجت موضعا للتساؤل في السنوات الاخيرة.
اليوم كانت مناسبة تاربخية فريدة للكنيسة والبابا شخصيا والعالم...ولكيفية تناول القضايا الكبرى.
البابا يدعونا الى التخلص من الشر والعدوان...يدعونا الى العودة الى معتني الحياة والاخوة..فنحن ابناء الله..علينا ان نحب بعضنا وننبذ الخلافات ونستجيب الى الدعوات.....
اليوم ارانا البابا وظائف الدين والايمان في تقريب العباد وتجسير الفجوة واستخدام للسلطة الاخلاقية في مسعى لتغيير وجه العالم.....
الرسالة التي تتمثل في الدعوة الى ان تحب لجيرانك ما تحب لنفسك.وادراك ان للحياة معاني غير القتل والهيمنة والصراع معاني تتمثل في الحب والسلام .. .
شكرا للدين الذي يدخل حياتنا بثوب ابيض جديد ....ثوب يجمع ولا يفرق.... يبث الحب ويسعى لتبديد الكراهية شكرا للبابا وللروح التي يحملها.
واخيرا نامل ان تحيي اشجار الزيتون....امال الذين زرعوها واعتموا فيها ...وحملوا اغصانها في ايديهم...وعض على اوراقها حمام الاقصى وساحة القيامة.
السؤال الذي ستجيب عليه الايام..هل سيتحقق السلام...وهل ستسهم المبادرة في اصطفاف اتباع الديانات .... خلفها لتمنح لها قوة الدفع التي تحتاج.