حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأربعاء ,25 ديسمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 46514

(والسماء رفعها ووضع الميزان)

(والسماء رفعها ووضع الميزان)

(والسماء رفعها ووضع الميزان)

12-06-2014 09:57 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : د. زيد سعد ابو جسار
القران الكريم دستور يحكم هذا الكون ,يحدد واجبات ودور كل مخلوق فيه ,لينتج عن ذلك حياة تعرف بالحياة الدنيا ,فكل مخلوق له دوره وواجبه المحدد في هذا الكون مبرمج برمجة فطرية لا يحيد عنها وهذه تعرف بالعبادة الطوعية منذ بدء الخلق .. (ثُمَّ اسْتَوَىٰ إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ) فكانت وما زالت)الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَان )وكل ما نشاهده هو عبارة عن آيات قرآنية كونية محكومة بميزان الله تعالى الدقيق ,فمنها ما يحافظ على توازن البيئة ونظافتها وطهارتها,ومنها ما يحافظ على دورة تجديد الحياة مثال الفصول الأربعة وذلك من خلال (يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل...........
عندما خلق الله تعالى الإنسان خلقه ليكون خليفة الله تعالى في أرضه لهذا خلقه من طينة هذه الأرض ,ونفخ فيه من روحه وعلمه البيان من خلال العقل ,فحمل الإنسان الأمانة أمانة العدل في ميزان الكون ,وشهد وهو في عالم الأنفس أن الله ربه ,لترافقه فطرة التوحيد في رحلته لإتمام مهمة الخلافة الموكل بها,وعلمه كلمات التوبة لتصحيح مساره وذلك عندما تواضع ونسب الذنب لنفسه بخلاف إبليس الذي تكبر ونسب ذنبه إلى الخالق, ومن ثم من الله تعالى بالهداية من خلال أنبيائه ورسله إلى أن كانت الرسالة الخالدة المحفوظة إلى ما شاء الله تعالى ,ومضمونها التذكير بالتوحيد وبالعهد فكانت الحكمة من العبادة والتوحيد هي استمرار الحياة والذي لا يكون إلا في الحفاظ على ميزان الله تعالى لهذا الكون والذي لا يكون إلى من خلال العمل الصالح ولا يصلح العمل إلى إذا كان مخلصا لوجه الله تعالى..............

قال تعالى( وَالسَّمَاء رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ (7) أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ (8) وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ (9)فرغم أن الإنسان مخير بين أن يكفر أو يؤمن إلى انه يبقى ضمن حكم الله ودستوره لهذا الكون وهو القران الكريم ,فعندما يطغي الإنسان على نظام هذا الكون من خلال إسرافه يجد العقاب قال الله تعالى ( ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون )هذا ما نشاهده من تغير في المناخ إلى الأمراض الناتجة عن السمنة والمحرمات ,نتيجة التعدي على ميزان الله تعالى ,وعندما تطغى الدول يدفع طغيانها بدول اخر ى ( ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ولكن الله ذو فضل على العالمين),إن التعدي على ميزان الله هو التعدي على الحياة وعلى نعم الله وعدم شكره وهذه من أسباب زوالها عن المعتدي,لهذا فقد وكل الله تعالى الإنسان بإقامة الحدود والقصاص قال تعالى(( وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ )كونه خليفة الله في أرضه.........

الكثير منا يظن أن الجزاء لا يكون إلى بالآخرة ,فمال الحرام مصيره ذهابه وأهله في الدنيا ,فحال الإنسان في هذه الدنيا مرتبط بأعماله وذلك لعلم الله المسبق بأعمال عبده ومسيره في أرضه , والجزاء من جنس العمل , لهذا فان السعادة لا يجدها الإنسان لا في المال ولا في الصحة إنما يجدها في الإيمان والعمل الصالح
فكم كان المال سبب لشقاء الإنسان ’وخراب الصحة من عمل المحرمات عندما طغت على ميزان الله تعالى..

عندما يتوصل الإنسان لهذه الحقيقة حقيقة الميزان في حياته الخاصة والعامة يجد الحلول أيضا فيه لتغيير مسا ر حياته (إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ), وذلك من خلال العودة إلى بداية خلقه وبداية ذنبه وتواضعه من خلال الإقرار بذنوبه وطلب المغفرة من رب هذا الكون ( فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم ).( قالا ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين )...

( اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي ، لا إِلَه إِلاَّ أَنْتَ خَلَقْتَني وأَنَا عَبْدُكَ ، وأَنَا على عهْدِكَ ووعْدِكَ ما اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ ما صنَعْتُ ، أَبوءُ لَكَ بِنِعْمتِكَ علَيَ ، وأَبُوءُ بذَنْبي فَاغْفِرْ لي ، فَإِنَّهُ لا يغْفِرُ الذُّنُوبِ إِلاَّ أَنْتَ),إن ميزان الله تعالى قائم في خلقه ,حتى تستمر حياة الكون ,وتأخذ الأجيال اللاحقة فرصتها في هذه الحياة .......








طباعة
  • المشاهدات: 46514
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم