بقلم : صالح عقله الزوايده
معظم الجماعات والتنظيمات لا يختلف اثنان على مرجعيتها واهدافها وعقيدتها سواء الجماعات السنيه او الشيعيه بعكس تنظيم داعش الذي ظهر بقوه على السطح واصبح حديث وكالات الانباء جميعها والمضحك ان كل طرف ينسبه للطرف الاخر حتى اصبح لغزا محيرا...
قبل احداث الربيع العربي كان هذا التنظيم يقوم بعمليات ضد الغزو الامريكي تحت اسم دولة العراق الاسلاميه وبخروج المحتل دخل هذا التنظيم بنزاع مسلح مع الدوله العراقيه الوليده ولكن لم يكن لهذا التنظيم الهاله التي تحيط به في هذا الوقت,فقد دخلت هذه الجماعه معمعة الحرب في سوريا ليس لاي طرف من الاطراف لا لجانب الشعب المنكوب ولا لجانب الحكومه السوريه ,فهم اناس ارادوا اقامة الدوله الاسلاميه على ارض العراق والشام فقط ولذا كان عليهم اختيار اسم لهذا التنظيم يستوعب تمددهم فكان الاختيار على اسم"داعش".
ما تقوم به داعش يؤكد انها ليست صنيعة اي جهة مخابراتيه بل هي صنيعة نفسها حتى وان استغلتها بعض الدول لمصلحتها لفتره من الفترات سواء بالدعم او غض الطرف الا انه سرعان ما انقلب السحر على الساحر وكشفت عن وجهها الحقيقي والا لماذا هي تقاتل الجيش الحر والنصره وتفتك بالشعب السوري وفي نفس الوقت تقوم بمقاتلة المالكي وقواته في العر اق وتكبدهم الخسائر ,اذن هي لا يهمها سوى التوسع واقامة هذه الدوله متسلحين بمقولة"جئناكم بالذبح"فلا يهم ايا كانت الضحيه مسلم سني او شيعي لان من ليس منطويا تحت رايتهم هو خائن في نظرهم ويتم تكفيره لان الفتاوى جاهزه واسهل من شربة الماء.
العجيب ان داعش فتكت بالجانب السني في سوريا ولم نسمع عن مناوشات بينها وبين جيش الاسد وفي نفس الوقت ها هي تفتك بالقوات العراقيه المحسوبه على المالكي واعوانه واستطاعت السيطره على المحافظات السنيه الكبرى حتى ان البعض اعد انسحاب قوات المالكي ثوره سنيه وليس انتصارا لداعش فقط ..فعدو عدوي هو صديقي.
فيما يتعلق بالوضع في العراق يبرز تساؤل... وهو لماذا انسحبت القطاعات العسكريه من محافظات العراق الشماليه امام هذا التنظيم وبكل سهوله.. هل لان المالكي يريد لهذا التنظيم ان يصطدم بالثوار والعشائر السنيه فيكون هو الرابح الاكبر, ام انه بالفعل لم يستطع ان يجابه هذا التنظيم لضعف القوات العراقيه ووهنها او ربما هناك ترتيبات ينوي القيام بها المالكي ليصبح المشهد اقرب للوضع في سوريا خصوصا ان المالكي يتحدث عن عمليات تجنيد للمتطوعين والذين من المؤكد انهم سيكونون من الحرس الثوري والمليشات الشيعيه وربما سيدخل حزب الله في هذا الجيش الرديف.
الوضع معقد جدا والسيناريو السوري رويدا رويدا اصبح يضفي بظلاله الكئيبه على العراق خصوصا ان هذا البلد بيئه خصبه لتلك الصراعات الدمويه والحروب الاهليه.وعليه سيقوم هذا التنظيم بمواصلة اهدافه غير ابه لمرجعية الطائفه فالهدف الاسمى هو اقامة الدوله ولو على اشلاء الجميع....