حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأحد ,19 يناير, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 17895

بالفيديو .. عائلة غزية بلا مأوى .. الأب لايعمل والأم متزوجة من اثنين ومسجونة بقضية

بالفيديو .. عائلة غزية بلا مأوى .. الأب لايعمل والأم متزوجة من اثنين ومسجونة بقضية

بالفيديو ..  عائلة غزية بلا مأوى .. الأب لايعمل والأم متزوجة من اثنين ومسجونة بقضية

13-06-2014 09:31 AM

تعديل حجم الخط:

سرايا - سرايا - في غزة حكايات لايعلم عنها أحد ،فالمعاناة التي تضمها شوارع وأزقة القطاع المنهك والمثقل بهموم أبنائه لها فنون وقصص أغرب من الخيال ..وحكاية المواطن "ن.ن" وزوجته واحدة من هذه القصص التي تحمل معاناة مجنونة لا ترأف بحال صاحبها،ولا تتوقف عن إغراقه في وحل الفقر والحاجة وظلم ذوي القربى..


في بيتٍ لا يتجاوز 30متراً بدأ المواطن "ن.ن" بسرد تفاصيل حياته التي أنهكته حتى الوجع ، تفاصيل وأحداث كأنها مقتطعة من مسلسل ديكو درامي صُور خصيصاً ليبث ضمن حلقات الإثارة والخيال ، وأبطال هذا المسلسل يتوزعون حسب المشاهد التي يرغب مخرجه بعرضها .

حكاية الزوج "ن.ن" يرويها لدنيا الوطن بعد أن ضاق به الحال وتوقف عن عمله منذ عامين بعد أن أنجب ثلاثة أطفال كان لهم نصيب الأسد في معاناتهم معه ، إلى جانب زوجته التي دخلت السجن في قضية نقل عملات مزورة تاركة خلفها طفلين اختفت ملامح الحياة من أعينهم وارتسمت فوق شفاههم بسمة ضاعت بهجتها مع عثرات الزمن الذي لا يرحم طفولتهم .

في التفاصيل حكاية حياة أسرة كاملة انهارت ووقعت في طريق لا مخرج منه سوى مقدرة الله ، فالأطفال والأب والأم جميعهم ضحية المجتمع .

المواطن "ن.ن"  والذي يبلغ من العمر 33 عاما ، يجلس في منزلٍ اختفت منه مظاهر الحياة الكريمة، وبدت الحسرة وقسوة الأيام  تتزاحم على قسمات وملامح وجهه..يقول وعيناه تنظران الي الأرض: " منذ سنوات وانا أحاول ان ابحث عن عمل يكون مدخل رزق ولكن دون جدوى لاسيما بعد أن أصبت بمرض في العين يتسبب بنزيف في حال تعرضت لأشعة الشمس" .

ويواصل المواطن -الذي نتحفظ علي اسمه نظراً لخصوصية العائلة- حديثه لدنيا الوطن وهو يحاول أن يحتضن أطفاله: " منذ فترة حكم علي بالسجن نظراً لشجار وقع بيني وبين أحد الأصدقاء وقضية أخرى أتحفظ عن ذكرها ، وحياتي تدخل الجحيم لاسيما بعد المصيبة التي حلت على العائلة  بسجن زوجتي في قضية تزوير عملات والمساهمة في نقلها " .

ويضيف "ن.ن":" مطلبي ليس أن اعمل فقط ، أنا بحاجة لمنزل أحتضن أطفالي به ،لان هذا المنزل لا استطيع تسديد أجرته الشهرية، وفي نهاية هذا الشهر سوف يتم طردي وأطفالي خارج المنزل كما حدث بالمرات السابقة ،لقد طردت وأطفالي عدة مرات لعدم قدرتي على تسديد أجرة المنزل ،ولكن أهل الخير ومكتب نواب التشريعي استأجروا لي هذا المنزل لثلاثة شهور ولا يستطيعون تجديد الإيجار".

الزوجة علي ذمة رجلين.. وحكاية أشبه بالخيال

تقدمت خطوة تلو الأخرى باحثة عن مكانٍ تختبئ به من عدسة كاميرا دنيا الوطن ، ولكن دون مفر فحكاية الشقاء والندم تظهر علي وجهها، فضلاً عن نبرة صوتها التي اختفت في بداية حديثها معنا..أخذت تسرد حكايتها  وهي تحول عبثا أن تدير وجهها عن الكاميرا، وقالت: "تزوجت عنوةً قبل أعوام ،تقدم لي رجل من بئر السبع ملتحي وشيخ دعوة ، رفضت في البداية فكرة الزواج والارتباط به لاسيما واننى كنت صغيرة في السن ، وبالإكراه  أجبرني أهلي على الزواج منه به ،وبعد ان رفضتني المحكمة  لصغر سني ، حدثت مشاورات بين العائلة والشيخ الذي تقدم لي بأن يجلبوا ( مأذون ) للبيت وأن يكتبوا الكتاب دون الأخذ بإجراءات المحاكم الشرعية .

تواصل الزوجة حديثها ": بعد شهور انفصلت عنه بعدما اكتشفت انه متزوج من ثلاثة نساء قبلي ، فأخبرته والدتي بأنني أريد الانفصال خاصة أنه لم يلتزم بدفع المبلغ الذي اتفقنا عليه وقيمته  7آلاف دينار أردني ،ولكن بعدها جرت محاولات لأن أعود إليه مرة أخرى،فتزوجته، ولكن المشاكل كانت مستمرة بيني وبينه ،وبعد زواج دام أكثر من سنتين أنجبت منه طفل وطفلة وبعدها هربت لغزة  وتركت أطفالي دون أن يُطلقني ، واستقريت عند شقيقي الذي كان يقيم في غزة " .


حياة الجحيم بدأت منذ دخولي غزة.. تشردت في الشوارع وكنت مكبلة اليدين بالجنازير 

وتتابع الزوجة حديثها: " عند دخولي لغزة لم أكن أعلم أن حياة الجحيم الحقيقية ستكمن في منزل أخي الأكبر الذي كُنت متوقعة بأن حياتي ستكون للأفضل عنده وأنه سينصفني من هذه الخلافات ولكن كل ما كنت أتخيله من حياة الرفاهية والراحة بعد تعب سنوات عديدة تحول الي غزة بهروبي وقدومي لمنزل شقيقى إلى جحيم حقيقي ".

وتُكمل "أ.ن" حديثها : " زوجة شقيقي لم يعجبها ان أعيش معهم بالمنزل وكان شقيقي يأخذ بكلامها فكان دوماً يحرمني من الخروج او تناول الطعام وأغلب الأوقات كُنت مكبلة اليدين بالجنازير، لدرجة اننى هربت من المنزل وبقيت لفترة طويلة أقضى نهاري وليلي في الشارع ، هاربة من واقع وعذاب أكبر وأكثر من الذي مضى ".



زواجي الثاني كان هروباً من موت بطيء .. والآن أصبحت علي ذمة رجلين معا

لم  يقتصر حديث السيدة "أ.ن " لمراسل دنيا الوطن على معاناتها، فقد اعترفت بخطأ وقعت به كان ضحيته أطفالها الثلاثة اللذين  ينطبق عليهم المثل الشعبي الشهير الذي قيل فيه _ صراع الفيلة لا يموت فيه إلا العُشب_ والضحية هنا الأطفال .

وتسرد أم الأطفال قصتها بارتباطها بزوجها الثاني من سكان قطاع غزة والذي أنجبت منه هؤلاء الأطفال الثلاثة  معلقةُ علي سؤال مراسلنا" لماذا وافقتِ علي الزواج من رجل ثانٍ رغم معرفتك بأن ثمة خطأ فادح سيحدث؟" وتجيب :" انا اعلم جيداً بان ما ارتكبته خطأ كبير، ولكن لم أكن أتوقع بأن أطفالي سيكونوا ضحية هذا الخطأ ، وأعلم جيداً انا ما فعلته (حرام) ولكن التعذيب الذي تعرضت له أنذاك، كان أكبر وأقوى من أن أرفض الزواج من زوجي " ن.ن" الذي تقدم للزواج مني وهو لا يعلم أنني ما زلت على ذمة الزوج الأول " .

وتعود "أ.ن" للحديث عن حياتها مع شقيقها بعد هروبها من زوجها الأول لتصفها مجددا بأنها "جحيم مستمر " محملة الذنب والأسباب كلها لوالدتها وشقيقها ولزوجها الأول اللذين كانوا علي موافقة تامة وكاملة على زواجها رغم أنه خطأ في كلا الحالتين وتقول: "على الرغم من ان زواجي الأول لم يكن قانونيا وغير معلنا ، وكوني لم أنفصل عنه بالأوراق الرسمية تقدم بقضية في المحاكم وأثبت بأنني ما زلت علي ذمته وانه لايحق لي الزواج من رجل أخر ، وكل هذه الإشكاليات والمصائب جميعها ، تكشفت حينما أنجبت أبنائي من الزوج الثاني وذهبت لتسجيلهم بشهادات الميلاد فكان الرد بأن الزوجة على ذمة رجل آخر .

 
الأطفال محرومون من التعليم وحق الحياة والاعتراف بهم من قبل الحكومة

" أطفالي حرموا من شهادات الميلاد نظراً لارتباطي بزوج سابق ، ولم أستطع أن أسجلهم في المدارس وحياتي أصبحت شبه عديمة " بهذه الكلمات أكملت الزوجة حديثها وهي تحتضن أولادها مرجحة الأسباب بأن القضية التي رفعها زوجها السابق وصلت لأروقة وزارة الداخلية بغزة وهذا منع استخراج شهادات ميلاد لأطفالها إلا قبل ايام بعد أن تدخلت جهات رسمية ورجال إصلاح وبقى الحال بأن يدفع زوجي رسوم تأخير وقيمتها "360 شيكل"و-هذا المبلغ لا يمتلكه زوجها-.
 

الأم تحولت لـ " نزيلة " داخل سجن أنصار المركزي بغزة برفقة أحد أطفالها


في يوم الخميس الماضي خرجت الزوجة من السجن في" إجازة بيتية-وهو إجراء قانوني متبع لدى الحكومة بغزة) برفقة طفلها الصغير " علي " الذي يبلغ من العُمر 6 سنوات ، فحاولنا الوصول إليها من خلال أحد الجيران الذي يقوم برعاية أطفالها في فترة سجنها .

تروي الأم "ن.ن" تفاصيل سجنها في سجن أنصار الحكومي بغزة وهي نزيلة في السجن منذ سنة ونصف حيث تقول: " قبل حوالى سنة ونصف أعتقل زوجي في قضية ما ، وتعرفت علي  سيدة كانت تسكن بجوارنا حيث تحدثت لها عن تفاصيل وضعها الاجتماعي السيء لاسيما بعد أن دخل زوجي السجن ، حيث استغلت هذه السيدة وضعي المادي السيء وطلبت مني ان اعمل معها في نقل العملة المزورة " .

وتواصل "أ.ن" حديثها وهي تحاول لملة ملامح وجهها الذي أخفته مخفضة راسها للأرض:" وافقت على العمل معها نظراً لوضعي وحاجتي للمال بعد ان ضاقت بي الدنيا ، ذهبت للعمل معها في نقل الأموال المزورة وتصريفها ، وفي أحد الأيام إتصلت بي وأعطتني مبلغ قيمته (500 شيكل )،  وبالفعل عندما ذهب لتصريفه تفاجأت بقوة شرطة قامت بإلقاء القبض علي وانا داخل محل لبيع الملابس الحريمي في حي الشيخ رضوان .

وعن تفاصيل العمل في مهنة تبديل العملة المزورة تقول " أ.ن" عندما تقوم إعطائى 200 شيكل مزورة لتصريفها ، اقوم بمقاسمتها نصف بالنصف ، اي هي مئة شيكل وانا مئة شيكل ، وعند التحقيق في احد مراكز الشرطة اعترفت بجريمتي ، وأخبرتهم بأن جارتي من تعطيني مبالغ مالية واصرفها بين التجار، وبعد ايام اكتشفت بأن هذه السيدة هربت لمصر  ،وتركتني داخل اسوار السجن بحكم لمد 5 سنوات بعد ان انجبت طفلي الصغير .

مناشدة لإحتضان الأطفال وتوفير سبل الحياة ومنزل صغير يأويهم 

الزوج "ن.ن" ناشد الجهات المختصة وأهل الخير بتوفير منزل يأويه هو وأطفال وأن يوفر لهم رغيف الخبز يومياً لانه لايستطيع العمل بسبب عدم توفر فرص العمل ، وطالب بتوفير المسلتزمات الدراسية لأطفاله الذين  فاتتهم  سنوات الدراسة بعد حرمانهم من شهادات الميلاد .

لكن الوالدة "مانعت" أن يحتضن أطفاله الثلاثة عند عائلة ترعاهم ،وطالبت بإعادة النظر في وضعها ومنحها عفوا يمكنها من الخروج من السجن لتربية أطفالها ومراعاتهم . 



  









طباعة
  • المشاهدات: 17895

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم